3 ـ المخالفون لتحکیم العقل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
2 ـ منزلة العقل فی الروایات الإسلامیةتمهید

إنَّ لهذا الجوهر الإنسانی (العقل) شأناً رفیعاً وصفات إیجابیة کثیرة جداً، والملفت للنظر حقاً أنّه بالرغم من اتصاف العقل بهذه الصفات وامتلاکه هذه المکانة المرموقة نجدُ مَنْ یذمّونه وَمَن یتأسفون لأنّهم عقلاء، والأغرب من ذلک أنّهم یمتلکون الحجج ـ حسب زعمهم ـ على ادّعاءاتهم الجوفاء!

فتارة یقولون: إنَّ العقل یحد من تصرفات الإنسان ویسلبه حرّیته، حیث یجعل أمامه موانع تحول بینه وبین ما یرید أن یقوم به من عمل حراماً کان أو حلالا حسناً أو قبیحاً خیراً أو شرّاً، فلو لم تکن لنا عقول لکنّا أحراراً.

وتارة یقولون: إنّه یسلب راحة الإنسان حیث نرى العقلاء والأذکیاء من الناس لا راحة لهم، إلاّ أنّ البسطاء من الناس فرحون وسعداء دائماً لانعدام تأثیر العقل علیهم.

وإذا قرأنا أشعاراً مفادها ذمُّ العقل أو الانتقاص منه أو الاستهانة به فمن الواضح کونها مزاحاً أو سفسطة أو کنایة عن مفاهیم اُخرى ویستبعد أن یکون مرادهم ذم العقل، بل إنّهم یقصدون أنّ هناک اُموراً مؤلمة تحیطهم، والناس فی غفلة عنها.

أو أنّ قصدهم من الجنون المذکور فی بعض الأشعار کصفة للعقل، هو الجنون العرفانی والمراد منه العشق الإلهی، والتضحیة بکل شیء فی سبیله.

وعلى أیّة حال، صحیح أنّ العقل یقید حریة الإنسان وبعض تصرفاته، إلاّ أنّ هذا فخر له، لأنّه یرشدهُ نحو التکامل، إنَّ هذا الادّعاء یُشْبِهُ ادعاء من قال: «إنّ الاحاطة بعلم الطب یحد من انتخاب الإنسان لأنواع الأطعمة ومن اُمور اُخرى»، وهل هذا نقص؟! أم أنّه ینقذ الإنسان من الاصابة بالامراض وفی بعض الأحیان من التسمم القاتل.

أمّا القول بأن العقل یزید من هموم الإنسان وأحزانه، فهذا یرفع من منزلة الإنسان،العاقل من یتحسّس آلام المضطهدین والمظلومین ویتألم من سلوک المعاندین وبالتالی فهو دلیلٌ على الکمال، وکما جاء فی المثل: (إمّا أن یکون ضعیفاً ونحیفاً کسقراط فی زهده أو سمیناً وبدیناً کالخنزیر).

نعم، إذا غفلنا عن مسألة التکامل الإنسانی واعتبرنا الأصل فی الحیاة هو اللذّة المادیة، فان ما یتفوه به بعض المؤیدین لأصالة اللذة المادیة صحیح، لکن هذا الحدیث مضحک ولا قیمة له من وجهة نظر الإنسان الموحّد الذی یؤمن بالرسالة والهدف وتکامل الإنسان.

إضافة إلى هذا، فإنّ المؤیدین لأصالة اللذة مضطرون لأنّ یسلموا ویخضعوا لکثیر من القوانین الاجتماعیة الحادة من حریاتهم وتصرفاتهم، وأن یفرضوا على أنفسهم العناء من هذه الناحیة، ومن هنا ندرک کیف أنّ الإنسان یسقط فی الهاویة عند ابتعاده عن تعالیم الوحی والأنبیاء.

إلى هنا ننهی البحث عن المصدر الثانی من مصادر المعرفة (العقل) وننتقل إلى المصدر الثالث بالرغم من بقاء بحوث کثیرة لم تطرح فی هذا الفصل.

مصادر وسُبُل المعرفة / 3 ـ التاریخ والآثار التأریخیة

 

2 ـ منزلة العقل فی الروایات الإسلامیةتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma