أهمیّة الشورى فی الأحادیث الإسلامیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
أهمیّة وضرورة المشورة:صفات المستشارین:

لقد ذکرت أهمیّة استثنائیة للشورى فی الأحادیث الإسلامیة، سواءً تلک التی نقلت عن شخص الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)، أو عن الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)، لدرجة اعتُبرت معها مسألة الشورى فی الحدیث النبوی الشریف إحدى أسباب إحیاء المجتمع، وترکها یُشکل إحدى أسباب موت المجتمع إذ قال(صلى الله علیه وآله):

«إذا کانَ اُمَراؤُکُمْ خِیارَکُمْ وَاَغْنِیاؤُکُمْ سُمَحاؤَکُمْ وَأمْرُکُمْ شُورى بَیْنَکُمْ فَظَهْرُ الأرْضِ خَیرٌ لَکُمْ مِنْ بَطْنِها، وَإذا کانَ اُمَراؤُکُمْ شِرارَکُمْ وَأغْنیاؤُکُمْ بُخَلاؤُکُمْ وَلَمْ یَکُنْ أمْرُکُمْ شُورى بَیْنَکُمْ فَبَطْنُ الأرْضِ خَیْرٌ لَکُمْ مِنْ ظَهْرِها»(1).

وبلغت أهمیّة الشورى إلى درجة أن قال عنها الإمام علی(علیه السلام):

«الإسْتِشارَةُ عَیْنُ الْهِدایَةِ، وَقَدْ خاطَرَ مَنْ اسْتَغنى بِرَأیِهِ»(2).

ونقرأ فی حدیث آخر عن الإمام علی(علیه السلام) أیضاً أنّه قال:

 

«لا یَسْتغنِی الْعاقِلُ عَنِ الْمُشاوَرَةِ»(3).

والسببُ فی ذلک واضحٌ أیضاً، وجاء ذلک فی تعبیر جمیل ورد فی بعض الروایات عن الإمام علی(علیه السلام) فی هذا المجال إذ قال:

«حَقّ عَلى العاقِلِ أنْ یُضیفَ إلى رَأیِهِ رَأیَ الْعُقَلاءِ وَیَضُمَّ إلى عِلْمِهِ عُلُومَ الَحُکَماءِ»(4).

وجاءَ فی حدیث آخر أیضاً عن الإمام علی(علیه السلام) أنّه قال:

«من شاورَ ذوی العقول استضاءَ بأنوار العقولِ»(5).

وبناءً على ذلک، فالمشاورة هی السبب فی إضافة عقول الآخرین وعلومهم وتجاربهم إلى عقل المرء وعلمه وتجربته، إذ إنّ الإنسان فی هذه الحالة قلیلا ما یقع فی الخطأ والانحراف. والاحادیث الواردة فی هذا المجال کثیرة جدّاً، ونختتم هذا البحث المختصر بحدیث آخر عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، وحدیث عن الإمام علی(علیه السلام).

قال النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله):

«لا مظاهرةَ أوثقُ من المشاورةِ»(6).

وقال الإمام علی(علیه السلام):

«شاور ذوی العقولِ تأمنْ من الزَّللِ والنَّدم»(7).

وهناک ملاحظة أخرى جدیرة بالإشارة إلیها، إذ لیس من الضروری أن یکون مستوى الذین نشاورهم أرفع درجةً من المشاورین أنفسهم، والدلیل على ذلک مشاورة الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) لأصحابه، ولربما نجد أفراداً بسطاء یمتلکون من العقل والفطنة الفطریة ما یجعل مشاورتهم تحل الکثیر من المعضلات، کما ورد ذلک فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرّض(علیه السلام)، إنّه دار الحدیث ذات مرّة فی مجلسه(علیه السلام)عن أبیه المعصوم(علیه السلام) فقال: «إنَّ الله

تبارک وتعالى ربَّما فتح على لسانِهِ»(8).

ونختتم الحدیث حول أهمیّة المشاورة بأبیات من الشعر الحسن لأحد الشعراء العرب إذ یقول:

أَقرِنْ برأیکَ رَأی غیرکَ واسْتَشِر *** فالحقُّ لا یخفى على الإثنینِ

للمرءِ مِرآة تریهِ وجههُ *** ویرى قفاهُ بجمعِ مرآتیْنِ

أی أنّ المرآة الواحدة تریه جانباً منه، فإذا أراد أن یرى جوانب متعددة فعلیه بمرآتین.


1. تحف العقول، باب الأحادیث القصیرة للنّبی (صلى الله علیه وآله)، ح 13.
2. بحار الأنوار، ج 75، ص42، ح10.
3. غرر الحکم.
4. المصدر السابق.
5. المصدر السابق.
6. بحار الأنوار، ج 75، ص100.
7. غرر الحکم.
8. میزان الحکمة، ج5، ص211.
أهمیّة وضرورة المشورة:صفات المستشارین:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma