2 ـ أهمیّة العلم لا تنحصر بالعلوم الدینیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلام3 ـ تعلّم العلوم المفیدة فی الرّوایات الإسلامیّة

قد یتصور البعض أنّ کلّ تلک التأکیدات الواردة فی الآیات القرآنیة والرّوایات الشّریفة فی التعلّم والتّعلیم ونشر العلوم، ناظرة إلى العلوم الدینیّة فقط، ولا تشمل ما یرتبط ببحث الحکومة الإسلامیّة ونشر کلّ العلوم وهو مورد حدیثنا!

ولکن هذا اشتباه کبیر، إذ إنّ المستفاد من آیات القرآن، ومن الرّوایات الإسلامیة أیضاً، هو أهمیّة العلم والتّربیة والتعلیم بشکل مطلق.

والشواهد على هذا المعنى کثیرة، من جملتها الآیات القرآنیّة الشّریفة التالیة:

1 ـ ورد فی قصة آدم(علیه السلام)، مسألة تعلیم الأسماء، وهی إشارة إلى العلم والإطلاع على أسرار خلقة تمام الموجودات، لا فقط العلوم الدینیّة، یقول عزّوجلّ:

(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسَماءَ کُلَّهَا).   (البقرة / 31)

2 ـ تعرضت الآیة الرّابعة من سورة الرحمن التی تعدّد نعم الله تعالى وآلائه إلى تعلیم البیان، واعتبرته موهبة إلهیّة عظیمة، یقول تعالى: (عَلَّمَهُ البَیَانَ).   (الرحمن / 4)

3 ـ ورد فی سورة یوسف(علیه السلام) إشارة إلى علم تفسیر الأحلام التی تحکی عن المستقبل والتی قد یکون لها أثر فی مصیر الأمم کشعب مصر، وتأویل تلک الأحلام، حیث یحکی القرآن عن لسان یوسف ویقول:

(ذَلِکُماَ مِمَّا عَلَّمَنِى رَبِّى).   (یوسف / 37)

4 ـ وفی نفس تلک السّورة، یشیر إلى مسألة تدبیر أمر دولة کاملة والإطلاع على إدارة بیت المال، حیث یحکی القرآن عن لسان یوسف مخاطباً عزیز مصر:

(قَالَ اجْعَلنِى عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنّىِ حَفِیْظٌ عَلِیمٌ).   (یوسف / 55)

5 ـ (وفی أمر إدارة الدّولة هذا) قصّة طالوت وجالوت، عندما یُبین دلیل انتخاب طالوت ملکاً من قبل نبیّ ذلک العصر (اشموئیل)، تقول الآیة:

(إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَیکُم وَزَادَهُ بسَطَةً فِى العِلْمِ وَالجِسْمِ).   (البقرة / 247)

ومن الواضح أنّ امتیاز طالوت على سائر بنی إسرائیل لم یکن فی العلوم والمعارف الإلهیّة فقط، بل کان العلم والقدرة الإداریة للأمور العسکریّة والسّیاسیة عند هذا الشّاب الذکّی المدبّر، مورد نظر فی الاستدلال.

6 ـ وفی قصة داود(علیه السلام) یعتبر تعلیم (صنعة لَبوس) من امتیازاته الکبیرة بل على رأی الطبّرسی فی مجمع البیان أنّ «لبوس» یشمل کلّ أنواع الأسلحة الدفاعیّة والهجومیّة، ولا تختص بالدّروع(1)، یقول عزّوجلّ:

(وَعَلَّمْنَاهُ صَنعَةَ لَبُوس لَّکُم لِتُحْصِنَکُمْ مِّنْ بَأْسِکُمْ).   (الأنبیاء / 80)

7 ـ وتتحدث سورة الکهف عن قصّة موسى والخضر والعلوم والمعارف التی تعلمهاموسى(علیه السلام) من الخضر(علیه السلام)، ونلاحظ أنّ أیاً منها لم یکن من العلوم الدینیّة، بل کانت من العلوم التی تدیر المجتمع الإنسانی طبق نظام أحسن، یقول تعالى:

(فَوَجَدَا عَبْدَاً مِّنْ عِبَادِنَا آتینَاهُ رَحمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وعَلَّمنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْماً).   (الکهف/65)

ثم یذکر فی الآیات اللاحقة ثلاثة نماذج لهذه العلوم وهی لیست من العلوم الدینیّة، بل مرتبطة بتدبیر الحیاة.

8 ـ ورد فی سورة النمل الحدیث عن اطلاع سلیمان(علیه السلام) وعلمه بحدیث الطیر ومنطقه، ویعتبر ذلک من الأمور التی کان سلیمان یفتخر ویتباهى بها، یقول تعالى:

(َوقَالَ یَا أَیُّها النَّاسُ عُلِّمنَا مَنطِقَ الطَّیْرِ).   (النمل / 16)

9 ـ وفی أواخر سورة الکهف وفی قصّة ذی القرنین، ورد الحدیث عن بنائه السّد وإنّه حادثة مهمّة حتى أنّها تبیّن بعض الجزئیات فی عملیة بناء ذلک السّد وکیفیّة تدبیر أمر بناء سدٍّ محکم قوی حدیدی للحدِّ من هجوم القبائل الفاسدة والمفسدة (یأجوج ومأجوج)، یقول تعالى:

(آتُونِى زُبَرَ الحَدِیدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَیْنَ الصَّدَفَینِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتونىِ أُفْرِغْ عَلَیهِ قِطْراً).   (الکهف / 96)

10 ـ وفی سورة لقمان أیضاً، وردت آیات فی بیان وصایا لقمان لابنه، حیث نرى مجموعه من الإرشادات لها جنبة اجتماعیّة وإداریّة، یعتبر رعایتها والاهتمام بها من الأمور المهمّة فی حیاة کلّ فرد، من جملتها إنّه قال:

 

 

(وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمشِ فِى الأَرضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لاَ یُحِبُّ کُلَّ مُختَال فَخور * وَاقْصِدْ فِى مَشْیِکَ وَاغْضُضْ مِن صَوتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوتُ الحَمِیرِ). (لقمان / 18 ـ 19)

هذا فی حین أنّ الله تعالى کرَّم لقمانَ لعلمه وحکمته ومعرفته، حتى قرن کلامه بکلامه تعالى!

11 ـ وفی سورة سبأ وفی بیان أحوال سلیمان(علیه السلام) ورد الحدیث عن برامجه العمرانیة والفنیّة المتشعبة والتی کان الجن یقومون بها تحت إشرافه:

(یَعملُونَ لَهُ مَا یَشَاءُ مِن مَّحارِیبَ وَتَمَاثِیلَ وَجِفَان کَالجَوَابِ وَقُدُور رَّاسِیَات). (سبأ  /  13)

وفی الآیة السابّقة لهذه الآیة، وردت إشارة إلى تعلم سلیمان إذابة الفلزات، حیث یقول تعالى: (وَاَسَلْنَا لَهُ عَیْنَ القِطْرِ).   (سبأ / 12)

12 ـ یقول تعالى فی سورة البقرة، فی ما یرتبط بحکومة داود النّبیّ:

(وَقَتَلَ دَاوَدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ المُلکَ وَالحِکمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا یَشَاءُ).   (البقرة / 251)

ومن الواضح، فإنّ العلم والحکمة هنا، هی المعرفة اللازمة بتدبیر المُلک والمملکة وإن کان لها معنى أوسع من ذلک، فإنّها بلا شکّ تشمل هذا القسم من العلوم وهو المرتبط بالحکومة وإدارة الدّولة.

ومن مجموع الإشارات التی وردتْ فی الآیات المذکورة والبعض الآخر من آیات القرآن المجید، یمکن الإستفادة بوضوح أنّه وخلافاً لتصور البعض أنّ القرآن الکریم قد اهتم فقط بالعلوم الدینیّة والمعارف الإلهیّة، وأنّه لم یتعرض لأهمیّة العلوم الاُخرى، یتبین لنا أنّ القرآن الکریم قد اهتمَّ بتعلّم وتعلیم هذه الأقسام من العلوم وعدَّها من المواهب الإلهیّة العظیمة، وهو یحفِّز المسلمین على تعلُّمها وتعلُّم کلّ علم مفید ونافع فی الحیاة المادیة والمعنویة.

 


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة 80 من سورة الأنبیاء(علیهم السلام) ولکن هناک قرائن فی الآیة تشیر جمیعها إلى أنّها إشارة إلى الدّرع.

 

1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلام3 ـ تعلّم العلوم المفیدة فی الرّوایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma