(وَقَالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَیْلَکُمْ ثَوَابُ اللهِ خَیْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ یُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ).(القصص / 80)
أشارت هذه الآیة التی جاءت فی أواخر سورة القصص إلى قصة (قارون) ونقلت نصیحة علماء بنی اسرائیل لکافة الناس، الذین تمنوا امتلاک ثروة قارون عند استعراضه لثروته.
فعندما شاهد أهل الورع من علماء بنی اسرائیل تَعَلُّقَ الناس بالدنیا وحبهم الشدید لها وارتباطهم الوثیق بها خاطبوهم قائلین: ویلکم یا عبدة الدنیا! لا تخدعکم الثروة وبهارج الدنیا، فالجزاء الإلهی خیر لکم فی الدنیا والآخرة إن عملتم صالحاً وکنتم مؤمنین، لکن لا ینالُ هذا الثواب الإلهی إلاّ الصابرون الرافضون الظلم والاغراءات المادیة.
إنّ عبارة (اُوتوا العلم) تدل بوضوح على وجود علاقة بین (الورع والزهد) من جهة والعلم والمعرفة) من جهة اُخرى، وأنّ العارفین بزوال الدنیا وحقارة الثروات المادیة فی قبال الجزاء الإلهی وخلود الآخرة، فانّهم لا ینخدعون بالمادیات ولم یتمنوا ثروة قارون(1).