الحکومة الإسلامیّة والسّلام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
أقسام الجهاد:جمع الآیات و تفسیرها

لا شک فی أنّ الحرب وإراقة الدماء والتّخریب مضافاً إلى منافاتها للفطرة السلیمة، فإنّها لا تنسجم أیضاً مع قوانین عالم الوجود.

فالحرب، هی نوع من المرض والانحراف واللجوء إلى العنف للوصول إلى الأهداف الظالمة، وحتى الحروب المقدسة التی تتمیز بصفة الدفاع عن الحق والعدالة، إنّما تنشأ نتیجة انحراف مجموعة من النّاس عن الصّراط المستقیم، وتارة تفرض على بعض الأفراد أو الأمم.

فحصیلة الحرب دائماً هی الدّمار وإزهاق الأرواح وإتلاف الأموال وتخریب المدن وتعطیل الإعمار، وتأصیل العداوات والبغضاء.

ولذا ینبغی اجتناب الحروب کلما استطعنا إلى ذلک سبیلا، واستغلال القوى البشریّة والمنح الإلهیّة فی طریق بناء المجتمعات.

نحن نعرف أنّ جهاداً وقتالا دائماً یدور فی داخل وجود کلّ إنسان، وهو الجهاد ضد المیکروبات الخارجیة، فکریات الدّم البیضاء الّتی تعتبر فی الواقع جنوداً مدافعة عن الجسم فی حالة قتال دائم ومریر مع أنواع المیکروبات التی ترد إلى الجسم عن طریق «الماء» والغذاء و«الهواء» و«الجروح».

وهذه الحرب فی الواقع، حرب دفاعیّة أیضاً، فلو توقفت المیکروبات عن مهاجمة جسم الإنسان لتوقف دفاع کریات الدم، وعندها فلا حرب.

یحاول بعض المفکرین الذین جنّدوا طاقاتهم لخدمة المستعمرین أنْ یصوروا الحرب

على أنّها أمرٌ ینسجم مع الطبع البشری، فیضفون الشّرعیة على استخدام المستعمرین القوّة والعنف لتحقیق أهدافهم الخبیثة التّوسعیة، فهؤلاء یتوسلون بأصل الصّراع من أجل البقاء وهو أحد أصول (دارون) الأربعة ویقولون: «ینبغی أنْ تکون الحرب والصّراع بین البشر قائمة على قدم وساق وإلاّ عمَّ الخنوع والضّعف الأرض، وتأخر نسل البشر إلى الوراء! وأمّا الصّراع والحرب فهو سبب لبقاء الأقویاء واضمحلال الضعفاء وزوالهم وبهذا تتحقق مسألة انتخاب الأصلح!!».

وقد یُستدل أحیاناً ببعض آیات القرآن ـ التی یفسرونها تفسیراً محرّفاً بالإعتماد على الرأی ـ لإثبات هذا الموضوع.

ولکن هذا الاستدلال ضعیف جدّاً، إذ على فرض قبول هذا الأصل ـ الصّراع من أجل البقاء ـ فی خصوص الحیوانات المفترسة المتوحشة ـ وهو رأی مردود من قبل العلماء الذین نقدوا الأصول الدارونیة ـ فلا یمکن أن نقبل ذلک فی عالم الإنسانیّة، إذ إنّ البشر یمکنهم أنْ یتکاملوا عن طریق التعاون البقائی والإستباق السّالم للرقی، کما یفعلون ذلک فی میدان الصّناعة والسّیاسة بین الأحزاب والجمعیات المتنافسة فی دنیا الیوم، وعلى هذا الأساس فإنّ حیاة البشریّة الیوم مبتنیة على أصل التّعاون من أجل البقاء لا الصّراع من أجل البقاء.

وعلى کل حال، لا نجد أی دلیل یمکنه توجیه الحرب وإضفاء الشرعیه علیها وخاصة فی مثل حروب هذا العصر التی لا یمکن جبران الخسائر النّاجمة عنها فی قرون، سواءً الخسائر البشریّة أو الصّناعیة والزّراعیّة وغیرها.

والفکر السّقیم المریض فقط هو الذی یمکنه تبریر مثل هذه الحروب.

وبعد هذه الإشارة نعود للقرآن المجید، ونحقق فی روح السّلم فی الحکومة الإسلامیّة:

1 ـ (یَا اَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ کَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّیْطَانِ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُّبِینٌ).   (البقرة / 208)

2 ـ (وَاِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَکَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ).   (الأنفال / 61)

 

3 ـ (فَاِنِ اعْتَزَلُوکُمْ فَلَمْ یُقَاتِلُوکُمْ وَ اَلْقَوا إِلَیْکُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَکُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلا). (النساء / 90)

4 ـ (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الاُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغى حَتَّى تَفِىءَ إلَى اَمْرِ اللهِ فَاِنْ فَاءَتْ فَاَصْلِحُوا بَیْنَهُما بِالْعَدْلِ وَاَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ).    (الحجرات / 9)

5 ـ (وَالصُّلْحُ خَیْرٌ).    (النّساء / 128)

6 ـ (وَاِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیهَا وَیُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ یُحِبُّ الْفَسَادَ).    (البقرة / 205)

7 ـ (وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ اَلْقَى إِلَیْکُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤمِناً).   (النساء / 94)

 

أقسام الجهاد:جمع الآیات و تفسیرها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma