جمع الآیات وتفسیرها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
2ـ حجاب الأصدقاء الضالیندور الأصدقاء فی التأثیر على طریقة التفکیر عند الآخرین

إنّ هذه الآیات تشرح مشهداً من مشاهد یوم القیامة، وهی لحظات تأسف الظالمین وتأثرهم من أعمالهم إلى درجة حیث یعضون على أیدیه.

إنّ تعبیر « یعضّ » من مادة « عضّ » ومعنـاها واضـح، والتعبیـر بـ ( یعضّ ) فی العربیة وکـذا فی الفارسیة کنایة عن شدة التأسف والانزجار، وقد شوهد أنّ کثیراً من الناس إذا ما واجهوا مصیبة عظیمة ناشئة عن سـوء عمـلهم وجهلهم عضّوا على أیدیهم أو أصـابعهم أو ظاهر أکفّهم، وکأنّهم یریدون عقاب أیدیهم لأجل قیامها بهذا العمل.

إلاّ أنّ المصیبة إذا لم تکن شدیدة جدّاً اکتفوا بعضّ أناملهم کما قال القرآن حاکیاً حال الکفار فی الآیة 119 سورة آل عمران : (وَاِذَا خَلَوا عَضُّوا عَلَیْکُمُ الاَْنَامِلَ مِنَ الْغَیْظِ)، أو اکتفوا بعضّ ظهر احدى الیدین، أمّا اذا کانت المصیبة شدیدة جدّاً فتارة یعضّون أیدیهم الیسرى واُخرى أیدیهم الیمنى، والذی جاء فی الآیة الکریمة هو «یَدَیْه» وهذا یکشف عن أنّ المصیبة عظیمة للغایة یوم القیامة، وغالباً ما یقترن العضّ بالتفوه بجمل وأقاویل مفهومها التوبیخ للنفس، ویتحد حینها الکلام مع السلوک فی ابراز الغضب.

ویقولون عندها: (لَیْتَنِى اتَّخَذْتُ معَ الرَّسُولِ سَبِیلاً * یَا وَیْلَتى لَیْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِیلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ اِذْ جاءَنِى) إلاّ أنّ هذا الخلیل ما سمح لهم بالیقظة.

وعلى هذا، فهم یعدّون الخلیل الضال هو السبب الأساسی لشقائهم، حیث جعل حجاباً أمام أفکارهم وعقولهم حال دون رؤیتهم لجمال الحق.

وهنا أقوال فی المراد من «فلان»:

احتمل البعض أنّه الشیطان، حیث ینتخبه الإنسان ـ أحیاناً خلیلا، وذلک بقرینة قوله فی ذیل الآیة: (وَکَانَ الشَّیْطَانُ لِلاِْنْسَانِ خَذُولاً).

ویقـول البعض: إنّ المـراد منـه هو نـفس الشخص الذی نـزلت فی شـأنه الآیة، أی «عقبة» وهو أحد الکفار المعروفین، أَسْلَمَ وارتد عن الإسلام وتخلى عن الرسول لأجل خلیله «أبی»، وقتل فی معرکة بدر، بینما قُتِل أبی فی معرکة أُحد(1).

لکن الظاهر أنّ مفهوم الآیـة ـ کما یقـول البعض ـ کـلّی شامل لـجمیع الأصدقاء الضالین والموسوسین، وأنّ شـأن النزول لا یُخصّصُ الآیة أبداً، خصوصاً وأنّ لمفردة «الشیطان» معنى واسعاً یشمل شیاطین الجن والانس، کما أنّ ذکر کلمة «فلان» وبصیغة النکرة قرینة واضحة على اطلاق المفهوم(2).

وقد قیل فی تفسیر «شرکاء المشرکین» الذین ذُکروا فی الآیة 137 من سورة الأنعام: (وَکَذَلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیر مِّنَ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَکَاؤُهُمْ لِیُرْدُوهُمْ وَلِیَلْبِسُوا عَلَیْهِمْ دِیْنَهُمْ)، أنّهم المتولون لمعابد الأصنام، حیث کانوا یغوون الناس ویغرونهم لتضحیة أولادهم للاصنام، وبهذا التبس علیهم الحق، واُلقی حجاب على عقولهم وأفکارهم.

وعلى هذا التفسیر، فإنّ الآیة تُعدُّ شاهداً واضحاً على بحثنا أی أنّ الأصدقاء المضلین یشکلون حجاباً للعقل یمنعه عن المعرفة.


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل نفس الآیة مورد البحث ویقول البعض: إنّ «أُبی» الإنسان الوحید الذی قتله الرسول بیده طیلة عمره الشریف (تفسیر روح البیان، ج 6، ص 205).
2. تفسیر فی ظلال القرآن، ج 6، ص 156.

 

2ـ حجاب الأصدقاء الضالیندور الأصدقاء فی التأثیر على طریقة التفکیر عند الآخرین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma