إنّ القادر المطلق والرحیم الحقیقی هو الذات الإلهیّة المقدّسة سبحانه وتعالى.
وما عالم الوجود إلاّ مائدة من موائد احسانه ، وکل ما لدنیا منه فیجب طلب الحاجة والعون منه والابتداء باسمه، والآیات المتعلقة «ببسم الله» والروایات الواردة فی هذا المجال کلها تؤکّد على هذا المعنى.
ولهذا فإنّ الذین یقرنون مع اسم الله اسم غیره کالطواغیت الذین یضعون أسماء السلاطین المتجبرین والمتکبرین إلى جنب اسمه سبحانه ویفتتحون بها ویبدأون بها، أو الأشخاص الذین یبدأون أعمالهم باسم ( الله ) و« الشعب » ، کل هؤلاء فی الحقیقة مصابون بنوع من الشرک، وحتى اسم النبی (صلى الله علیه وآله) لا ینبغی أن یُقرن إلى جنب اسم الله فی هذا المجال فلا یقال بسم الله ونبیّه.
ففی حدیث ورد فی تفسیر الإمام الحسن العسکری((علیه السلام)): «إنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کان جالساً یوماً مع أمیر المؤمنین على (علیه السلام) فسمعا شخصاً یقول « ماشاء الله وشاء محمد» وآخر یقول « ما شاء الله و شاء علی».
فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله) : « لا تقرنوا محمداً ولا علیاً بالله عزّ وجلّ».
ثم اضاف : «ولکن إذا أردتم فقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ، ما شاء الله ثم شاء علی» ، یعنی اعلموا أنّ مشیئة الله قاهرة وغالبة على کل شیء فلیس لها فی الوجود من مساو أو نظیر أو قرین ، وما محمد فی دین الله وأمام قدرة الله إلاّ کطیر یحلِّق فی فضاء هذا الکون الواسع وکذلک علی (1).
1. إثبات الهداة، ج 7، ص 482، ح 79 ( مع قلیل من التلخیص ) .
