لقد أُشیر فی الروایات الإسلامیة إلى هذا المصدر کثیراً ونذکر هنا نماذج من تلک الروایات:
1 ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی حدیث معروف له: «کل مولود یولد على الفطرة حتى یکون أبواه یهودانه وینصّرانه»(1).
یدل هذا الحدیث بوضوح على أن التوحید، بل حتى الاُصول الأساسیة للإسلام مودعة فی فطرة الإنسان(2).
2 ـ وقد جاء فی حدیث أنّ شخصاً سأل الإمام الصادق (علیه السلام) عن الآیة: (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا)، فأجاب الإمام(علیه السلام): «التوحید»(3).
3 ـ وفی حدیث آخر أجاب عن نفس السؤال بهذا الجواب: «هی الإسلام»(4).
4 ـ وقد قال الإمام (علیه السلام) فی حدیث آخر فی هذا المجال: «فَطَرَهُمْ على المعرفة»(5).
5 ـ وقد جاءت روایات عدیدة عن الإمام الصادق(علیه السلام) فسرت الآیة: (صِبْغَةَ الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله صِبْغَةً) بالاسلام(6).
6 ـ وقد جاء فی حدیث قدسی: «خلقتُ عبادی حُنَفَاء»، وقال صاحب مجمع البحرین بعد ذکره لهذا الحدیث یعنی مؤهلین لقبول الحمد، ثم اعتبر معنى الحدیث نفس معنى الحدیث المعروف «کل مولود یولد على الفطرة».
وهناک ملاحظة جدیرة بالذکر وهی: إنّ الروایات الإسلامیة عبرت عن الأعمال الحسنة بالمعروف وعن الأعمال السیئة والقبیحة بالمنکر وتطلق هذه المفردة على الأمر المجهول، فقد یُثْبِتُ هذا الاطلاق أنّ الأعمال الحسنة سلوکات تعرفها الروح وتستأنس بها وتسکن إلیها أمّا الأعمال القبیحة والسیئة فهی ممارسات تتنفر منها الروح، ومجهولة عندها.
مصادر وسُبُل المعرفة / 5 ـ الوحی السماوی