1 ـ فروع الفطرة والوجدان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
النتیجة2 ـ هل توجد معرفة فطریة؟

إنَّ المعلومات الفطریة والوجدانیة لها فروع مختلفة وأهمّها الفروع الأربعة التالیة، والملفت للنظر أنّ کل آیة من الآیات التی جاءت فی أوّل البحث أشارت إلى فرع من هذه الفروع، وهی:

1 ـ إدراک الحسن والقبح ـ أی الأخلاق التی یطلق علیها ـ احیاناً ـ «الوجدان الأخلاقی»، وتعنی أن الإنسان ومن دون الحاجة إلى استاذ أو معلم یعتبر کثیراً من الصفات حسنةً مثل «الاحسان» و«العدل» و«الشجاعة» و«الایثار» و«العفو» و«الصدق» و«الأمانة» وغیر ذلک من الصفات.

وفی مقابل هذه الصفات، صفات قبیحة مثل «الظلم والجور» و«البخل» و«الحسد» و«الضغینة» و«الکذب» و«الخیانة» وأمثالها.

والآیة: (فَاَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) تشیر إلى هذا النوع من التعالیم الفطریة.

2 ـ إدراک البدیهیات العقلیة: التی تعتبر أُسس الاستدلالات النظریة، ولا یمکن اقامة البرهان فی أی موضوع من دون الاستناد الیها.

وتوضیح ذلک: أنّ فی الریاضیات مجموعة من القضایا البدیهیة تنتهی إلیها جمیع الاستدلالات الریاضیة وهی وجدانیة، مثل (الکل أکبر من الجزء)، وإذا تساوى أحد شیئین متساویین مع شیء آخر، تساوى کلٌّ منهما مع ذلک الشیء، أو إذا أنقصنا مقدارین متساویین من شیئین متساویین أو اضفنا ذلک المقدار إلى کلٍّ منهما فالنتیجة تساویهما کذلک.

وکذلک الأمر بالنسبة للاستدلالات العقلیة الفلسفیة، فلا یمکن الاستدلال من دون الاستناد إلى قضیة استحالة اجتماع الضدین أو النقیضین وغیر ذلک.

ویستخدم القرآن ـ احیاناً ـ هذه الاصول المسلّم بها لاثبات قضایا مهمة، کما فی قوله: (قُلْ هَلْ یَسْتَوِى الَّذینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ). (الزمر / 9)

ویقول فی آیة اُخرى: (قُلْ هَلْ یَسْتَوِى الأَعْمَى وَالْبَصِیرُ اَمْ هَلْ تَستَوى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ).(الرعد / 16)

3 ـ الفطرة المذهبیة ـ أنّ الإنسان یتعلم بعض القضایا والمسائل العقائدیة من دون الاستعانة بمعلم أو استاذ کمسألة معرفة الله والمعاد وقضایا عقائدیة اُخرى یأتی شرحها فی المجلد الثانی إن شاء الله.

والآیة: (فَاِذَا رَکِبُوا فِى الْفُلْکِ دَعَوُا اللهَ مُخلِصیِنَ لَهُ الدِّینَ) تشیر إلى هذا القسم من المعرفة الفطریة.

ولهذا السبب نرى الإیمان بمبدأ مقدس موجوداً على مرِّ العصور، کما أنّ لدینا قرائن تثبت تجذّر هذا الإیمان عند الإنسان البدائی کذلک ولا یمکن اتساع هذا المعتقد واستمراره عند البشر عبر مرّ العصور إلاّ إذا کان متأصلا فی فطرة الإنسان.

4 ـ محکمة الوجدان: توجد فی باطن الإنسان محکمة عجیبة یمکن تسمیتها «القیامة الصغرى»، تحاکم الإنسان على أعماله، فتشجعه على الحسنات، وتوبخه على السیئات، ونجد هذه التشجیعات والعقوبات فی باطننا جمیعاً (بالطبع مع وجود اختلاف)، وهی نفسها التی نقول عنها تارة: (إنّ ضمیرنا راض)، وتارة: (إنّ ضمیرنا یؤنبنا) إلى حد حیث یسلب منا النوم، بل قد یؤدّی ـ احیاناً إلى نتائج مأساویة مثل الانتحار والجنون والابتلاء بأمراض نفسیة، والآیة: (فَرَجَعُوا اِلَى اَنْفُسِهِمْ) تشیر إلى هذا القسم.

 

النتیجة2 ـ هل توجد معرفة فطریة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma