قد یُقال إنّ قبول وجود قانون کلی فی تاریخ الإنسان یجسد مفهوم الجبر فی تاریخ البشر ولا ینسجم وحریة الإرادة والاختیار.
لکن الالتفات إلى نقطة فی هذا المجال یرفع الإشکال بالکامل والنقطة هی:
إنَّ قولنا بوجود قوانین وسنن کلیة معناه أن أعمال البشر الاختیاریة (سواء الفردیة منها أو الجماعیة) لها مردودات وانعکاسات قهریة، فمصیر الأمم الصامدة والعارفة والمثابرة ـ مثلا ـ هو النصر، ومصیر الأمم المشتتة والجاهلة هو السقوط والفشل.
هذه سنة تاریخیة، فهل أنّ مفهوم هذا القانون الکی هو أنّ الإنسان مجبور، أم إنَّه تأکید لتأثیر ونفوذ إرادة الإنسان فی تعیین مصیره؟
وهذا الأمر أشبه ما یکون بقولنا: إنّ الإنسان یموت إذا تناول سُمّاً، وهذا المردود قهری ولا یتنافى واختیار الإنسان وأصل إرادته.