إنّ روح الإیمان هی التسلیم للحق والخضوع أمام الحقائق، وبما أنّ أکبر حقیقة فی عالم الوجود هی ذات الله المقدّسة، فإنّ روح الإیمان تتمحور حول التوحید ومعرفة الله.
إنّ الإیمان یفسح المجال أمام عقل الإنسان لأنّ یدرک الحقائق کـما هی حقاً، سواء کانت مرّة أو حلوة، وسواء کانت ملائمة لمزاجه وطبعه أم لا.
إنّ معلومات أولئک الذین لم یسلموا للحق هی تصوّرٌ وتمثلٌّ لرغباتهم وأهوائهم، لا لنفس الحقائق الموجودة فی الخارج، أنّهم یرون الدنیا بالشکل الذی یرغبون فیه، ولا یرونها بشکلها الواقعی.
وبهذا التمهید تتضح علاقة الإیمان بالمعرفة اجمالا، ونتأمل الآن خاشعین فی آیات القرآن فی هذا المجال:
1 ـ ( أَوَمَنْ کـَانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْنـَاهُ وَجَعَلْنـَا لَهُ نُوراً یَمْشِى بِهِ فِى النَّـاسِ کَمَنْ مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمـَاتِ لَیْسَ بِخـَارِجِ مِّنْهـَا...).(الأنعام / 122)
2 ـ ( أَوْ کَظُلُمـَات فِى بَحْر لُّجِّىٍّ یَغْشـَاهُ مَوْجٌ مِّنْ فَوقِهِ مَوْجٌ مِّنْ فَوْقِهِ سَحـَابٌ ظُلُمـَاتٌ بَعْضُهـَا فَوْقَ بَعْض اِذَا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَکَدْ یَرَاهـَا وَمَنْ لَّمْ یَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمـَا لَهُ مِنْ نُّور).(النور / 40)
3 ـ ( وَالَّذِینَ آمَنُـوا بِاللهِ ورُسُـلِهِ أُولـئِکَ هُمُ الصِّـدِّیقُونَ وَالشُّهَـدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ اَجْرُهُمْ وَنُورُهُم...).(الحدید / 19)
4 ـ ( اَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلاِْسلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُور مِّنْ رَّبِّهِ فَوَیْلٌ لِّلْقـَاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ مِّنْ ذِکْرِ اللهِ أُولـئِکَ فِى ضَلال مُّبِین).(الزمر / 22)