6 ـ صلاة الجمعة وآثارها التّربویّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
5 ـ التّعلیم المباشر وغیر المباشر7 ـ الآثار الثّقافیّة لمؤتمر الحجّ العظیم

وصلاة الجمعة هی الاُخرى إحدى أهم الاجتماعات العبادیّة السیّاسیة الإسلامیّة، والتی لها تأثیر قوی فی التّربیّة المباشرة وغیر المباشرة.

فهذه الصّلاة الرائعة، تقام کل أسبوع مرّة ومسلموا المدینة الواحدة مکلّفون بالإشتراک فی صلاة واحدة فقط(1).

ولصلاة الجمعة خطبتان قبل الصلاة، تشتملان على مواعظ وعبر وأمر بالتّقوى، وخصوصاً على المسائل الاجتماعیّة السّیاسیة المهمّة للمجتمع، فهی من جهة تُلَطِّفُ الرّوح والنّفس وتغسلها من أوساخ الذنوب والمعاصی، ومن جهة أخرى تعلم النّاس الإطلاع على المعارف الإسلامیّة والأحداث الاجتماعیّة والسّیاسیة المهمّة، وکیفیة اتخاذ المواقف الصّحیحة قبالها، ومن جهة ثالثة توفر الجو المناسب للعمل الجماعی لحلِّ المشاکل فی إطار تجدید الروح الإیمانیة والنشاط المعنوی.

والخطبتان من واجبات الصّلاة، وورد فی الرّوایات الإسلامیّة والکتب الفقهیّة أن من آداب الخطبة هو أن یرفع الخطیب صوته بحیث یسمعه کلّ النّاس، وأن علیهم أن یصغوا لکلامه ویراعوا السکوت التام، وأن یستقبلوا الخطیب بوجوههم.

والأفضل أن یکون الخطیب رجلا فصیحاً بلیغاً مُطّلِعاً على أوضاع وأحوال المسلمین، خبیراً بمصالحهم، شجاعاً، صریح اللهجة فی بیان الحقّ، مضافاً إلى حسن سیرته وسلوکه فی المجتمع فیکون ذلک سبباً لنفوذ کلامه فی قلوبهم وأن یُذَکِّر سلوکه النّاس بالله.

ولابدّ من بیان المسائل المهمّة المرتبطة بالدِّین ودنیا المسلمین فی الخطبتین، وکذا ما یحتاجه النّاس فی داخل وخارج الدّول الإسلامیّة والمنطقة، وطرح المسائل السیّاسیّة والاجتماعیّة والاقتصادیّة المهمّة مع مراعاة الأولویات، فیزود النّاس بالمعلومات اللازمة ویخبرهم عن مؤامرات الأعداء، ویشیر إلى البرامج القصیرة والبعیدة المدى لإفشال خُطَطِهم.

ولابدّ أن یکون الخطیب ذکیّاً جدّاً وفطناً، مفکراً، مطلّعاً على المسائل المعنویة والمادیة فی الإسلام، وأن یستغل هذه الشعیرة العظیمة أفضل استغلال لتوعیة المسلمین وتطویر الأهداف الإسلامیّة.

وفی حدیث جامع عن الإمام علیّ بن موسى الرّض(علیه السلام)، یُبین فیه ضرورة خطبة الجمعة وأنّ ذلک لتعمیم الفائدة وأنّ الله یرید أن یفسح المجال لأمیر المسلمین لیعظ النّاس ویُرغبهم فی الطّاعة ویحذرهم المعصیة، إلى أن یقول الإمام الرضا (علیه السلام): «وَتَوْقِیفِهُمْ عَلى ما أرادَ مِنْ مَصْلَحَةِ دینِهِمْ وَدُنْیاهُمْ وَیُخبِرُهُمْ بِما وَرَدَ عَلَیْهِمْ مِنَ الآفاقِ مِنَ الأَهْوالِ الَّتی لَهُمْ فِیها المَضَرّةُ وَالمَنْفَعَةُ».

ثُمّ یبین الإمام(علیه السلام) فلسفة وجود خطبتین فالأولى للحمد والثّناء والّتمجید والتّقدیس لله (والمسائل المعنویة والأخلاقیّة)، والثّانیة لبیان باقی متطلبات الوعی والإنذار والأدعیة وغیر ذلک من الأوامر والنّواهی والإرشادات المرتبطة بصلاح وفساد المجتمع(2).

والدّور الّذی تلعبه الیوم صلاة الجمعة فی توعیة النّاس فی المسائل السیاسیة والاجتماعیّة غیر خاف على أحد، وکثیراً ما یتم إفشال مخططات الأعداء التی یبثونها من خلال وسائل إعلامهم على طول الأسبوع ومع کل إمکاناتهم وتجهیزاتهم، فی خطبة واحدة من خطب الجمعة المدروسة والدقیقة، ولو أنّ المسلمین یعون أهمیّة هذا البرنامج الأسبوعی المهم، ویقیمونه کما أراد الإسلام، وأن لا یمسخوا هویة هذه العبادة العظیمة کبعض الدول ضعیفة الإرادة أو المأجورة من قبل الاستعمار، فإنّهم ـ أی المسلمون ـ سیستثمرون هذه الشعیرة الإسلامیّة ویتعرفون على عمق تأثیرها الثّقافی والتّربوی.

ولصلاة العیدین (عید الفطر وعید الأضحى) وهما تشابهان صلاة الجمعة کثیراً وخصوصاً من جهة الخطبتین اللتین یؤتى بهما بعد الصلاة هنا، نفس آثار وبرکات صلاة الجمعة.


1. هذا بحسب الفقه الشّیعی التّابع لأهل البیت(علیهم السلام) وهناک من الفرق الإسلامیة السنیّة من یجیز إقامة العدید من صلوات الجمعة فی المدینة الواحدة، کصلوات الجماعة التی تقام فی مساجد متعددة (الفقه على المذاهب الأربعة، ج1، ص385).
2. وسائل الشّیعة، ج5، ص39، ح 6.
5 ـ التّعلیم المباشر وغیر المباشر7 ـ الآثار الثّقافیّة لمؤتمر الحجّ العظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma