الارتباط المباشر مع الناس ارتباطاً واقعیاً وصحیحیاً لا ظاهریاً تشریفاتیاً، من النقاط المهمّة الاُخرى التی استند إلیها فی هذا العهد، حیث یأمر الإمام (علیه السلام) مالک الأشتر بعنوانه حاکماً مطلعاً على الثقافة الإسلامیة بهذه الصورة:
«وَاَجْعَلْ لِذَوِی الْحاجاتِ مِنْکَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فیه شَخْصَکَ وَتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عامّاً فَتَتَواضَعُ فیه للهِ الَّذی خَلَقَکَ وَتُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَکَ وَاَعْوانَکَ مِنْ اَحْراسِکَ وَشُرَطِکَ حَتّى یُکَلِّمَکَ مُتَکَلِّمُهُمْ غَیْرَ مُتَتَعْتِع فَاِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَیْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ یَقُولُ فِی غَیْرِ مَوْطِن: «لَنْ تُقَدَّسَ اُمَّة لا یُؤْخَذُ لِلضَّعیفِ فیها حَقُّهُ مِنَ الْقَویِّ غَیْرَ مُتَتَعْتِع»(2).
وقد أثبتت التجارب أنّ الارتباط غیر المباشر بالشعب، یکون سبباً لتزییف الواقع وعدم الإطلاع الکامل على الأوضاع الجاریة، غالباً، وعدم حصول الضعفاء من النّاس على الأخص على حقوقهم، مضافاً إلى أنّ الارتباط المباشر یوجب ازدیاد المحبّة یوماً بعد آخر بین المسؤولین وبین أفراد الشعب.