شروط القائمین على الحکومة فی الأحادیث الإسلامیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
صفات وشروط المسؤولین التنفیذیین:هیکلیة السلطة التنفیذیة

وردت فی الاحادیث الإسلامیة أیضاً شروط ثقیلة جدّاً وکثیرة للقائمین على الحکومة، والتی لا یمکن بدونها تحقیق إقامة الحکومة الإسلامیة بشکل کامل مطلقاً.

1 ـ العلم والوعی فی أعلى مستویاتهما نقرأ فی حدیث عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «مَنْ أَمَّ قوماً وفیهم من هو أعلَمُ مِنه لم یَزَلْ أمُرهُم إلى السِّفال إلى یوم القیامة!»(1).

ونقرأ فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام): «مَنْ دعى الناسَ إلى نفسه وفیهم من هو أعلم منه فهو مبدع ضالّ!»(2).

2 ـ سعة الصدر وانفتاح الفکر والاستعداد لتحمل الحوادث المختلفة نقرأ فی أحدى الکلمات القصار المعروفة للإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام): «آلةُ الریاسة سعة الصدر»(3).

3 ـ الوعی بمسائل الزمان نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «العالمُ بزمانِهِ لا تهجُمُ علیهِ اللوابسُ!»(4).

 

ونقرأ فی حدیث أنّ الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) قال لعمر بن الخطاب:

«ثلاث إن حفظتهن وعملت بهنّ کفتک ما سواهنَّ، وإِن ترکتهنَّ لم ینفعک شیء سواهنَّ».

قال: «وما هُنَّ یا أبا الحسن»؟

قال: «إقامة الحدود على القریب والبعید، والحکم بکتاب الله فی الرضا والسخط، والقِسْمُ بالعدلِ بین الأحمر والأسود».

«فقال عمر: لقد أوجزْتَ وأَبلغت»!(5).

5 ـ الاهتمام بمکافأة المحسنین والعفو عن المذنبین الذین یؤمل بتوبتهم وعودتهم عن ذنوبهم نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام):

«ثلاثة تجبُ على السلطان للخاصة والعامة: مکافأةُ المحسن بالاحسانِ لیزدادوا رغبةً فیه، وتغمُّدُ ذنوب المسیء لیتوبَ ویرجع عن غیّه، وتألفهم جمیعاً بالاحسانِ والانصاف»(6).

6 ـ النظر لمصالح الناس ومصالحه بعین المساواة!

ومن بین الأوامر التی أصدرها الإمام علی(علیه السلام) لمحمد بن أبی بکر عندما اختاره لولایة بلاد مصر مایلی:

«أحِبَّ لعامة رعتیک ما تحبّ لنفسک وأهل بیتک، واکره لهم ما تکره لنفسک وأهل بیتک، فإنّ ذلک أوجبُ للحجة وأصلح للرعیة»(7).

7 ـ الارتباط العاطفی مع الناس لقد اعتبرت بعض الروایات الإسلامیة السلطان العادل بمنزلة الوالد، وأوصت الناس أن یحترموه احترام الأب، والمراد بهذا الحدیث أنّه ینبغی للسلطان أیضاً أن ینظر للناس بعین الابوة ویعتبرهم بمنزلة ابنائه، وبناءً على ذلک لابدّ من إقامة روابط عاطفیة قویة بینه وبین الناس کما هو الحال بین الأب وابنائه، ویقول الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام)فی حدیث ورد عنه:

«إنَّ السُّلْطانَ الْعادِلَ بِمَنْزِلَةِ الْوالِدِ الرَّحیمِ فَأحِبُّوا لَهُ ما تُحِبُّونَ لأنْفُسِکُمْ وَاَکْرهُوا لَهُ ما تَکْرَهُونَ لأنْفُسِکُمْ»(8).

8 ـ الابتعاد عن البخل، والجهل، والجفاء والظلم یقول الإمام أمیر المؤمنین علیّ(علیه السلام) فی هذا المجال:

«وَقَدْ عَلِمْتُمْ أنَّهُ لا یَنْبَغِی أنْ یَکُونَ الْوالی عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّماءِ وَالْمَغانِمِ وَالاحْکامِ وَاِمامَةِ الْمُسْلِمِینَ; الْبَخِیلُ، فَتَکُونَ فِی اَمْوالِهِمْ نَهْمَتُه، وَلا الْجاهِلُ فَیُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلا الْجافی فَیَقْطَعهُمْ بِجِفائِهِ، وَلا الخائِفُ لِلدُّوَلِ، فَیَتَّخِذَ قَوْماً دُوْنَ قَوْم، وَلا الْمُرتشِی فِی الْحُکْمِ فَیَذْهَبُ بِالْحُقوقِ وَیَقِفُ بِها دُوْنَ الْمَقاطِعِ، وَلا الْمُعَطِّلِ لِلْسُنَّةِ فَیُهْلِکَ الاُمَّةَ»(9).

9 ـ عدم المصانعة والتعاطی مع أهل الباطل یقول إمامنا ومولانا أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی کلماته القصار فی نهج البلاغة:

«لا یقیم أمر اللهِ سبحانَهُ إلاّ من لا یصانعُ ولا یضارعُ ولا یتبَّع المطامع»(10).

10 ـ النظر بعین الامانة لمقامه ومنصبه وهذه الملاحظة أیضاً جدیرة هی الاُخرى بالاهتمام، وهی أنّ المناصب والمسؤولیات فی الحکومة الإسلامیة، تمّ اعتبارها فی العدید من الروایات أمانة إلهیّة، دون اعتبارها وسیلة للتعالی والاستفادة منها للاغراض الشخصیة، حتى أنّه أُشیر لهذا الأمر فی بعض الآیات المبارکة فی القرآن الکریم، قبل الروایات الإسلامیة، إذ نقرأ فی قوله تعالى:

(إِنَّ اللهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤْدُّوا الاَمَانَاتِ اِلى أَهْلِهَا وَاِذَا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ).   (النساء / 58)

وقد ورد فی نهایة هذه الآیة فی کتب التفسیر والحدیث روایات متعددة على أن المراد بالامانة، هو الولایة والحکومة، وعلى رأس ذلک ولایة الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)، ومن ذلک ما نقرأه فی إحدى الروایات الواردة فی تفسیر الآیة الآنفة:

«یعنی الإمامة، والإمامة الامانةُ»!(11)

وینقل فی کتاب دعائم الإسلام أیضاً فی حدیث عن الإمام علیّ(علیه السلام) أنّه کتب إلى «رفاعة» قاضی الأهواز مایلی:

«إعلم یا رفاعة، أنَّ هذه الامارة أمانة، فمن جعلها خیانةً فعلیه لعنةُ الله إلى یومِ القیامةِ، ومن استعملَ خائناً فإنّ محمداً(صلى الله علیه وآله) بریءٌ منه فی الدنیا والآخرة»(12).

وینقل فی تفسیر الدر المنثور عن الإمام علیّ(علیه السلام) أیضاً أنّه قال:

«حقّ على الإمام أن یحکمَ بما انزلَ اللهُ وأن یؤدّیَ الأمانةَ، فاذا فَعل ذلک فحق على الناس أن یسمعوا له وان یطیعوا وأن یجیبوا إذا دُعوا»(13).

ونطالع فی نهج البلاغة أیضاً، أنّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) قال فی کتابه إلى والی آذربایجان:

«وإنّ عملک لیس لک بطعمة ولکنه فی عنقک امانة»(14).

ومن البدیهی أنّ هذه الروایات لا تحجّم المفهوم الواسع للآیة التی توصی بالمحافظة على جمیع الامانات، بل وکما هو واضح لدینا فإنّها تمثل المصداق الواضح للامانة الإلهیّة.

وممّا لا شک فیه أیضاً أنّ الذی ینظر إلى هذه المناصب بعین الأمانة الإلهیّة، فإنّ اُسلوبه فی التعاطی مع هذا الأمر یختلف کثیراً عن ذلک الذی ینظر إلیها على أنّها ملک مطلق له، وکذا الحال بشأن الأموال والثروات، فإنّ القرآن الکریم یعبّر عنها أیضاً بأنّها عبارة عن أمانة إلهیّة بین یدی الناس، موضحاً بأنّ المالک الأصلی لها هو الله تبارک وتعالى، وهو الذی أودعها بأیدی الناس أیّاماً معدودات، کما ورد فی قوله تعالى: (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ).   (الحدید / 7)

ومن المسلَّم به أن صرف الأموال المودعة بعنوان أمانة لدى الإنسان فی الموارد الخاصة التی یجیزها صاحب تلک الأموال لا توجد فیه أیة صعوبة، فی حین أنّ الإنسان لو کان هو المالک الأصلی لها، فإن صرف تلک الأموال لیس سهلا علیه.


1. الوسائل، ج 5، ص415 (الباب 26 من ابواب صلوة الجماعة).
2. سفینة البحار، ج2 مادة (العلم).
3. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 176.
4. اصول الکافی، ج1، ص37.
5. بحار الأنوار، ج72، ص349، ح 53.
6. بحار الأنوار، ج75، ص233.
7. بحار الأنوار، ج72، ص27.
8. وسائل الشیعة، ج18، ص472، ح 1.
9. نهج البلاغة، الخطبة 131.
10. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 120.
11. نُقل فی تفسیر البرهان سبع روایات على الأقل فی هذا المجال، وتلاحظ فی کتاب بحار الأنوار أیضاً فی الجزء 23 و 67، و 102 (فی الصفحات 380، و280، و 253 على التوالی)، روایات متعددة بهذا الشأن.
12. دعائم الإسلام، ج2، ص531.
13. تفسیر الدر المنثور، ج3، ص175.
14. نهج البلاغة، الخطبة 5.
صفات وشروط المسؤولین التنفیذیین:هیکلیة السلطة التنفیذیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma