1 ـ قصة تجسس حاطب وسارة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
تعامل المسلمین مع غیر أهل الذمّة:2 ـ قصة استخبار حُذیفة

یظهر أنّ النبیّ الأکرم (صلى الله علیه وآله) کان له جهاز أمنی قوی من خلال قصة «حاطب بن أبی بلتعة» التی وقعت قبیل فتح مکة المکرّمة.

وتوضیح ذلک: کان النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) یستعد لفتح مکة وکان حریصاً على عدم انتشار أخبار ذلک وإنتقالها إلى أسماع المشرکین وکان هناک رجل من المسلمین یقال له «حاطب بن أبی بلتعة» اشترک فی غزوة «بدر» و«بیعة الرّضوان»، وکان یخاف على أهله فی مکة من کید المشرکین فوسوس له الشیطان، فأراد أن یقدم خدمة لهم لیأمن کیدهم على عیاله، فاتفق مع امرأة تدعى «سارة» کانت قد جاءت من مکة إلى المدینة، وعندما أرادت العودة إلى مکة کتب حاطب کتاباً معها لتوصله إلى أهل مکة یخبرهم بنیة رسول الله(صلى الله علیه وآله)وأعطاها عشرة دنانیر، وقیل عشرة دراهم، وکان قد کتب فی الکتاب: من حاطب بن أبی بلتعة إلى أهل مکة أنّ رسول الله یریدکُم فخذوا حذرکم، فخرجت سارة، ونزل جبرئیل فأخبر النّبیّ(صلى الله علیه وآله)بما فعل حاطب، فبعث رسول الله(صلى الله علیه وآله) علیّاً وعماراً وعمر والزّبیر وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد، وکانوا کلهم فرساناً وقال لهم: إنطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعینة معها کتاب من حاطب إلى المشرکین فخذوه منها، فخرجوا حتى أدرکوها فی ذلک المکان الذی ذکره رسول الله(صلى الله علیه وآله) فقالوا لها: أین الکتاب؟ فحلفت بالله ما معها من کتاب، فنحّوها وفتشوا متاعها فلم یجدوا معها کتاباً، فهموا بالرجوع فقال علی(علیه السلام): والله ما کذبنا ولا کُذِبنا وسَلَّ سیفه وقال لها: أَخرجی الکتاب وإلاّ والله لأَضربنَّ عنقک، فلما رأت الجدَّ أخرجته من ذوائبها فقد أخبأته فی شعرها، فرجعوا بالکتاب إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)فأرسل إلى حاطب فأتاه، فقال له: تعرف الکتاب؟ قال: نعم، قال ما حملک على ما صنعت؟ قال: یا رسول الله، والله ما کفرت منذ أسلمت، ولا غششتُک منذ نصحتک ولا أحببتهُم منذ فارقتهم ولکن لم یکن أحدٌ من المهاجرین إلاّ وله بمکة من یمنع عشیرته وکنت عزیزاً فیهم ـ أی غریباً، وکان أهلی بین ظهرانیهم فخشیتُ على أهلی فأردت أن أتخذ عندهم یداً وقد علمت أنّ الله ینزل بهم بأسه وأنّ کتابی لا یغنی عنهم شیئاً، فصدقه رسول الله(صلى الله علیه وآله)وعذره، فقام عمر بن الخطاب وقال دعنی یا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله(صلى الله علیه وآله): وما یدریک یا عمر لعلَّ الله إطَّلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لکم.

فنزلت الآیات الأولى من سورة «الممتحنة» وحذَّرت بشدّة المسلمین من تکرار مثل هذه التّصرفات، لأنّها تذهب بدنیاهم وآخرتهم(1).

ففی هذه القصة، نجد أنّ هناک تجسساً لصالح الأعداء، ولکن جهاز الأمن المضاد عند النّبیّ(صلى الله علیه وآله) ـ سواءً کان عن طریق اطلاع جبرئیل الأمین أو أی طریق آخر ـ أحبط مؤامرة العدو، بنحو لم یصل أی خبر عن تحرک النّبیّ(صلى الله علیه وآله)ومخططه لفتح مکة إلى أسماع قریش وفوجیء مشرکو قریش بدخول جیش الإسلام إلى مکّة، وکان ذلک سبباً فی تحریر أقوى قلاع الشرک بلا إراقة دماء ولا حرب، ولو کانت الجاسوسة قد أوصلت ذلک الکتاب إلى مکّة، کان یُحتمل أن تراق دماء کثیرة فی هذا الطّریق، وهذا یدل على أهمیّة دور الأجهزة الاستخباریة أو الأمن المضاد فی تحدید مصیر مجتمع وأمّة بکاملها.


1. ذکر أکثر المفسرین هذا المعنى فی شأن نزول الآیات الأولى من سورة الممتحنة.
تعامل المسلمین مع غیر أهل الذمّة:2 ـ قصة استخبار حُذیفة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma