هل هناک عالم خارج أذهاننا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
تمهیدتمهید

حول هذه المسألة الأُولى انقسم الفلاسفة إلى قسمین:

1 ـ « الواقعیون» ( رئالیسم ).

2 ـ « المشککون أو المثالیون أو التصوریون» ( أیدیالیسم ).

والقسم الثانی فی الواقع هم فرع من السوفسطائیین المنکرین للحقائق بل إنّ البعض یعتقد أنّ السوفسطائیین هم أنفسهم المثالیون الذین یعترفون بوجود أنفسهم وأذهانهم ویعتبرون ما سواه وهماً وخیالا، وإلاّ فکیف یمکن لعاقل أن ینکر کل شیء حتى وجود نفسه إلاّ أن یکون مصاباً بخلل عقلی.

وعلى أیّة حال فإنّ أفضل الطرق لإدراک ما وراء الطبیعة هو ایکال الأمر إلى الوجدان، الوجدان العام لکل الناس ولجمیع العقلاء، بل حتى وجدان المثالیین أنفسهم شاهد على هذا المدّعى.

لأنّ کل المخلوقات عندما تشعر بالعطش تقوم بالبحث عن الماء، فالعطش والماء وتأثیر الماء فی رفع العطش اُمور یدرکها حتى الأطفال والحیوانات، والسوفسطائیون أیضاً لا یختلفون فی عملهم عن الآخرین، فعندما یرید الإنسان أن یعبر شارعاً مزدحماً یقف جانب الشارع قبل کل شیء وینظر یمیناً وشمالا، وینتظر حتى یخلو الشارع من السیّارات فیعبر الشارع مع الاحتیاط، خشیة أن تدهسه سیارة فیصاب بأذىً أو جراح.

هذا العمل یتساوى فیه الواقعیون والمثالیون فالکل یعترف بوجود الشارع والسیارات وخطر الدهس والاصطدام والأمور الاُخرى، وکلهم یعبرون الشارع مع الحیطةِ والتحفظ.

وهکذا عندما یمرض الإنسان ویرى الآثار غیر العادیة للمرض فی نفسه، فیراجع الطبیب فیأمره الطبیب بان یجری له التحلیل وبعد ذلک یکتب له الطبیب وصفة الدواء، ویحدد له الغذاء المناسب واوقات تناول الدواء والغذاء ومقادیره، فیرى المریض نفسه مکلفاً بأن یمتثل لهذه الأوامر کی یستعید صحته السابقة.

وفی کل ذلک لا فرق بین الواقعیین والمثالیین، فالکل یستجیبُون للمرض بواسطة ادراکهم الوجدانی ویعترفون بالعشرات من الحقائق العینیة، من آثار المرض إلى وجود الطب والطبیب والمختبرات والدواء والغذاء.

وبهذا الدلیل نقول «ان المثالیین فی الحقیقة واقعیون» !

وان المشککین عندما یردونَ میدان الحیاة یتناسون کلامهم ویرون أنفسهم امام الواقع العینی فیتعاملون معه وفق ما یقتضیه.

وقد أیّد القرآن الکریم فی آیاته الکریمة صحة هذا المعنى فکلّ آیات القرآن تخبر عن الحقائق والواقع العینی الخارجی، من سماوات وأرض وملائکة وبشر وعالم الطبیعة وما وراءه والدنیا والآخرة.

وإنّ هذا الأمر فی القرآن بدرجة من الوضوح والجلاء بحیث لا یحتاج إلى بحث أکثر، لذلک ننهی هذه المسألة وننتقل إلى مسألة إمکان المعرفة (1).


1. نؤکّد هنا مرّة اُخرى بأنّ هدفنا فی جمیع مباحث هذا الکتاب لیس متابعة الآراء الفلسفیة أو التاریخیة أو... بل هدفنا فی الأصل التفسیر الموضوعی یعنی متابعة البحث من نظر القرآن ومدى انعکاس الموضوع فی الآیات المختلفة ... وإذا وجدت ضرورة للبحوث الفلسفیة وغیرها فسنفرد لها بحوثاً منفصلة بعنوان توضیحات فی الخاتمة.

 

 

تمهیدتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma