(السؤال 40): إنّ المشکلة الأصلیة التی أعیشها تتمثل فی جدار البیت وغسل الأطفال، لأننی وضعت مندیلاً نجساً على حافة الجدار المصبوغ بالصبغ الدهنی. وطبعاً لم تکن عین النجاسة قد أصابت الجدار، ولکنّ رطوبة المندیل اتصلت بالجدار، وبما أنّ طفلی قد بلغ مرحلة المشی على أربع ویمسّ بیده الجدار، فلذلک أقوم بغسل یده بصورة منظمة، وهذه الحالة تسبب لی حرجاً وأذىً، فالرجاء الجواب عن الأسئلة التالیة لکی أتخلص من هذا الوضع:
1 ـ لقد قرأت طرق سرایة النجاسة، ولکنّنی لا أعلم مقدار الرطوبة القلیلة وغیر المسریة.
الجواب: لا شک أنّکِ مبتلاة بالوسواس الشدید، ولو أنّکِ عملتِ بما نقول فسوف تتخلصین منه سریعاً، وإلاّ فإنّ مشاکلکِ ستزداد وتشتد.
فی البدایة اُجیب عن أسئلتکِ ثم أذکر دستوراً کلیّاً:
المراد من الرطوبة المسریة هی أنّ الإنسان عندما یضع یده الجافة على ذلک الشیء المرطوب، فإنّه سیرى آثار تلک الرطوبة على یده.
2 ـ هل أنّ جدار البیت بسبب ما تقدم من وضع المندیل قد أصبح نجساً؟
الجواب: إنّ جدران البیت ومن خلال ما ذکرتِ فی السؤال، طاهرة تماماً.
3 ـ هل أنّ الإناء الموضوع تحت الحنفیة «أی ماء الحنفیة» مع عدم امتلائه، له حکم ماء الکر أم لا؟ وهل یمکن تطهیر اللباس النجس بذلک الماء؟
الجواب: إنّ الإناء الموضوع تحت الحنفیة له حکم ماء الکر سواءً کان ملیئاً أم فارغاً.
4 ـ إذا کان الشیء مما نشعر ببرودته عند لمسه کمقبض الباب، فهل تنتقل إلیه النجاسة من خلال التماس مع الید الجافة؟
الجواب: إنّ برودة مقبض الباب لا ترتبط اطلاقاً بالرطوبة ولا تنتقل إلیه النجاسة وهذا السؤال نابع من کونکِ مبتلاة بالوسواس.
وأمّا الدستور الکلی:
إنّ وسواسکِ ناتج من عدم علمکِ بالمسائل الشرعیة، فلو أنّکِ تعلمتِ هذه المسائل بصورة جیدة فسوف تشعرین بالراحة من الوسواس، فالمسألة المهمة هی أنّ علم ویقین الشخص الوسواسی لا یعتبر ملاکاً للنجاسة والطهارة، وبعبارة أوضح: یجب علیکِ أن تلاحظی الأشخاص العادیین من المتدینین متى یعلمون بنجاسة الشیء ومتى یعلمون بطهارته، وعلیک أن تقتنعی بهذا المقدار ولو رأیتِ قلبکِ لا یطاوعکِ على ذلک فلا تعتنی به ودعی مسؤولیة ذلک بعهدتنا، ولا ینبغی لکِ الاعتناء بالشک والتردید، وحتى أرض المرافق الصحیة مادمت لا ترین عین النجاسة علیها فهی طاهرة، وجمیع الأزقة والشوارع والمحلات التجاریة طاهرة أیضاً وکذلک السیارات والباصات العامة والکراسی والأبواب کلها طاهرة، والحمام طاهر کذلک مادمت لا تعلمین یقیناً بوجود عین النجاسة فیه. وجمیع المسلمین وأطفالهم طاهرون مادمتِ لا تستطیعین أن تحلفی على نجاستهم. فوظیفتکِ الشرعیة العمل بما قلناه لکِ، وسوف ترین النتائج الایجابیة بعد أیّام من العمل بهذا الدستور.
