هی: إنّ الشیطان لا یدخل قلوبنا فجأة ولا یعبر حدود دولة الروح من دون جواز، إنّ هجومه لیس مباغتاً بل یدخل برخصتنا، نعم إنّه یدخل من الباب لا من النافذة، ونحنُ نفتح له الباب، کما یقول القرآن فی هذا المجال: (إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * اِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَالّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ).(النحل / 99 ـ 100)
فی الحقیقة إنّ أعمال الإنسان هی التی توفر الأرضیة لنفوذ الشیطان، وذلک ما یقوله القرآن: (اِنَّ المُبَذِّرِینَ کَانُوا اِخْوَانَ الشَّیَاطِینِ). (الاسراء / 27)
إلاّ أنّه لا طریق للنجاة من مکائد الشیاطین المتنوعة وجنودهم فی أشکالها المختلفة من الشهوات ومراکز الفساد والسیاسات الاستعماریة والمذاهب المنحرفة والثقافات الفاسدة، إلاّ اللجوء إلى الإیمان والتقوى والتظلّل بألطاف الله والتوکل على ذاته المقدّسة، وکما یقول الله تعالى : (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّیْطَانَ إِلاَّ قَلِیلاً).(النساء / 83)