وهی الحکومات المتشکلة على أساس الحکم الفردی أو حکم جماعة معینة حیث تدور حول محور المصلحة الفردیة أو مصلحة تلک الجماعة، وطبیعی أن تخدم تلک الحکومة منافع ومصالح تلک الفئة فقط، ونتیجتها ستکون استعباد المجتمع وانتشار البؤس والحرمان فیه، هذا وقد قام حکّام وسلاطین من هذا القبیل على طول التاریخ بارتکاب أفضع الجنایات وذلک لحفظ مصالحهم الشخصیة، وقد تعدّوا کلّ الحدود المعروفة، بل لقد سفکوا دماء إخوتهم وبنیهم عند احساسهم بالخطر منهم على مناصبهم.

وفی هذا النوع من الحکومات لا تؤخذ آراء الشعب بنظر الاعتبار بل ولا یُقام لها أی وزن على الاطلاق وکلّ شیء یدور حول محور الظلّم والجبروت، وتنقسم هذه الحکومات إلى أنواع اُخرى، منها الحکومة الفردیة الاستبدادیة (المستبدة)، والحکومة الحزبیة المستبدة حیث یسیطر فیها الحزب ذو الأقلیة على الأکثریة المطلقة وذلک باستخدام اُسلوب القوة، ثم تفرض على تلک الأکثریة آراؤها وایدیو لوجیتها وهو ما کان یشیعه المارکسیّون حیث کانوا یسمّونها بالدکتاتوریة البرولیتاریة (المقصود بالبرولیتاریة (الطبقة المُنتجة) والبعض منهم الذی ثبت ولاؤه وإخلاصه للمارکسیین، فتُسَجَّلُ أسماؤهم فی

الحزب الشیوعی حیث کانوا یشکّلون مجموعة صغیرة فی مقابل الجموع الغفیرة للشعب ویتحکمون بمصیر الشعب بأکمله، ولم یکن الحزب الشیوعی حزباً ممثلا لمختلف قطاعات الشعب، ولا یهتم بالانتخابات الحرة، ولم یکن بمقدور أیِّ کان الانتماء إلیه، بل ولم تکن فی أفکاره أیُّ نوع من الدیمقراطیة.