جمع الآیات وتفسیرها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
4 ـ حجاب الجهل والغفلةحجاب الجهل فی الأحادیث الإسلامیة

أکدت الآیة الأولى على أنّ الله ضرب للناس فی هذا القرآن من کلِّ مثل ، فتارة بآیات الآفاق والأنفس وتارة بالوعد والوعید، وتارة بالأمر والنهی، وتارة بالبشرى والانذار، وتارة بالسبل العاطفیة والفطریة، وتارة بالاستدلال، ورغم هذا البیان فإنّ فریقاً من الجاهلین والغافلین یجحدون بآیات الله ویقولون: أنتم مبطلون أی على باطل، ویضیف الله فی الآیة: هذا کله لأجل أنّ الله طبع على قلوبهم وذلک بجهلهم.

إنّ الآیة ـ فی الحقیقة ـ تشیر إلى أسوأ أنواع الجهل وهو «الجهل المرکب» الجهل الذی یحسبه صاحبه علماً، ولا یصغی لمن أراد ایقاظه من غفلة الجهل هذه، ولهذا فإنّ شخصاً کهذا یظلُّ جاهلا جهلا مرکباً إلى أبد الدهر.

إذا کان الخطاب موجهاً لجاهل «جهلا بسیطاً» أی لا یعلم ویعلم أنّه لا یعلم، ومستعد فی نفس الوقت لقبول نداء الحق والهدایة، فإنّ الأمر اتجاهه بسیط، والحجاب المانع یطبع على القلب عندما یکون الجهل مرکباً وممتزجاً بروح العناد وعدم التسلیم لنداء الحق.

وقد نقل فی بعض التفاسیر شعر جمیل لشاعر عربی یقول فیه:

قال حمار الحکیم یوماً *** لو تنصفونی لکنتُ أرکب

لأنّنی جاهل بسیط *** وصاحبی جاهل مرکب(1)

وتشیر الآیة الثانیة إلى فریق من الغافلین الذین صدر حکم العذاب بحقهم وذلک لجهلهم وعنادهم وأنّهم لیسوا أهلا للهدایة.

ثم صوّر القرآن الحُجُب التی قد تحیط العقل تصویراً عجیباً حیث قال: (إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَاقِهِم أَغْلاَلا فَهِىَ اِلى الاَْذْقَانِ فَهُمْ مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَینِ أَیدِیهِم سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَیْنَاهُم فَهُمْ لاَ یُبْصِرُونَ).(یس / 8 ـ 9)

إنَ عبارة (وَجَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِم سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً) إشارة إلى الحجب التی تحول دون رؤیة آیات الأفاق والکون.

إنّ الأغلال التی جاءت فی الآیة قد تکون إشارة إلى الحجب التی تحول دون رؤیة آیات الأنفس، والأسوأ من هذا کله هو جعل الغشاوة على الأبصار بحیث لا إمکان للرؤیة، وهی ستار الغفلة والجهل والغرور.

وبدیهی أنّ أشخاصاً کهؤلاء مع کل هذه الحجب ، سواء أنذرهم الرسول أم لم ینذرهم وسواء سمعوا آیات القرآن من شفاه محمد(صلى الله علیه وآله) الطاهرة أم لم یسمعوا ، فهُم لا یؤمنون ولا یهتدون ، إنّهم رهائن لا لغل واحد، بل لأغلال عدیدة (فالأغلال جاءت بصیغة الجمع لا المفرد)، وقد فسر البعض السد (الذی یجعل امام الشخص) بالحجب التی تحرم الإنسان من الهدایة النظریة والاستدلال، والسد (الذی یجعل من الخلف) بالحجب التی تمنع من الهدایة الفطریة والرجوع إلیه(2).


1. تفسیر روح المعانی، ج 21، ص 55 ذیل الآیة 59 من سورة الروم.
2. تفسیر الکبیر ، ج 26، ص 45 ذیل الآیات المذکورة فی بحثنا.

 

4 ـ حجاب الجهل والغفلةحجاب الجهل فی الأحادیث الإسلامیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma