1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
تمهید:2 ـ أهمیّة العلم لا تنحصر بالعلوم الدینیّة

وردت فی القرآن الکریم آیات کثیرة فی «التّعلیم» و«التّعلّم» و«نشر العلم»، وذکر کلّ تلک الآیات لا یَسَعَهُ هذا المختصر، ولذا سنشیر هنا إلى بعض تلک الآیات:

1 ـ (اَللهُ الَّذِىِ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنَ الاَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الاَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى کُلِّ شىء قَدِیرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِکُلِّ شَىء عِلْماً).   (الطلاق / 12)

2 ـ (کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِنَا ویُزَکّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُمْ مَّالَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ).   (البقرة / 151)

3 ـ (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولا مِّنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمُ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَة وَیُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ).   (البقرة / 129)

4 ـ (وَمَا اَرْسَلْنَا مِنْ قَبلِکَ إِلاَّ رِجَاَلاً نُّوحِى اِلَیْهِمْ فَاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ).   (النّحل / 43)

5 ـ (وَمَا کَانَ الْمُؤمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّیَتَفَقَّهُوا فِى الدِّینِ وَلیُنْذِروُا قَوْمَهُمْ اِذَا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ).   (التوبة / 122)

6 ـ (یُؤتِى الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ وَمَنْ یُؤتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ اُوتِىَ خَیْراً کَثیراً وَمَا یَذَّکَّرُ إِلاَّ اُولُوا الاَلْبَابِ).   (البقرة / 269)

7 ـ (اِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَیِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَیْنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الْکِتَابِ أُولَئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللهُ وَیَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ).   (البقرة / 159)

فبنظرة إجمالیة إلى هذه الآیات السبع التی انتخبناها من بین عشرات الآیات القرآنیة حول التّعلیم والتّربیة، یتضح لنا اهتمام الإسلام البالغ بهذا الأمر المهم.

ففی الآیة الأولى، یعتبر العالم کلّه بمثابة جامعة خُلِقَت جمیع الموجودات فیه لتعلیم الإنسان وزیادة اطلاعه، والهدف هو أن یتفکر الإنسان فی أسرار هذه الکائنات، فیتعرف على علم وقدرة الخالق، وبتعبیر آخر، الهدف من عالم الخلقة کلّه هو العلم والمعرفة حیث یقول عزّوجلّ:

 

(اللهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَماَوَات وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ...لتَعلَموا أنَّ اللهَ عَلى کُلِّ شىء قَدیرِ...)(1).

وهذا فی الحقیقة موضوع ظریف وهو أنّ خلق السماوات وخلق الأرضین وتدبیرهما الدائمی، یکون وسیلة لتحریک حسّ الإطلاع عند الإنسان للتفکر والتّأمل فی أسرار العالم، وبالنّتیجة التّیقن من علم الله وقدرته، فکل تلک الأمور إذن مقدمة لتربیة النفس الإنسانیّة والقرب إلى الله، وللإطلاع على أنّ أحکام الشّریعة کأحکام الخلقة، مبتنیة على حسابات دقیقة، فالخلقة إذن من أجل العلم.

وتشیر الآیة الثّانیة إلى الهدف من بعثة نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله)، وتعتبر أنّ الهدف هو التّعلیم والتّربیة فی ظل تلاوة آیات الله، حیث تقول:

(کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا ویُزَکِّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُمْ مَالَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ).

فهنا لم یحصر الهدف من البعثة فی تعلیم الکتاب والحکمة، بل تعلیم الأمور التی لم یکن بالإمکان التعرف علیها إلاّ بنزول الوحی، ولذا یقول: (وَیُعَلِّمُکُمْ مَّالَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ).

وبهذا یکون الهدف من الخلقة تطویر المعرفة، والهدف من البعثة کذلک هو توسعة ونشر العلم والحکمة وتهذیب وتربیة النفوس.

 

والمستفاد من الآیة الثالثة هو أنّ هذا الهدف الکبیر أی التّربیة والتعلیم والحکمة، ورد فی دعاء إبراهیم الخلیل(علیه السلام) لهذه الأمة، حتى إنّه یطلب ذلک من الله عزّوجلّ ویقول:

(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولا مِّنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُزَکّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزٌ الْحَکِیمُ).

وهذا یدل على أنّ هذین الهدفین (الترّبیة والتعلیم) کانا من الأهداف المعروفة فی الأمم السّابقة أیضاً.

والملفت للنظر هو أنّه ورد فی هذه الآیة وبعض الآیات الاُخرى الواردة فی هذا المضمار، الحدیث عن تعلیم الکتاب وتزکیة النّفس إضافة إلى تعلیم الحکمة، وفیما یرتبط بمعنى «الحکمة» وردت تفسیرات کثیرة ومختلفة.

الأول: إنّ المراد منها هو العلوم الدّینیّة والتّعرف على أحکام الدّین.

والثّانی: إنّ المراد منها هو سنّة النّبیّ الأکرم (صلى الله علیه وآله)، لإنّها ذُکرت إلى جنب کتاب الله. وقال البعض الآخر إنّ المراد من الحکمة هو العلامات والفوارق التی تمیز الحق من الباطل، وقیل أیضاً إنّ الحکمة بمعنى الآیات المتشابهة التی لابدّ أنْ یُعلِّمها الرّسول بنفسه للآخرین(2).

لکن وبالتأمل فی أصل لفظ «الحکمة» فی اللغة، والتی جاءت بمعنى المنع من الجهل والخطأ، ووضع کلّ شیء فی موضعه، یبدو أنّ المراد من الحکمة هنا الإطلاع على أسرار وعلل ونتائج الأحکام، وأسرار خلقة الکون والإنسان، ومصیره ونهایته.

وفی الآیة الرّابعة إشارة إلى قاعدة کلیة هی أساس مسألة التّربیة والتعلیم، حیث یقول عزّوجلّ: (فَاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ).

وهذه الآیة وإنْ وردت فی صفات الأنبیاء السابقین(علیهم السلام) وإنّهم کانوا من جنس البشر، وأنّه لا فرق بینهم وبین سائر البشر فی الظّاهر، ولکننا نعلم أنّ مورد الآیة لا یحدّد مفهومها

 

الوسیع، بل الحکم باق على عمومیته.

وهذا فی الواقع أصلٌ أساسی یذعن بصحته کل عقلاء العالم، وهو أن غیر أهل العلم یتعلمون من أهل العلم، إذ إنّ العلوم والمعارف الحقیقیة محصول التفکر والتأمل والتجارب التی اکتسبها القدماء، والّتی یضعونها تحت تصرف الأجیال القادمة، وهؤلاء یضیفون علیها ویسلمونها للأجیال اللاحقة، وهکذا یتکامل العلم والمعرفة البشریة یوماً بعد یوم، ولهذا الدّلیل تعتبر مسألة التّربیة والتّعلیم الأساس الأول لکل تطور ورقّی اجتماعی فی البعد المعنوی والمادی.

ونُقِلَت عبارة عن الغزّالی توضح هذا المطلب أکثر، وهی أنّه سئل عن کیفیة حصوله على هذه الإحاطة العلمیّة باُصول وفروع الإسلام، فأجاب بتلاوة هذه الآیة: (فَاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ)(3).

وقد فَسَرَّت الروایات العدیدة الواردة عن أئمّة أهل البیت(علیهم السلام)، أهل الذکر، بمعنى الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)(4) ولکن وکما تعلم أنّ هذه التفاسیر لیست بمعنى الحصر، بل فی بیان المصداق الأتمِّ والأکمل لها، وشبیه هذا المعنى نلاحظه فی تفسیر کثیر من آیات القرآن.

والآیة الخامسة تقسم المسلمین إلى مجموعتین: «المعلمین والمتعلمین» وفی الواقع لابدّ أن یکون المسلم فرداً من أفراد إحدى المجموعتین، فإمّا أنْ یکون معلماً أو متعلماً حیث یقول عزّوجلّ:

(وَمَا کَانَ الْمُؤمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِى الدِّینِ وَلیُنْذِروُا قَوْمَهُمْ اِذَا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ).

وقد استند کثیر من العلماء على طول التّاریخ إلى هذه الآیة الشّریفة لإثبات لزوم تعلم

العلوم الإسلامیّة لإبلاغها إلى الآخرین بعنوان الواجب الکفائی، مضافاً إلى أنّهم یوجبون التّعلُّمَ على الجمیع وجوباً عینیاً.

وفی عالم الیوم، یعتبر طلب العلم فی کثیر من الدّول إلزامیاً، فیجب على کلّ طفل أنْ یتعلم وإلاّ استدعی ولیّه من قبل الجهات المسؤولة، ولکن التّعلیم لیس إلزامیاً فی أی مکان من العالم، بل الناس مخیرون بین انتخاب التعلیم وعدمِه.

وأمّا فی الإسلام، فإنّه کما یعتبر تحصیل العلم واجباً، فکذلک تعلیم الآخرین فإن فیه جنبة الإلزام والوجوب، وأحد الأدلة على ذلک هو نفس آیة النّفر هذه، فإنّها من جهة توجب تحصیل العلم بجملة (فَلَولاَ نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طائِفَةٌ)(5).

ومن جهة أخرى فإنّها توجب التّعلیم، بجملة (وَلیُنْذِرُوا قَومَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ)، ولا شک فی أنّ کلّ ذلک مقدّمة للقیام بالتّکالیف الإلهیّة، والذی تخلّصَ فی جملة: (لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ).

ولهذا، فإنّ بعض علماء الإسلام، کان أحیاناً یطوی المسافات البعیدة لأیّام عدیدة وینتقل من بلد إلى آخر لتعلّم حدیث واحد!، ومن جملة هؤلاء ـ کما ذکر التاریخ ـ «جابر» الذی سافر من «المدینة» إلى «مصر» لیسمع حدیثاً واحداً من أحد العلماء الذی کان یروی ذلک الحدیث، ولذا قیل إنّ أحداً لا یصل إلى مرحلة الکمال إلاّ بالسفر (والإلتقاء بعلماء البلاد المختلفة والاستفادة من علومهم وتجاربهم)، وإنّ أحداً لا یصل إلى مقصوده إلاّ بالهجرة(6).

ونقرأ فی قصة الخضر وموسى(علیه السلام) والتی وردت الإشارة إلیها فی سورة الکهف کیف أنّ هذا النّبیّ الکبیر (موسى)، کان قد طوى طریقاً طویلا وشاقاً حتى وصل إلى هذا العبد الصّالح (الخضر) وتعلم شیئاً من علومه.

 

وفی الآیة السّادسة، نواجه تعبیراً مهماً آخر حول تعلُّم العلم والمعرفة، یقول عزّوجلّ: (یُؤتِى الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ وَمَنْ یُؤتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ اُوتِىَ خَیْراً کَثِیراً وَمَا یَذَّکَّرُ إِلاَّ اُولُوا الاَلْبَابِ).

بداهة أن المنظور من تعبیر (مَنْ یَشاءُ) لیس هو أنّ یعطی الله الحکمة والعلم لهذا وذاک بلا مبرر وبدون مقدمة، بل وکما تعلم فإنّ «مشیئة» الله وإرادته منسجمة دائماً مع «حکمته»، أی أنّه یؤتی الحکمة من کان لائقاً بها، وهذه اللیاقة إنّما یحصل علیها الإنسان عن طریق الجد والسّعی وتحمل عناء ومشقة تحصیل العلم، أو بواسطة جهاد النفس والتقوى التی تعتبر منبع النّظرة الصائبة والفرقان الإلهی.

واللّطیف فی هذا الأمر هو أن الآیة الکریمة تعبر عن العلم والحکمة بعبارة (خَیْراً کَثیراً) وهو تعبیر جامع یشمل کل الحُسْن والخَیر، خیر الدنیا والآخرة، والخیر المادی والمعنوی، والخیر فی کل الجهات.

وللمفسر الکبیر، المرحوم العلاّمة الطّباطبائی (ره) نکتة فی هذا المقام یقول: «إنّ جملة (وَمَنْ یُؤتَ الْحِکْمَةَ) جاءت بصیغة المبنی للمجهول، فی حین أنّ الجملة التی قبلها جاءت بصیغة المعلوم حیث قال تعالى (یُؤتِى الْحِکْمَةَ مَنْ یَشَاءُ) وماذاک إلاّ لیبیّن أنّ الحکمة والمعرفة ذاتاً منبع خیر کثیر، لا من جهة الإنتساب إلى الله المتعال فقط، بل إنّ ذات وحقیقة العلم خیر کثیر»(7).

والآیة الأخیرة، أشارت إلى بُعد آخر فی هذه المسألة، حیث ورد فیها ذمٌّ شدید لأولئک الذین یکتمون العلم والمعرفة، حیث یقول تعالى:

(اِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَیِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَیْنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الْکِتَابِ أُولئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللهُ وَیَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ).

 

 

 

والتعبیر بلعن الله ولعن اللاعنین من أشدّ التّعبیرات التی استعملت فی القرآن المجید فی ذنب من الذّنوب، وهذا دلیل على قبح کتمان العلم والهدى إلى أبعد الحدود، بالخصوص تلک العلوم والمعارف التی تکون أساساً لهدایة النّاس.

وفی الآیة التی تلی هذه الآیة مباشرة من سورة البقرة، ذکر تعالى الطریق الوحید للتوبة من هذا الذّنب الکبیر وهو تبیین المسائل المکتومة بعد النّدم والعودة إلى الله، وهذا بنفسه دلیل واضح على أنّ جبران «کتمان العلم» لا یتحقق إلاّ بتبیینه حیث یقول تعالى: (إِلاَّ الَّذِین تَابُوا وَأَصلَحُوا وبَیَّنُوا فَأُولَئِکَ أَتُوبُ عَلَیْهِمْ وَأَنَا التَّوابُ الرَّحیمُ).   (البقرة / 160)

وهذه الآیة وإن نزلت فی أهل الکتاب الّذین کتموا علامات نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله)المذکورة فی کتبهم، إلاّ أنّ مفهومها أوسع من ذلک، فتشمل کتمان کلّ علم من العلوم یکون سبباً فی هدایة النّاس، والرّوایات الواردة عن المعصومین (علیهم السلام)تشهد بهذا الأمر وأنّ المراد من العلم مفهومه المطلق، یقول النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله): «مَنْ سُئل عن عِلْم یَعْلَمُهُ فَکَتَمه، اُلجِمَ یوم القیامة بلجام من نار»(8).

وفی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) نلاحظ تعبیراً أوضح من الأوّل حیث یقول(صلى الله علیه وآله): «مَنْ کَتَمَ عِلمَاً نافِعاً عِنْدَه، أَلْجَمَهُ اللهُ یومَ القیامَة بلجام منْ نار»(9).

ومن الواضح أنّ هذا التّعبیر یشمل کلّ العلوم المفیدة للإنسان فی مجال من المجالات.

وقد نُقل هذا المعنى بصراحة فی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) أیضاً حیث یقول(صلى الله علیه وآله): «مَنْ عَلِمَ شَیئاً فلا یکتمه»(10).


1. فُسرّت السّماوات السّبع بتفسیرات عدیدة، منها تفسیر معروف وهو أن کلّ ما نراه من سماوات وکرات سماویة ونجوم سیارة وثابتة، مرتبط بالسّماء الأولى، وما بعدها ستة عوالم أخرى عظیمة جدّاً، واحد تفاسیر الأرضین السبّع هو أن ما یوجد فوقنا من عوالم یوجد مثله تحت أرجلنا وهذا المعنى بینه الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی عبارة رائعة حیث سأل أصحابه هل یعرفون ما تحت أرجلهم؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم فقال (صلى الله علیه وآله): «الأرض وتحتها أرض اُخرى بینهما خمسمأة عام» (تفسیر روح البیان، ج10، ص44). وللإطلاع أکثر على معنى السماوات السبع راجعوا الى ج 2، ص 144 من هذا التفسیر.
2. التّفسیر الکبیر، ج4، ص66 (ذیل الآیة مورد البحث).
3. تفسیر روح البیان، ج5، ص37.
4. للإطلاع على هذه الروایات یراجع من تفسیر البرهان ج 2 ص369، والملاحظ أنّ هذا التعبیر ورد فی روایات أهل السنّة أیضاً (راجع شواهد التّنزیل للحسکانی ج 1، ص 344، وإحقاق الحق، ج3، ص482.
5. طبقاً لأقوال علماء الأدب فإن «لولا» تحضیضیة، وهی فی مقام اللَوم والتّقریع ومن الواضح فإن التقریع إنّما یکون على ترک الواجب أو فعل الحرام.
6. تفسیر روح البیان، ج3، ص537.
7. تفسیر المیزان، ج2، ذیل الآیة مورد البحث.
8. تفسیر مجمع البیان، ج1 ـ 2، ص241، ذیل الآیة مورد البحث.
9. کنز العمال، ح 29142، ج10، ص216; بحار الأنوار، ج2، ص78.
10. کنز العمال، ح 29145.

 

تمهید:2 ـ أهمیّة العلم لا تنحصر بالعلوم الدینیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma