العیش المشترک مع أتباع الأدیان الاُخرى فی الرّوایات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
الدّعوة إلى أصل أساسی مشترک:تعامل المسلمین مع غیر أهل الذمّة:

نلاحظ فی الروایات الإسلامیّة إرشادات کثیرة فیما یرتبط بکیفیة التعامل مع أتباع الأدیان الاُخرى:

1 ـ جاء فی عهد أمیر المؤمنین المعروف لمالک الأشتر: «وأشعِرْ قلبک الرحمة للرعیّة والمحبّةِ لهم واللّطف بهم ولا تکوننَّ علیهم سبُعاً ضاریاً تغتنم أکْلَهُمْ، فإنّهُمْ صنفان، إمّا أخ لَک فِی الدین أو نظیرٌ لک فِی الخلْق»(1).

ونحن لم نعهد تعبیراً أوضح وأبلغ من هذا التعّبیر حول العیش بمحبّة وسلام مع غیر المسلمین، وبملاحظة أنّ الإمام علیّ(علیه السلام) یبیّن فی هذا العهد أنَّ إبداء المحبّة والمداراة والرحمّة واللطف تجاه غیر المسلمین هو من وظائف رئیس الحکومة الإسلامیّة، یتضح لنا جلیاً تکلیف سائر أفراد المجتمع الإسلامی تجاه بعضهم البعض.

2 ـ وفی حدیث عن الإمام الصّادق(علیه السلام) أنّ علیّ(علیه السلام) صاحب رجلا ذمّیاً فقال له الذمّی: أین ترید یا عبدالله؟

قال (علیه السلام): أُرید الکوفة. فلمّا عدل الطّریق بالذمّی عَدَل معه الإمام علیّ(علیه السلام)، فقال له الذمّی: ألیس زعمت ترید الکوفة؟

قال الإمام(علیه السلام): بلى.

فقال له الذّمّی: فقد ترکت الطّریق.

فقال الإمام(علیه السلام): قد علمتُ.

فقال له الذّمی: فَلِمَ عدلت معی وقد علمت ذلک؟

فقال له الإمام علیّ(علیه السلام):

 

 

«هذا من تمام حسن الصُحْبَة أن یُشیِّعَ الرَجُلُ صاحِبَهُ هُنَیْئةً إذا فارقهُ، وکذلک أمَرَنا نبیّنا».

فقال له الذّمی: هکذا؟ قال: نعم.

فقال له الذّمی: لا جَرَم إنّما تبِعَهُ مَنْ تبعه لأفعاله الکریمة، وأنا أُشهدک أنّی على دینک.

فرجع الذمّی مع علیّ علیه السّلام، فلمّا عرفَه أسْلَم(2).

3 ـ ونقرأ فی حدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال:

«من ظَلَمَ معاهداً وکلّفَهُ فوق طاقته فأنا حَجیجَهُ یومَ القیامة»(3).

4 ـ وجاء فی کتاب «الخراج» لأبی یوسف أنّ «حکیم بن حزام» شاهد «عیاض بن غنم» وقد حبس قوماً من أهل الذمّة فی الشّمس لمّا امتنعوا عن إعطاء الجزیة (وکان یرید أن یضیق علیهم لیضطرهم لدفع الجزیة) فقال له حکیم: ما هذا یا عیاض، لقد سمعت رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقول:

«إنَّ الذینَ یعذّبونَ النّاس فی الدنیا یُعَذَّبونَ فی الآخرة»(4).

وقد کان هذا الأمر معروفاً بین المسلمین إلى درجة أنّهم نقلوا أنّ أحد ولاة عمر بن عبد العزیز واسمه «على بن أرطأه کتب له بأنّ قوماً عندنا لا یدفعون الخراج مالم یجبروا على ذلک بالضرب والإیذاء! فکتب له عمر بن عبد العزیز: عجیب حقاً أن تطلب منی أن أجبرک بتعذیب النّاس، أترید أن تجعلنی درعاً أمام عذاب الله، وتظن أن إذنی ینجیک من عذابه!؟ فإذا جاءک کتابی فمن دفع خراجه وإلاّ حلّفهُ على عجزه عن دفع الخراج، واکتفِ بذلک الحلف.

ثم یضیف: وأیم الله إنّه لأحب إلیّ أن ألقى الله یوم القیامة وهؤلاء لم یدفعوا الخراج من أن ألقاه وقد عذّبْتُهُمْ(5).

وکما تلاحظون فإنّ الوارد فی الحدیث هو «تعذیب وإیذاء الإنسان» وهذا یدلّ على أنْ الممتنعین عن أداء الخراج لم یکونوا من المسلمین.

ونفس هذا المضمون ورد فی حدیث آخر، ولکن ورد فیه عنوان «النّاس»، حیث ورد أن «سعید بن زید» رأى أنّ قوماً یُعذَّبون لعدم دفعهم «الجزیة» فقال: سمعت من رسول الله(صلى الله علیه وآله)قال: «من عذَّبَ النّاس عذّبهُ اللهُ»(6).

5 ـ ورد تعبیر رائع فی نهج البلاغة، خطبة الجهاد، یقول (علیه السلام): «وَلَقَد بلغنِی أنّ الرّجُلَ مِنهُم کان یدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فینتزع حِجْلَها وقُلْبَها وقلائدها ورُعْتَها ما تمتنعُ مِنهُ إلاّ بالإسترجاع والإسترحام.... فلو أنَّ اُمرءً مُسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما کان به ملوماً، بل کان به عندی جدیراً».

(عندما أَخبروا أمیر المؤمنین(علیه السلام) بأنّ سرایا من جیش معاویة هجموا على الأنبار وقتلوا والیهِ علیها «حسان بن حسان» ونهبوا أموال المسلمین وغیر المسلمین، فدعى أمیر المؤمنین النّاس إلى الجهاد وخطب خطبة الجهاد المعروفة، جاء فیها المقطع أعلاه)(7).

فهنا نجد أنّ الإمام(علیه السلام) یعتبر المرأة المعاهدة والمرأة المسلمة فی رعیل واحد فی وجوب الدّفاع عنهما، وأن من مات أسفاً على سلبهما أموالهما فهو عنده جدیر، ولا نجد تعبیراً أبلغ من هذا فی الدّفاع عن حیثیة أهل الذّمة وأموالهم وأنفسهم وأعراضهم.

6 ـ روی أنّ علیاً أمیر المؤمنین(علیه السلام) رأى رجلا مکفوفاً کبیراً یسأل، فقال أمیر المؤمنین(علیه السلام) ما هذا؟ قالوا: یا أمیر المؤمنین هو نصرانی. فقال أمیر المؤمنین(علیه السلام): «استعملتموه حتى إذا کبر وعجز منعتموه، أَنفقوا علیه من بیت المال».


1. نهج البلاغة، الرسالة 53.
2. بحار الأنوار، ج41، ص53.
3. فتوح البلدان، البلاذری، ص167.
4. الخراج، ص124.
5. الخراج، ص119.
6. الخراج، ص124 و 125.
7. نهج البلاغة، الخطبة 27.

 

الدّعوة إلى أصل أساسی مشترک:تعامل المسلمین مع غیر أهل الذمّة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma