تمهید:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
المقدّمة:جمع الآیات وتفسیرها

طبقاً للرؤیة القرآنیة وأحادیث المعصومین(علیهم السلام) وعلماء الإسلام، فإنّ مسألة تشریع القوانین تختص بالله تعالى، والواقع أنّ مسألة التقنین (سنّ القوانین) تعد شأناً من شؤون التوحید فی الأفعال، فکما أنّ الله تبارک وتعالى هو الحاکم المطلق على جمیع عالم الوجود وعالم البشریة، فإنّه کذلک حاکمٌ على نظام التشریع أیضاً.

وهذه المسألة فضلا عن کونها وردت بشکل صریح فی الآیات المبارکة والروایات الإسلامیة، فهی مؤیدّة أیضاً بدلیل العقل، لأنّ المقنّن الواقعی هو الّذی یجب أن یمتلک الصفات التالیة:

1 ـ یجب أن یکون مطلعاً على حقیقة الإنسان وملمّاً بجمیع خصائصه من حیث الجسم والروح، بحیث یکون خبیراً کاملا بالإنسان، وعارفاً بجمیع أسراره، وعواطفه، ومیوله، وغرائزه وشهواته، ومسائله الفطریة، ومطلعاً أیضاً على جمیع القابلیات والکفاءات الکامنة فی الفرد والمجتمع، والکمالات المتیسرة له بالقوة، وبعبارة أخرى: یجب أن لا یخفى علیه أی شیء فی ترکیبة الإنسان وکیانه.

2 ـ یجب أن یکون عالماً بآثار وخواص جمیع الأشیاء فی الوجود من حیث انسجامها وتناغمها مع وجود الإنسان أو عدم انسجامها، وبشکل أدق یجب أن یعلم فوائد ومفاسد جمیع الأعمال الفردیة والاجتماعیة وآثارها ونتائجها.

3 ـ أن یکون خبیراً بجمیع الحوادث الّتی یمکن وقوعها فی المستقبل البعید أو القریب، والتی تلعب دوراً مؤثراً بنحو أو آخر فی مصیر الإنسان.

4 ـ المقنن أو المشّرع الحقیقی هو الذی یکون مصوناً من کل خلل أو ذنب أو خطأ، وأن یکون قوی الإرادة شجاعاً فی الوقت الذی یکون فیه رؤوفاً رحیماً، وأن لا یداخله الخوف من أی قوة فی المجتمع.

5 ـ یجب أن لا تکون له أیة مصلحة أو منفعة فی المجتمع البشری، لئلا یتّجه محور أفکاره أثناء سنِّة للقوانین ـ من حیث یعلم أو لا یعلم ـ نحو الجهة الّتی تحافظ على مصالحه الشخصیة، ویضحی بمصلحة المجتمع لحساب مصالحه الشخصیة.

فهل تتوفر هذه الصفات فی غیر ذات الله تعالى؟ وهل بإمکانکم العثور على من یقول: أنا عالمٌ بالإنسان وبجمیع خصائصه؟ فی حین أنّ أعاظم العلماء، یبدون عجزهم عن الإجابة عن هذا السؤال، بل إنّهم یقولون علناً إنّ الإنسان یُعدّ کائناً مجهولا، حتى أنّهم اختاروا هذا العنوان لکتبهم ومؤلفاتهم؟

وهل هناک من هو خبیرٌ بالماضی والمستقبل والروابط الدقیقة فیما بینها وبین زماننا الحاضر؟

وهل هناک من یکون عارفاً بآثار وأسرار جمیع الموجودات، ومصاناً من کل نوع من أنواع الإنحراف والذنب والخطأ؟

من المسلَّم أنّ هذه الصفات والخصائص لا تتحقق إلاّ فی الله تعالى وأنبیائه الکرام.

ونخلص من هذه الإشارة القصیرة إلى نتیجة طیبة، وهی أن المشرّع الحقیقی هو الله تعالى الذی خلق الإنسان وأطّلع على جمیع أسرار خلقته، ویعلم أسرار جمیع الموجودات، وخبیرٌ بحوادث المستقبل والماضی وعلاقتها بأحداث الحاضر على أحسن ما یرام.

ولا طریق لأی خطأ أو زلل إلى ذاته الطاهرة المقدّسة ولا یخشى أحداً، ولا حاجة له أو مصلحة شخصیّة لکی یشبعها عن طریق القوانین الموضوعة، بل إنّه تعالى یلاحظ منفعة الإنسان فقط فی تشریعاته المقدّسة.

وفضلا عن ذلک کله فإنّ الوجود بأسره ضمن دائرة حکومته وسلطته، ولا معنى لأن یقوم غیره بإصدار أحکامه فی هذه الدائرة، بل إنّ الخضوع لأحکام الآخرین والإعتراف بقانون غیر قانونه جلّ وعلا یعدّ نوعاً من الشرک والضَّلال.

وبهذه الإشارة نعود مرة أخرى إلى القرآن الکریم، ونستعرض الآیات الّتی نؤکّد على أنّ مسألة التشریع وسنّ القوانین مختصة بالله تعالى.

1 ـ (مَالَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلىٍّ وَلاَ یُشرِکُ فى حُکمِهِ أَحَداً).   (الکهف / 26)

2 ـ (وَمَا اختَلَفْتُمْ فِیهِ مِنْ شَىء فَحُکمُهُ إِلَى اللهِ).   (الشورى / 10)

3 ـ (وَمَن لَّمْ یَحکُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأولَئِکَ هُمُ الکَافِرُونَ).   (المائدة / 44)

4 ـ (وَمَن لَّم یَحکُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُولَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ).   (المائدة / 45)

5 ـ (وَمَن لَّمْ یَحکُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُولئِکَ هُمُ الفَاسِقُونَ).   (المائدة / 47)

6 ـ (وَأَنِ احکُمْ بَینَهُم بِمَا أنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهوَاءَهُم وَاحذَرْهُمْ أَن یَفتِنُوکَ عَن بَعضِ ما أَنزَلَ اللهُ إِلَیْکَ).   (المائدة / 49)

7 ـ (اَفَحُکْمَ الجَاهِلیَّةِ یَبْغُونَ ومَنْ أَحسَنُ مِنَ اللهِ حُکماً لِّقُوم یُوقِنُونَ).   (المائدة / 50)

8 ـ (إِنَّما کَانَ قَولَ المُؤمِنِینَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِیَحکُمَ بینَهُم أَن یَقولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعنَا وَأُولئِکَ هُمُ المُفلِحُونَ).   (النور / 51)

9 ـ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِیماً فاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتفَّرقَ بِکُم عَن سَبِیلِهِ ذَلِکُم وَصَّاکُم بِهِ لَعَلَّکُم تَتَّقُونَ).   (الأنعام / 153)

10 ـ (الیَومَ أَکْملتُ لَکُم دِینَکُم وَأَتمَمتُ عَلَیکُم نِعمَتِى وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسلاَمَ دِیناً).   (المائدة / 3)

المقدّمة:جمع الآیات وتفسیرها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma