ما هی شروط الوصول إلى المعرفة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
1 ـ إمکانیة المعرفة من وجهة نظر فلسفیةالجواب

وبتعبیر آخر، هل یمکن تبدیل الواقعیات الخارجیة إلى حقائق ذهنیة، أی انعکاس صورة ما فی الخارج عیناً فی الذهن أم لا؟ إنَّ جمیع تعاریف المعرفة والاختلافات الحاصلة حول ذلک ترجع إلى هذا الموضوع(1).

ومن جهة اُخرى فإنّ جذور جمیع العلوم والمعارف البشریة تکمن فی الإجابة عن هذا السؤال.

وبالرغم من أنّ أغلب الفلاسفة (سواء المادیین منهم أو الإلهیین) یؤیدون إمکانیة معرفة الواقعیات الخارجیة، إلاّ أنّ البعض منهم لا یعتقد بإمکانیتها، وقد ذکرت أربعة أدلة لإثبات مرادهم:

1 ـ إنّ الحواس هی أهم وسائل المعرفة، والبصر یقع فی الدرجة الاُولى من حیث الأهمیّة، لکننا نجد الکثیر من الأخطاء تصدر عن هذه الحاسة!

فالشهاب المشتعل فی المساء نراه کخط من النور الممتد، بینما هو عبارة عن نقطة ضوئیة متحرکة لا أکثر!

وإذا کنّا نمشی فی شارع مُشجّر الطرفین، وابتعدنا عن الأشجار رأیناها تقترب من بعضها البعض، وتتصل وتشکل زاویة فی نقطة بعیدة عنّا بینما الأشجار لم تلتقِ على طول الطریق ولم تُشکل أیة زاویة، والفاصلة بینها متساویة فی جمیع نقاط الشارع.

وإذا کانت احدى یدیک باردة والاُخرى حارة ووضعتهما فی ماء دافیء، فانّک تحس بالحرارة بالید الباردة، وبالبرودة بالید الحارة، فیرتسم فی الذهن إحساسان متضادان اتجاه الماء فی آن واحد.

ولدینا الکثیر من الأمثلة عن عدم إمکان الاعتماد على حاسة البصر وبقیّة الحواس (اللامسة وغیرها).

ومع وجود هذا النقص فکیف نعتمد على حواسنا؟! بل إنَّ عالم الخارج یمکن أن یکون وهماً أو أضغاث أحلام ولا غیر، وهل أنّ الذی نراه فی الرؤیا ونعتبره حقیقة فی ذلک الحین، یُمثل الحقیقة؟

2 ـ لا نکاد نرى اثنین من العلماء أو المفکرین فی هذا العالم یتفقان فی جمیع المسائل، وما هذه الاختلافات بین العلماء إلاّ دلیلا على فقداننا الطریق الذی یهدینا إلى معرفة الحقائق.

فالذی رأه واقعاً عینیاً قد یکون برأی الآخرین وهماً وخیالا لا أکثر والعکس صحیح.

وحتى الإنسان الواحد قد تتغیر رؤیته وأفکاره تجاه قضیة معینة تحت ظروف مختلفة، وهذا یزلزل أسس قضیة المعرفة.

3 ـ إنّ الموجودات فی العالم کلّها فی حرکة مستمرة، وینتج عن هذه الحرکة تحول أوضاع الموجودات وحتى أفکارنا ومعارفنا وعلومنا خاضحة لهذه الحرکة، فکیف یمکن أن تحصل لنا معرفة حقیقیة لهذه الموجودات والعلاقات بینها، مع أنّ المعرفة تستدعی الاستعاذة بأمرِ ثابت.

4 ـ نعلم أنّ العالم یُمثل نظاماً موحداً ومترابطاً، ومعرفة جزء منه تستدعى معرفة الکل، وعلیه، فإنّ فقدان حلقة من السلسلة المترابطة للعالم یُخلّ بمعرفتنا ویحول دون معرفة أی جزء منه.

ومن جهة اُخرى فإنّ الواقعیات التی لایمکن للبشر إدراکها کثیرة ولا یحصى عددها بالقیاس إلى حجم المعلومات البسیطة.

وعلى هذا، فکیف یمکن لنا أن نعد معرفة العالم أمراً متیسراً؟ إذن یجب الاعتراف بأنّ ما فی أذهاننا مجرّد تصورات لها قیمة علمیة فقط، ولیست لها أیة قیمة واقعیة.


1. وعلى هذا یکون تعریف المعرفة عبارة عن: تبدیل الواقعیات الخارجیة إلى حقائق ذهنیة، وانعکاسها فی مرآة الذهن کما هی.

 

1 ـ إمکانیة المعرفة من وجهة نظر فلسفیةالجواب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma