النظام التنفیذی فی عالم الوجود:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
هیکلیة السلطة التنفیذیةالنظام التنفیذی فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله):

بالرغم من الله تبارک وتعالى قادر على کل شیء، وکل مایریده یتحقق بارادته تعالى فوراً: (إِنَّما اَمْرُهُ اِذَا اَرَادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ).   (یس / 82)

 

وبالرغم من ذلک کله فإنّ الآیات المبارکة فی القرآن الکریم توضح وبشکل جلی، أنّ الله تبارک وتعالى قسَّم الأعمال فی هذا العالم، إذ خلق طوائف من الملائکة لیقوم کل منها بانجاز إحدى الأعمال المهمّة فی هذا العالم.

فیشیر القرآن الکریم أحیاناً بشکل عام إلى هذه المسألة وهو قوله تعالى:

(جاعِلِ الْمَلائِکَةِ رُسُلا اُولِى اَجْنِحَة مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ).   (فاطر / 1)

ویقول فی موضع آخر: (فَالْمُدَبِّراتِ اَمْراً).   (النازعات / 5)

وینقل فی موضع آخر قول الملائکة: (و مَا مِنَّا اِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ * وَاِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَاِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ).   (الصافات / 164 ـ 166)

وأحیاناً اُخرى یشیر إلى طوائف خاصة منها لها وظائفها الخاصة، إذ یمکن أن نشیر فیما یلی إلى المجامیع التالیة کنموذج على ذلک:

1 ـ الملائکة المبلغین للوحی والمنزلین للکتب السماویة:

(یُنَزِّلُ الْمَلائِکَةَ بِالرُّوْحِ مِنْ اَمْرِهِ عَلى مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ).   (النحل / 2)

2 ـ مجموعة حَمَلَةِ العرش:

(الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).   (غافر / 7)

3 ـ مجموعة المراقبین لأعمال الناس:

(وَاِنَّ عَلَیْکُمْ لَحافِظِینَ * کِرَاماً کَاتِبِینَ * یَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ).   (الانفطار / 10 ـ 12)

4 ـ مجموعة جند الله الذین یعززون المؤمنین فی الحروب وحوادث الحیاة القاسیة:

(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَیْکُمْ اِذْ جاءَتْکُمْ جُنُودٌ فَاَرْسَلْنَا عَلَیْهِمْ رِیحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَکَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیراً).   (الاحزاب / 9)

5 ـ مجموعة حفظة الناس ازاء الکثیر من الاخطار والحوادث:

(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَیُرْسِلُ عَلَیْکُمْ حَفَظَةً).   (الانعام / 61)

6 ـ مجموعة المکلفین بقبض الأرواح:

(قُلْ یَتَوفَّاکُمْ مَّلَکُ الْمَوْتِ الَّذِى وُکِّلَ بِکُمْ).   (السجدة / 11)

 

وکذلک: (اَلَّذِینَ تَتَوفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ طَیِّبِیْنَ).   (النحل / 32)

7 ـ الملائکة المکلفون بتقسیم الأرزاق:

(فَالْمُقسِّماتِ اَمْراً).    (الذاریات / 4)

إذ یقول البعض فی تفسیر هذه الآیة الکریمة، وجریاً مع تناسب الآیات الواردة قبلها: إنّها تشیر إلى الملائکة الذین یقسمون الأرزاق بین العباد، بینما یقول البعض الآخر: إنّها تشیر إلى الملائکة المکلفین بتقسیم جمیع الأعمال فی عالم الوجود.

8 ـ الملائکة المکلفون بنشر السحاب ونزول الأمطار والمکلفون بتشتیتها بعد هطول الأمطار:

(وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفارِقَاتِ فَرْقاً).   (المرسلات / 3 ـ 4)

9 ـ الملائکة المکلفون بدفع وساوس الشیاطین عن قلوب المؤمنین، والذین یصدون هجوم الشیاطین عن افکار المؤمنین، فیقضون على وساوسهم:

(فَالزَّاجِرَاتِ زَجراً)(1).   (الصافات / 2)

10 ـ الملائکة الذین ینزلون فی لیلة القدر، والمکلفون بإبلاغ تقدیرات الله تعالى على مدى سنة کاملة، تلک المقدرات التی تحُدد وفقاً لاستحقاق الأفراد وحسن أعمالهم، ولیس بدون حساب وبشکل اجباری:

(تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیهَا بِاِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْر).   (القدر / 4)

وکما تلاحظون فإنّ الله تبارک وتعالى وبالرغم من قدرته التامة على جمیع الأعمال، فإنّه یقسم تدبیر أمور هذا العالم بین الملائکة، وجعل لکل مجموعة منهم واجباً وتکلیفاً محدداً.

ونلاحظ فی الروایات الإسلامیة أیضاً تعبیرات متعددة وبلیغة بشأن أصناف الملائکة، من حیث تقسیم المسؤولیات، ومن جملة ذلک ماورد فی نهج البلاغة فی خطبة الأشباح:

 

 

«ومنهم من هو فی خلق الغمام الدُّیح، وفی عظمِ الجبال الشمَّخ... وفی فترةِ الظلامِ الأیِهمِ، خَرَقت اقدامُهمُ تخومَ الارضِ السّفلى فهی کرایات بیض قد نفذت فی مخارقِ الهواءِ، وتحتها ریحٌ هفافة، تحبسُها على حیثُ انتهت من الحدود المتناهیةِ، قد استفرغتهم اشغالُ عبادتِهِ، ووصلت حقائق الایمانِ بینهم وبین معرفته... قد ذاقوا حلاوة معرفته، وشربوا بالکأس الرویَّة من محبتِهِ!»(2).

ولدینا المزید من الروایات الاُخرى بشأن تقسیم المسؤولیات فیما بین الملائکة، لو ذکرناها جمیعاً لطال بنا المقال(3).

ویمکننا أن نستخلص ممّا تقدم ذکره آنفاً المفهوم القرآنی التالی: لو أرادت البشریة أن تسایر نظام ربوبیة الباریء جلّ وعلا فی الوجود وتطبق نظام ادارته فی عالم التکوین، لابدّ لها أن تهتم وبکل دقة بمسألة تقسیم الأعمال والمسؤولیات فی المجتمع الإنسانی، لکی تقترن حیاة أفراد المجتمع بالموفقیة والنجاح.

وبعبارة أخرى: نحن نعلم أنّ نظامی التکوین والتشریع یجب أن یعملا بشکل متناغم، ولابدّ لحیاة البشریة أن تستلهم فلسفتها من خلقة الباری جلّ وعلا وتصطنع بصبغة الله تعالى، وأنّ کل ما هو حاکم هناک یجب أن یکون هو الحاکم هنا.

إنّ الاهتمام والالتفات إلى هذه الحقیقة یدعونا إلى مسألة تنظیم الاُمور التنفیذیة.


1. قیل الکثیر من الأوجه فی تفسیر هذه الآیة، وأحد تلک المعانی ماجاء أعلاه.
2. نهج البلاغة، الخطبة 91 (خطبة الاشباح).
3. وللمزید من الایضاح بشأن أصناف الملائکة علیکم بمراجعة بحار الأنوار، ج59، ص174 ومایلیه.
هیکلیة السلطة التنفیذیةالنظام التنفیذی فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله):
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma