نلاحظ فی الروایات أیضاً تأکیداً کبیراً على هاتین الوظیفتین المهمتین، وتعتبرهما الضّامن لإجراء کلّ الفرائض الإلهیّة والسّبب الرئیس فی الأمن والأمان وتحقیق العدالة.
1 ـ ورد فی حدیث عن النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله): «مَنْ أمَرَ بالمعروفِ ونهى عن المنکرِ فهو خَلیفَةُ الله فی أرضِهِ، وخلیفةُ رسول اللهِ وخلیفةُ کِتابِهِ»(1).
2 ـ وفی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) نلاحظ تعبیراً أوضح، حیث کان النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله)على المنبر فقام إلیه رجل وقال: یا رسول الله(صلى الله علیه وآله): «مَنْ خیر النّاس؟» فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): «آمَرَهُمْ بالمعروفِ وأنهاهُمْ عن المُنکر وأتقاهم لله وأرضاهم»(2).
3 ـ وفی حدیث آخر عن النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله): «لتأمُرْنَّ بالمعروف ولَتَنْهُنَّ عَن المُنکر أو لَیَعُمَنَّکُمْ عذابُ الله»(3).
4 ـ وفی حدیث معروف أیضاً عن علی(علیه السلام) قال: «وما أعمال البرّ کلِّها والجهاد فی سبیل
الله عِنْدَ الأمر بالمعروف والنّهی عن المنکر إلاّ کنفثة فی بحر لُجیّ»(4).
5 ـ وأخیراً نقرأ عن الإمام الباقر(علیه السلام) بیاناً لفلسفة الأمر بالمعروف والنّهی عن المنکر فی کلام مختصر مفید حیث یقول(علیه السلام): «إنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنّهیَ عَنْ المُنکر فریضةٌ عظیمةٌ بها تُقامُ الفرائِضُ وتأمنُ المذاهبُ وتحلُّ المکاسبُ وتُردُّ المظالم وتعمُرُ الأرضُ ویُنتَصَفُ من الاعداء ویَستَقیم الأمر»(1).
والأحادیث الواردة عن أئمّة الدین الإسلامی(علیهم السلام) فی هذا المجال کثیرة جدّاً إلى درجة أنّها لو جمعت لصارت کتاباً مستقلا.