لماذا نبدأ فقط باسم الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
شرح المفردات1 ـ الأهمیّة الخاصة لـ «البسملة»

فی الآیة الاُولى (بسم الله الرحمن الرحیم) التی تصدرت کل سور القرآن (ما عدا سورة
براءة) یعنی نعلمکم أن تبدأوا عملکم باسم الله الرحمن الرحیم وتستعینوا به فی أداء عملکم وتنفیذ خططکم(1).

إنّ أعمالنا مهما تکن فهی فانیة زائلة وصغیرة محدودة، أمّا عندما ترتبط بالذات القدسیة الباقیة الخالدة التی لا حدّ لها ولا نهایة، فانّها ستصطبغ بصبغته وتستلهم من عظمته وازلیته.

قدراتنا مهما تکن فهی ضعیفة لا تمثل إلاّ قطرة فی بحر، لکن عندما ترتبط تلک القطرات بالبحار العظیمة للقدرة الإلهیّة فانّها ستجد العظمة وتکتسب روحاً جدیدة وهذا کله سرُ بسم الله فی بدایة کل عمل.

فی الآیة الثانیة کلام عن خطاب جبرئیل الأمین فی بدایة البعثة للنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)عندما احتضن النبی وضمه وقال: (إِقْرَأْ بِسْمِ رَبِّکَ الَّذِى خَلَقَ).

وبهذا فقد بدأ جبرئیل منهاج رسالته عند بعثة النبی (صلى الله علیه وآله) باسم الله.

الآیة الثالثة تتحدث عن قصّه نوح عندما حلت لحظة الطوفان والجزاء الإلهی الشدید على قومه الکفرة والطغاة، وعندما استعدت السفینة للحرکة وصدر الأمر لأصحاب نوح الذین لم یتجاوز عددهم الثمانین بأن یرکبوا فی الفلک قال (بسم الله مجریها ومرسها) ثم استعان بمغفرة الله ورحمته وقال: (إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَحِیمٌ).

وفی الآیة الأخیرة کلام عن کتاب سلیمان إلى ملکة سبأ بعد أن أخبره الهدهد عن قوم سبأ وعبادتهم للاصنام.

وعندما تناولت ملکة سبأ الکتاب جمعت أعوانها وافراد البلاط وقالت: (یَا أَیُّهَا المَلَؤُا إِنِّى أُلْقِىَ إِلَىَّ کِتَابٌ کَرِیمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَیَْمانَ واِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِینَ).

من مجموع الآیات الأربع المذکورة ندرک جیداً أنّ ابتداء کل عمل یجب أن یکون بـ (بسم الله)، سواء کان فی التعلیم والهدایة مثل سور القرآن أو کان دعاءً من العباد مع الذات القدسیة مثل سورة الفاتحة، أو بدایة البعثة والرسالة وأول نداء للوحی مثل بدایة سورة العلق، أو أنّه بدایة الحرکة للنجاة من الأخطار والطوفان وبدایة توقف السفینة والنزول منها للابتداء بالمنهج الجدید کما فی قصة نوح، أو ابتداء الکتاب المرسل من أجل الدعوة للتسلیم إلى الحق کما فی کتاب سلیمان لملکة سبأ.

وخلاصة الکلام أنّ العمل سواء کان من الله سبحانه أو من الخلق أو من جبرئیل أو من الأنبیاء مثل نوح وسلیمان أو من عامة الأفراد، یجب أن یبدأ  بـ (بسم الله) ویرتبط بالذات المقدَّسة ویستمد منه القوّة والعلم والإدراک.

وهذا هو معنى الحدیث المعروف للنبی (صلى الله علیه وآله): «کل أمر ذی بال لم یذکر فیه اسم الله فهو ابتر»(2).

والأمر الذی ینبغی ملاحظته أنّ الصفات التی ذکرت بعد بسم الله فی الآیات المذکورة تناسب العمل الذی بدأ بـ (بسم الله) ففی قصة نوح جاء ذکر (غفور رحیم) وهو إشارة شمول الرحمة الإلهیّة لأصحاب نوح، وفی قصة نزول أول آیة جاء ذکر صفة الربوبیة والخالقیة ونحن نعلم أنّ مسألة الوحی بدایة لعمل تربوی وعلى هذا فإنّ التربیة التشریعیة تقترن بالتربیة التکوینیة.

وبهذا نعلمُ أنّ الاستفادة من ذکر الصفات المناسبة هو بمثابة درس للجمیع حول کیفیة ابتداء أعمالهم بـ (بسم الله).


1. البعض یعتقد أنّ هناک جملة محذوفة وهی (ابتدیء)، والبعض قال هی (استعینُ)، نعم فی صورة کون الجملة عن الله سبحانه (کما فی جمیع السور عدا الحمد) فحینئذ یتعیّن المعنى الأول ولکن فی خصوص سورة الحمد حیث إنّ الجمله تعبیر عن لسان العباد فیکون فیها المعنى الأول أو الثانی أو کلاهما وعلى هذا فإنّ (ب) فی بسم الله إمّا بمعنى الاستعانه أو بمعنى الإِبتداء ( تأمل جیداً).
2. سفینة البحار، ج 1 مادة (سما).

 

شرح المفردات1 ـ الأهمیّة الخاصة لـ «البسملة»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma