أکّدت الروایات الإسلامیة على أنّ للعقل أهمیّة قصوى أکثر مما هو متوقع، وأشادت به بعناوین مختلفة مثل: أساس الدین، وأکبر غنىً، وأفضل رأس، واعلى قضیة، وأفضل صدیق، وأخیراً المقیاس والمعیار للتقرب إلى الله ونیل الثواب الإلهی.

ونکتفی هنا بذکر اثنتی عشرة روایة فقط من بین عشرات بل مئات الروایات المأثورة والمنقولة عن الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله)، والأئمّة(علیهم السلام).

ففی هذا المجال:

1 ـ قال الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله): «قِوامُ المرءِ عَقلُه، ولا دینَ لِمن لا عقلَ لهُ»(1).

2 ـ قال أمیر المؤمنین (علیه السلام): «لا غنى کالعقل ولا فقر کالجهل»(2).

3 ـ وقال فی حدیث آخر: «إنَّ الله تبارک وتعالى یحاسب الناس على قدر عقولهم»(3).

4 ـ وجاء فی حدیث للإمام الصادق (علیه السلام): «إنَّ الثواب على قدر العقل»(4).

5 ـ کما جاء فی حدیث للرسول(صلى الله علیه وآله): «ما قسَّم الله للعباد شیئاً أفضل من العقل... وما أدّى العبد فرائض الله حتى عَقَلَ عنه، ولا بلغ جمیع العابدین فی فضل عبادتهم ما بلغ العاقل»(5).

6 ـ وجاء فی حدیث أنّ الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) خاطب هشام بن الحکم قائلا: «یا هشام! ما بعث الله أنبیاءه ورسله إلى عباده إلاّ لیعقلوا عن الله، فاحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، وأکملهم عقلا أرفعهم درجة فی الدنیا والآخرة»(6).

7 ـ وقال الرسول (صلى الله علیه وآله) فی حدیث آخر: «لکل شیء آلة وعُدّة، وآلة المؤمن وعدَّته العقل، ولکلِ شیء مطیة ومطیة المرء العقل، ولکلّ شیء غایة وغایة العبادة العقل»(7).

8 ـ وجاء فی حدیث للإمام الصادق (علیه السلام): «إذا أراد الله أن یزیل من عبد نعمة کان أول ما یغیر منه عقله»(8).

9 ـ ویقول الإمام علی (علیه السلام) فی هذا المجال: «العقل صاحب جیش الرحمن، والهوى
قائد جیش الشیطان، والنفس متجاذبة بینهما، فأیّهما غلب کان فی حیّزه»(9).

10 ـ ویقول فی حدیث آخر: «العقول أئمّة الأفکار والأفکار أئمّة القلوب، والقلوب أئمّة الحواس، والحواس أئمّة الأعضاء»(10)، (وبهذا فإنّ أعضاء الإنسان تستند إلى حواسه وحواسه تستعین بعواطفه، وتعتمد عواطفه على أفکاره، وأفکاره على عقله).

11 ـ وجاء فی حدیث للرسول (صلى الله علیه وآله): «إنَّ الرجل لیکون من أهل الجهاد ومن أهل الصلاة والصیام، وممَّن یأمر بالمعروف وینهى عن المنکر، ولا یُجزى یوم القیامة إلاَّ على قدر عقله»(11).

12 ـ وقال الإمام الباقر (علیه السلام): «لا مصیبة کعدم العقل»(12).

1. بحار الأنوار، ج 1، ص 94، ح 19.
2. نهج البلاغة الکلمات القصار، الکلمة 54.
3. بحار الأنوار، ج 1، ص 106، ح 2.
4. اصول الکافی، ج 1، ص 12، ح 8 (کتاب العقل والجهل).
5. المصدر السابق، ص 12، ح 11.
6. المصدر السابق، ص 16.
7. بحار الأنوار، ج 1، ص 95، ح 34.
8. بحار الانوار، ج 1، ص 930، ح 20.
9. غرر الحکم.
10. بحار الأنوار، ج 1، ص 96، ح 40.
11. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 324.
12. بحار الأنوار، ج 71، ص 165.