3 ـ الفلاسفة والعلماء یشهدون بقصور العلم البشری

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
نتیجة البحثتذکیر

إنّ کون علم البشر محدوداً أمرٌ مسلم به وبدیهی ولا یحتاج إلى دلیل أو برهان لإثباته، إلاّ أنّه بالالتفات إلى النقاط التالیة یتّضح لنا الأمر أکثر:

1 ـ إنّ قدرة حواس الإنسان محدودة، فالعین رغم أنّها أهم وسیلة للمعرفة فی الاُمور الحسیة فهی لا تستطیع رؤیة شیء من بعید، إضافة إلى أنّ عدد الألوان التی یشاهدها الإنسان محدودٌ جدّاً لأنّ الألوان ما فوق البنفسجیة وما تحت الحمراء بالرغم من کثرتها فلا قدرة للعین على رؤیتها.

کذلک بالنسبة للاذن فانّها لا تسمع کل شیء بل تسمع أمواجاً صوتیة محدودة، وبمجرّد ارتفاع أو هبوط درجة تردد الأمواج فسوف لا تسمع شیئاً، وکذا الحال فی بقیة الحواس.

إنّنا بالعین المجرّدة نستطیع رؤیة عدّة آلاف من النجوم فی السماء فقط، بینما هناک الملیارات من النجوم موجودة فی السماء.

صحیح أنّ الوسائل العلمیة ضاعَفَت من قدرة الحواس، إلاّ أنّها هی بدورها محدودة القدرة أیضاً.

2 ـ إنّ قدرة إدراکاتنا وأفکارنا محدودة وما وراءها فهو مجهول عندنا على الاطلاق، وهذا الأمر یصدق حتى بالنسبة إلى أکثر الناس علماً وذکاءً فإنّ قدرة فکره وإدراکه تکون محدودة أیضاً.

3 ـ من جهة اُخرى فإنّ العالم واسع بدرجة لا یمکننا استیعابه، ونستطیع أن نقول: إنّ علمنا کلما إزداد، ازدادت عظمة العالم فی أذهاننا.

ولإدراک عظمة هذا العالم (إلى المستوى الذی یصل إلیه فکرنا) یکفی أن نعرف أنّ المنظومة الشمسیة والنجوم التی نشاهدها حولنا جزء من المجرّة التی تسمى بدرب التبّانة (المجرّات أو مدن النجوم مجموعة ضخمة من النجوم التی تشکل عالماً خاصاً بحد ذاتها).

وفی هذه المجرة ـ على ما یقول العلماء ـ یوجد أکثر من مائة ملیارد نجمة! والشمس بالرغم من عظمتها ونورانیتها فانّها تعتبر من النجوم المتوسطة الحجم فی هذه المجرة.

ونفس هؤلاء العلماء یقرّون ـ وبالاستعانة بالتلسکوب والحسابات الکمبیوتریة ـ أنّ هناک ملیارد مجرة فی هذا العالم تقریباً!(1)

إنّ ذکر هذه الأرقام سهل على اللسان لکن ما أصعب تصورها؟! وینبغی أن لا ننسى أنّ معلوماتنا عن هذه المجرات والنجوم الهائلة تدور حول محور الأرض فکیف بنا إذا تجاوزنا هذا المحور؟!

4 ـ ومن جهة ثانیة فإنّ عالمنا هذا له بدایة ونهایة فلا یعلم أحد عن الملیارد سنة الماضیة ولا عن المستقبل شیئاً، فهو کالسلسلة بدایتها الأزل وتمتد إلى عمق الأبد، وما نعرفه هو حلقة واحدة من هذه السلسلة وهی الحلقة التی نعیش فیها، وما ماضیها أو مستقبلها إلاّ کشبح مرسوم فی أذهاننا.

صحیح أن الإنسان ـ وبدافع من فطرته ـ فی سعی مستمر لتحصیل علم أکمل وأشمل عن نفسه وعن العالم، وأنه قد جمع خلال آلاف السنین الماضیة معلومات کثیرة ادخرها فی خزائن مکتبات العالم الکبیرة والصغیرة.

وصحیح أنّ بعض المکتبات کبیرة إلى مستوى بحیث یصل مجموع طول رفوف الکتب فیها إلى مائة کیلومتر (کما هو الحال بالنسبة لمکتبة المتحف الانجلیزی)! وقد یصل عدد الکتب فی بعضها إلى ستةُ ملایین کتاباً (کما هو الحال بالنسبة لمکتبة باریس)، بل قد یصل عدد الکتب فی بعضها إلى خمسة وعشرین ملیوناً (کما هو الحال بالنسبة للمکتبة الأمریکیة المعروفة)، وقد تصل فهارس الکتب فیها إلى حجم مکتبة کبیرة، وقد یصل الأمر بالبعض أن یستعمل وسائل النقل للتنقل فیها من مکان إلى آخر! لکن بالرغم من کل هذه المعلومات عن العالم وأسراره، فإنّ مجموعها لا یشکل إلاّ کقطرة من محیط کبیر للغایة.

ولا بأس أن نشیر هنا إلى شهادات بعض العلماء فی هذا المجال کی یعرف القارىء أنّ ما ذهبنا إلیه معترف به عند الجمیع.

1 ـ یقول «کریس موریس» الطبیب والعالم النفسانی فی کتابه «سر خلق الإنسان»:

«عندما نفکر بالفضاء اللامتناهی، أو الزمان السرمدی، أو الطاقة العجیبة المودعة فی الذرة، أو بالعوالم غیر المحدودة والتی تسبح فیها کواکب کثیرة، أو بقدرة تشعشع بعض الکواکب، أو بقوة جاذبیة الأرض، أو بالقوانین الاُخرى التی یرتبط قوام العالم بها، عندما نفکر بهذه ندرک مدى ضعفنا ونقصان علمنا»(2).

2 ـ ویذکر الدکتور «الکسیس کارل» فی کتابه «الإنسان ذلک المجهول»:

«إنَّ المساعی التی بذلت فی العلوم التی اطلع علیها الإنسان لم تصل إلى نتیجة مطلوبة، ومعرفتنا لأنفسنا ما زالت ناقصة إلى حد کبیر»(3).

ولهذا السبب جعل «الإنسان ذلک المجهول» عنواناً لکتابه القیّم، فإذا کانت معرفة الإنسان عن نفسه محدودة إلى هذه الدرجة، فواضح حال معرفته عن الأکوان والعوالم الاُخرى.

3 ـ ویقول العالم المعروف «ولیام جیمس»:

«علمنا قطرة، وجهلنا بحر عظیم».

4 ـ ویقول الفکلی المعروف «فلا ماریون»:

«أستطیعُ أن أهییء أسئلة ولمدة عشر سنوات عن مجهولات لا تستطیعون الإجابة علیها»(4)!

5 ـ ویضیف فی کلام آخر له:

«نحن نفکر لکن ما هو فکرنا؟ ونمشی، لکن ما هو عملنا العضلی هذا؟ لا أحد یعلم بذلک.

أرى أنّ إرادتی قدرة غیر مادیة، لکننی عندما أرید أن أرفع یدی أرى أنّ الإرادة غیر المادیة تحرک یدی والتى هی عضو مادی، کیف یحصل هذا؟ وما هی الواسطة التی تحول الطاقة غیر المادیة إلى مادیة؟ لا یوجد من یجیب على هذا السؤال»(5).

إذا کانت معلوماتنا تجاه أوضح وأبسط الاُمور العادیة هکذا، فما هو الحال بالنسبة للقضایا المعقدة أو البعیدة عن متناول أیدینا زماناً ومکاناً.

6 ـ یقول (انشتاین» الریاضی المعروف والمکتشف للنظریة النسبیة والبُعد الرابع، فی أحد کتبه:

«لقد علّمنا کتاب الطبیعة الذی نقرأه الکثیر من الأمور وقد عَرفْنَا أُسس لغة الطبیعة ... لکن رغم قراءتنا للمجلدات وفهمنا لها فإنّنا مازلنا بعیدین عن کشف أسرار الطبیعة»(6).

وینبغی هنا اضافة هذه الجملة على الشهادات السابقة:

من العجیب حقّاً أن کل اکتشاف جدید یحصل فی هذا العالم یزید من مجهولات الإنسان، وبعبارة اُخرى إنّ اکتشافات العلماء فی مختلف المجالات کاکتشاف مکتبة جدیدة، أو اکتشاف کنز قیم فی نقاط مختلفة من الأرض.

وبدیهی فإننا إذا اطلعنا على وجود مکتبة فی احدى المدن، أو کنز قیم فی خربة فقد أزلنا النقاب عن مجهول واحد، لکن الآلاف من المجاهیل تکشف عن نفسها من خلال هذا الاکتشاف، مثل عدد الکتب ومحتواها وکُتّابها وشخصیاتهم وقضایا اُخرى من هذا القبیل، کذا الحال بالنسبة للکنز فإذا اطلعنا على وجوده تبلورت فی أذهاننا مجاهل اُخرى عنه مثل نوعیته ومحتواه ... .

ولا نذهب بعیداً، فإنّ عالم الکائنات المجهریة (المکروبات والبکتریا والفایروسات) کان فی یوم ما مجهولا کلیاً، وعندما خطا (باستور) الخطوة الاُولى عند کشفه لبعض من هذه الکائنات تجلى أمامه عالم کبیر من المجهولات.

إنّ اکتشاف الکواکب «اورانوس» و«نبتون» و«بلوتون» فی المنظومة الشمسیة وکذا کشف المجرات الجدیدة کلها من قبیل کشف (باستور) لعالم الکائنات المجهریة، ومن هنا یجب الاذعان والاعتراف بأنّ العلوم البشریة کنور شمعة وان حقائق هذا العالم العظیم کنور الشمس بل أعظم من ذلک!

ومن هنا ینبغی القول: (سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنا).(البقرة / 32)

ونختم هذا الحدیث بکلام عظیم لمتکلم عظیم ألا وهو الإمام  أمیر المؤمنین(علیه السلام)، حیث یقول فی خطبة الأشباح:

«واعلم أن الراسخین فی العلم هم الذین أغناهم عن اقتحام السُّدَدِ المضروبة دون الغیوب، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسیره من الغیب المحجوب، فمدح الله ـ تعالى ـ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم یحیطوا به علماً، وسمّى ترکهم التعمّق فیما لم یکلفهم البحث عن کنهه رسوخاً، فاقتصر على ذلک ولا تُقدّر عظمة الله سبحانه على قدر عقلک فتکون من الهالکین»!(7).


1. جاء فی کتاب (هل وکیف ولماذا) أنّ الفکلیین یعتقدون بوجود عدد کبیر وهائل من المجرات قرب مجرتنا وبعضها أکبر والبعض الآخر أصغر حجماً وقد کشفت التلسکوبات القویة والحاسوبات العادیة للنجوم عن وجود ملیارد مجرة تقریباً فی هذا العالم.
2. سرّ خلق الإنسان، ص 87 (بالفارسیة).
3. الإنسان ذلک المجهول، ص 5.
4. على اطلال المذهب المادی، ص 138.
5. على اطلال المذهب المادی، ص 138.
6. خلاصة الفلسفة النسبیة.
7. نهج البلاغة، الخطبه 91.

 

نتیجة البحثتذکیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma