التفسیر الموضوعی فی کلمات العلماء السابقین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
تاریخ التفسیر الموضوعیالاُسلوب الصحیح فی التفسیر الموضوعی

لم یکن التفسیر الموضوعی متداولا إلاّ فی فترات محدودة وحول موضوعات خاصة، إلاّ أنّه ورد کثیراً على ألسنة العلماء السابقین، ولکن یجب الاعتراف بأننا لا نعرف أحداً منهم تناول التفسیر الموضوعی فی جمیع المجالات.

ومن الروّاد الأوائل فی هذا المضمار، العلاّمة المجلسی(قدس سره) حیث نراه قد تصدى لجمع کل الآیات ذات العلاقة بالموضوع عند دخوله فی کل فصل من فصول بحار الأنوار، ثم یلقی علیها نظرة شاملة وینقل أحیاناً آراء المفسرین، ویسعى لتوضیح ما یذکره من الآیات.

فنرى مثلا فی الجزء 67 عندما یتکلم حول «القلب» والسمع» والبصر» ومعنى کلٍّ منها فی القرآن الکریم، یجمع عشرات الآیات ثم یذکر روایة من الکافی ثم یقوم بذکر بیان جامع لها، فیستغرق بحثه فی هذا المجال عشر صفحات تقریب(1).

وفی الجزء 58 فی باب حقیقة الرؤیا وتعبیرها یذکر أولا أکثر من عشر آیات من القرآن حول هذا الموضوع ثم یبحث فی تفسیرها عدة صفحات(2).

وفی الجزء 22 فی الباب الأول یبحث عن ما جرى للیهود والنصارى والمشرکین بعد الهجرة، فیذکر عشرات الآیات من مختلف السور حول هذا الموضوع ثم یقوم بتفسیره(3). وقد اتبع هذا المحقق العظیم نفس الاُسلوب فی الفصول الاُخرى من الکتاب.

ومن الأمثلة الاُخرى للتفسیر الموضوعی فی کلمات المتقدمین، الکتب المؤلفة تحت عنوان آیات الأحکام، ففی هذه الکتب ذکرت الآیات المتعلقة بالأحکام الفقهیة، مثل الآیات التی لها ارتباط بأجزاء وشروط الصلاة وأقسام وشروط الصوم، والحج والنکاح والطلاق وأحکام الحدود والدیات والقضاء وغیرها، حیث جمعت الآیات وتمّ بحثها على نحو موضوعی بالاستعانة ببعضها الآخر.

ویبدو أنّ أوّل کتاب أُلّفَ فی هذا المجال هو کتاب (أحکام القرآن) تألیف (محمد بن صاحب الکلبی)، وهو من أصحاب الإمام الباقر(علیه السلام) والإمام الصادق(علیه السلام)والمتوفى سنة 146 هـ فهو سابق حتى للشافعی الإمام المعروف المتوفى سنة 204 هـ بتألیف کتاب فی هذا المجال.

وبعده تصدى العدید من الفقهاء والعلماء لتألیف الکتب فی مجال آیات الأحکام (تارة بهذا الاسم وتارة بأسماء اُخرى) وقد ذکر المرحوم المحدّث الطهرانی فی کتاب «الذریعة» ثلاثین کتاباً من هذه السلسلة(4)، واشهرها بین العلماء والفقهاء المعاصرین کتاب آیات الأحکام للمحقّق الأردبیلی(قدس سره) المسمى «زبدة البیان»، وآیات الأحکام للفاضل المقداد المسمى (کنز العرفان).

وجاء فی الکتاب الأخیر أنّ مِن المشهور بین العلماء أنّه توجد خمسمائة آیة فی القرآن المجید حول الأحکام الفقهیة، إذا أخذنا فی الحسبان الآیات المتکررة فی هذا المجال وإلاّ فالعدد أقل من ذلک(5).

وقد کُتب فی هذا المجال کتاب «إعجاز القرآن فی العلوم المعاصرة» وفیه الآیات ذات العلاقة بالاکتشافات العلمیة المعاصرة، والتی تعدّ من المعجزات العلمیة للقرآن، وکتاب «المجتمع والتاریخ» و «الحقوق فی القرآن المجید»، وکلها تعبیر عن السعی المستمر فی التألیف فی حقل التفسیر الموضوعی.

کما ألفت کتب حول قصص القرآن تمّ فیها توضیح الوقائع الواردة فی قصص الأنبیاء بواسطة جمع آیات القرآن.

ولکن مع هذا یجب الإذعان بأن کل هذه المحاولات ناظرة للتفسیر الموضوعی فی مجال معین وزاویة محددة، وهى لیست بصدد تفسیر جامع وشامل لکل موضوعات القرآن، وفی الفترة الأخیرة بذلت محاولات وجهود لتفسیر القرآن تفسیراً موضوعیاً واسعاً، وهذه الجهود تستحق کل تقدیر.

ومن جملة هذه الکتب یمکن ذکر کتاب «مفاهیم القرآن» وقد صدر عدد من أجزائه بالفارسیة والعربیة وهو کتاب قیِّم.

ولکن مع هذه المساعی التی تستحق التقدیر یجب الاعتراف بأَنَّ مسألة التفسیر الموضوعی للقرآن لا زالت فی مرحلة البدایة، وتحتاج إلى زمان کی تحتل المکانة المناسبة لها کالتفسیر الترتیبی، وهذا لا یتم إلاّ بالسعی المستمر الدائب للعلماء والمفسرین، وبالاستفادة من تجارب الماضین وتنمیتها وایصالها إلى درجة الکمال المطلوب.

وما تراه فی هذا الکتاب هو حلقة من هذه السلسة التی نأمل لها أن تنضمَّ إلى الحلقات المعتبره الاُخرى، والمهم أن یتجنب أصحاب النظر والمعرفة الأعمال المکررة فی هذا المجال، وأن یبادر کل منهم إلى الإبداع والتجدید حتى نتمکن تحت ظل هذه الإبداعات أن نطوی هذا الطریق الطویل.


1. بحار الأنوار، ج 67، ص 27 إلى 43.
2. المصدر السابق، ج 58، ص 151 إلى 158.
3. المصدر السابق، ج 22، ص 1 إلى 62.
4. الذریعة إلى تصانیف الشیعة، ج 1، ص 40 ـ 44.
5. کنز العرفان، ج 1، ص 5.

 

تاریخ التفسیر الموضوعیالاُسلوب الصحیح فی التفسیر الموضوعی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma