إنّ مسألة (الآمال الطویلة والأوهام البعیدة عن الواقع، وأنّها تجعل حجـاباً على عقل الإنسان وشعوره) لم یشر الیها فی القرآن الکریـم فحسب، بل لها شواهد کثیرة فی الروایات الإسلامیة والتواریخ أیـضاً، ففـی حدیث مشهور للإمام علی(علیه السلام)یقول فیـه: «إنّ أخوف ما أخـاف علیـکم اثنان، إتّباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتباع الهوى فیصدُّ عن الحق وأما طول الأمل فیُنسی الآخرة»(1).
ویقول فی کلماته القصار: «الأمانی تُعمی أعین البصائر»(2).
ونقـرأ فی حدیث آخر لنفس الإمام(علیه السلام): «جماع الشرّ فی الاغترار بالمُهل والاتکال على الأمل»(3).
کما نقل عن نفس الإمام فی هذا المجال أنّه قال: «غرورُ الأملِ یفسدُ العلم»(4).
والخلاصة أنّ من یـرید الاطلاع على جمال الحقیقة کما هی ویصـل إلى ینبوع المعرفة الصافی، ینبغی له أن لا یغطی عقله بحجاب الأمانی السمیک، وأن لا یضل فی متاهات طریقها.
ونختم هذا البحث بحدیث آخر للإمام أمیرالمؤمنین(علیه السلام) حیث یقول فیه: «واعلموا أنّ الأمل یُسهی العقل ویُنسی الذکرَ فاکذبوا الأمل فإنّه غرورٌ وصاحبه مغرور»(5).