3 ـ الحکومة الإلهیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
2 ـ الحکومة الدیمقراطیةدراسة ونقد لأنواع الحکومات

وهی الحکومة التی لا تعتمد لا على الإرادة الفردیة ولا على الأکثریة الساحقة من الشعب، بل تنبثق طبقاً لإرادة الله، ولا شک أنّ إرادة البارىء عزّ وجلّ لا تقتضی سوى ضمان المصالح الواقعیة لعباده لیس إلاّ، ویمکن مشاهدة مثل تلک الحکومة من خلال حکومة الأنبیاء وأوصیائهم الحقیقیّین وأولئک الذین یسیرون على خطاهم وینتهجون منهجهم، ومثل هذه الحکومة یندر وجودها فی العالم.

لقد ذکر القرآن الکریم نماذج للانواع الثلاثة لهذه الحکومات:

1 ـ أشار القرآن الکریم إلى حکومة فرعون باعتبارها حکومة مستبدة وفردیة حیث یقول: (اِنَّ فِرعَونَ عَلاَ فِى الأَرضِ وجَعَلَ أَهلَهَا شِیعاً یَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ یُذَبِّحُ أَبنَاءَهُم وَیَسْتَحِیى نِسَاءَهُم اِنَّهُ کَانَ مِنَ المُفْسِدِینَ).   (القصص / 4)

کان فرعون یعتبر کل أرض مصر ملکاً شخصیاً له وکل ما فیها من أنهار ومیاه هی له

أیضاً. وکان یقول: (یَا قَومِ اَلَیْسَ لِى مُلکُ مِصرَ وَ هَذِهِ الأَنهَارُ تَجرِى مِن تَحتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ).   (الزخرف / 51)

إنّه لم یقنع بحکومته المستبدة على الشعب فحَسب، بل کان یتوقع أن یعبده الجمیع ولا یعبدون غیره! ولذا قال لموسى(علیه السلام): (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَیرِى لاََجْعَلَنَّکَ مِنَ المَسْجُونِینَ).   (الشعراء / 29)

و حتّى أنّه کان یتصوّر اَن من یُرید الاعتقاد والإیمان بشخص یدّعی النبوّة بعد ما رأى معجزاته لا یمکن أن یفعل ذلک إلاّ بعد موافقته وإذنه! ولذلک نرى أنّه وبّخَ السحرة الذین آمنوا بموسى(علیه السلام) بعد مشاهدة أدلّته ومعجزاته حیث قال: (قَالَ فِرعَونُ آمَنتُم بِهِ قَبلَ اَن آذَنَ لَکُم).   (الاعراف / 123)

ونرى اُنموذجاً آخر لحکومة مستبدة اُخرى ألا وهی حکومة «نمرود» والذی صَرَّحَ مخاطباً إبراهیم(علیه السلام): «أنا أحیی وأمیت» ولکنه واجه بعد ذلک استدلال إبراهیم (علیه السلام)الدامغ عندما قال له : (فَإِنَّ الله یَأْتِى بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ الَّذِى کَفَر). (البقرة / 258)

والحقیقة أنّ الناس جمیعاً وحتى السلاطین المستبدین أنفسهم کانوا یعلمون بهذه الحقیقة وهی أنّ الملوک مفسدون فی الأرض ومخلّون بأنظمة المجتمع الإنسانی، ولذا نقرأ فی القرآن الکریم أنّه عندما وصلت رسالة سلیمان(علیه السلام) إلى بلقیس ملکة سبأ، وبدأت تحقیقاتها حول سلیمان لتبَیّن فیما إذا کان ملکاً مستبداً أو نبیّاً مُرسلا، فأرسلت إلیه الهدایا، وقالت معبّرةً عن قلقها: (اِنَّ المُلُوکَ اِذَا دَخَلُوا قَریَةً أَفسَدُوهَا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهلِهَآ اَذِلَّةً وَکَذَلِکَ یَفْعَلُونَ).   (النّمل / 34)

فقد کان الملوک یضطهدون ویعذّبون مخالفیهم بأبشع الصور بل حتى یدفنوهم أحیاءً، وقد ورد ذلک فی سورة البروج التی تتحدّث بعض آیاتها عن أصحاب الاخدود (إذ یذکر التاریخ أنّ الملک «ذو نواس» أصْدر أمراً بحفر خندق ووضع کمیة کبیرة من الحطب فیه وأشعل ناراً عظیمة ثم قذف ببعض المسلمین الذین فضّلوا البقاء على دینهم وسط تلک النیران ولم یرحم منهم لا شیخاً ولا طفلا رضیعاً)، وما کان ذنبهم إلاّ أن آمنوا بالله العزیز القّهار: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُم اِلاّ اَنْ یُؤمِنُوا بِاللهِ العَزِیزِ الحَمِیدِ).   (البروج / 8)

ویضمّ التاریخ بین صفحاته الکثیر من هذه الوقائع التی مارستها الحکومات المستبدة والتی کانت تُعامل شعوبها کالعبید، بل أدنى من ذلک أیضاً، وقد أشار القرآن فی عدّة مواطن إلى مثل تلک الحکومات، ولذلک کان أحد أهم الأهداف لثورات الأنبیاء(علیهم السلام)محاربة الاستبداد وإنقاذ الشعوب من براثن المستبدّین.

2 ـ ونرى کذلک بعض الآیات القرآنیة الشریفة التی تشیر إلى حکومة الشورى، أو کما هو المصطلح علیه بحکومة الشعب للشعب، وإن لم یکن هذا المصطلح واضحاً کما علیه الیوم.

نطالع فی قوله تعالى وفیما یخصّ قصة (سلیمان(علیه السلام)) مع (بلقیس ـ ملکة سبأ): لما وصلت رسالة سلیمان إلى بلقیس جمعت الأخیرة مستشاریها وبدأت معهم بالتحدث عن مضمون تلک الرسالة قائلة: (یَا أَیّها الْمَلَوُاْ أفتُونِى فِى أَمْرِى مَا کُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ).    (النحل / 32)

ومن المتیقّن أنّه لم تکن فی ذلک الزمان انتخابات ولا آراء شعبیة، لکن مع وجود مثل هذه الحالة عند الملکة وهی الالتزام بالشورى فی سیر الأمور والبتّ فیها فذلک یدّل على وجود حکومة الشورى نوعاً ما.

إضافة إلى ذلک فإنّ مسألة الشورى هی احدى المسائل التی تتضمنها البرامج الإسلامیة و تؤکد علیها فی الاُمور الاجتماعیة والحکومیة عامة، وکما یذکر القرآن الکریم واصفاً المؤمنین الحقیقیین بقوله: (وَأَمْرُهُم شُورَى بَیْنَهُم).   (الشورى / 38)

بل حتى أنّه أمر النبیّ(صلى الله علیه وآله)بالمشورة مع المؤمنین حیث یقول القرآن مخاطباً الرسول(صلى الله علیه وآله): (وَشَاوِرهُم فِى الأَمرِ).   (آل عمران / 159)

ومع أنّ حکومة الرسول (صلى الله علیه وآله) کانت من نوع الحکومات الإلهیّة، إلاّ أنّه(صلى الله علیه وآله) کان یُؤمر بمشاورة الناس لتبقى حکومته ذات صبغة شعبیة.

 

3 ـ وأمّا ما یتعلّق بالحکومات الإلهیّة فقد وردت آیات قرآنیة کثیرة تبحث ذلک، یقول القرآن الکریم عن لسان داود: (قَالَ رَبِّ اغفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْکاً لاَّ یَنبَغِى لاَِحَدِ مِّن بَعدِى إِنّکَ أَنْتَ الوَهّابُ).   (ص / 35)

ونتبیّن من الآیات التی تلت هذه الآیة أنّ دُعاء سلیمان(علیه السلام) کان قد اُستُجیبَ ووهبه الله حکومة لم یسبق لها مثیل، فقد کانت الرِیح تجری بأمره، وسخَّرَ الله له الشیاطین والعفاریت، وکان یستفید حتى من الطیور فی إنجاز بعض أعماله.

ویقول القرآن الکریم متحدثاً عن آل إبراهیم: (فَقَد آتَینَا آلَ إِبْرَاهِیمَ الکِتَابَ وَالحِکْمَةَ وَآتَینَاهُم مُّلکاً عَظِیماً).   (النساء / 54)

وتشمل کلمة (آل إبراهیم): بنی اسرائیل ویوسف وداود وسلیمان وغیرهم).

ویذکر القرآن الکریم (طالوت)، أحد ملوک بنی اسرائیل المعروفین وعلى لسان نبیّ ذلک الزمان (شموئیل) قائلا: (وَقَالَ لَهُم نَبیُّهُم إِنَّ اللهَ قَد بَعَثَ لَکُم طَالُوتَ مَلَکاً).   (البقرة/247)

ویُقصَدُ بذلک أنّ هذه الهبة قد وهبها الله سبحانه لطالوت.

ولکن بنی اسرائیل الذین لم یکونوا على علم واطّلاع کاملین بأمور الحکومة الإلهیّة، عارضوا هذا الانتخاب واعتبروا أنفسهم أفضل منه لاستلام ذلک المنصب لأنّ طالوت کان رجلاً قرویاً، فلم یکن صاحب مال ولا عشیرة معروفة، لکن نبیّهم رفع تلک الشبهة بقوله: (إِنَّ اللهَ اصطَفَاهُ عَلَیْکُم وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللهُ یُؤتِى مُلکَهُ مَنْ یَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِیمٌ).   (البقرة / 247)

وقد اُشیر فی سورة النساء إشارة واضحة إلى حکومة النبی(صلى الله علیه وآله)وآله بقوله: (أَم یَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَینَا آلَ إِبرَاهِیمَ الکِتَابَ وَالحِکمَةَ وَآتَینَاهُم مُّلکاً عَظِیماً).   (النساء / 54)

کانت تلک لمحة حول بعض أنواع الحکومات المذکورة فی القرآن الکریم، والآن نبدأ بنقد ودراسة کل نوع من تلک الحکومات الثلاث:

2 ـ الحکومة الدیمقراطیةدراسة ونقد لأنواع الحکومات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma