لقـد انعـکست هذه الحقیقة فی الروایـات الإسلامیة بشـکل واسع نـذکر هنا نماذج منها:
1 ـ جاء فی حدیث للرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) یقول فیه:
«إنّ العبد إذا أخطأ خطیئة نکتت فی قلبه نکتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب صَقُل قلبه فإن عاد زید فیها حتى تعلو على قلبه، وهو الرّان (الرین) الذی ذکر الله فی کتابه: (کَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا کَانُوا یَکْسِبُونَ)»(1).
2 ـ ونقرأ فی حدیث الإمام الصادق(علیه السلام): أنّه قال فیه:
«کـان أبی یقـول: مـا مـن شـیء أفسـدُ للقـلب مـن خطیئـة، إنّ القلب لَیُواقع الخطیئة فما تزال به حتى تغلب علیه فیصیر أعلاه أسفله»(2).
بـدیهی أنّ المراد من ( أعلاه أسفله ) تغیر قـدرة الإنسان علـى التمییـز ـ بسبب الانس بالذنوب ـ حیث یرى الحسن قبحاً والقبح حسناً، وهی أخطر مرحلة.
3 ـ وقد جاء فی حدیث آخر للإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً یقول فیه:
«إذا أذنب الرجل خرج فی قلبه نکتة سوداء فان تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا یُفلحُ بعدها أبداً»(3).
واضح، أنّ الشرط الأول للفلاح هو إدراک الحقائق، فالذی تعطّل قلبه (عقله) عن العمل کیف یمکنه الوصول إلى السعادة والفلاح؟!
وقد جاء نفس المضمون فی روایة اُخرى عن الإمام الباقر(علیه السلام) فی تفسیر الآیة (کَلاّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا کَانُوا یَکْسِبُونَ)، وتم التعبیر فیه بالنکتة السوداء والنکتة البیضاء حیث تتغلب السوداء ـ نتیجة تراکم الذنوب ـ على البیضاء النورانیة وتغطیه(4).
4 ـ وفی حدیث آخر للرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) یقول فیه:
«کَثْرَةُ الذُنُوبِ مُفْسِدةٌ لِلْقَلْبِ»(5).
5 ـ وقد نقل فی کتاب الخصال حدیث عن الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) جاء فیه:
«أربع خصال یُمتن القلب: الذنب على الذنب ...»(6).
ولهذا، فإنّا أُمرنا ـ لمحو آثار الذنوب ـ قراءة ودراسة أحادیث الأئمّة إضافة إلى التوبة، کما نقل ذلک فی نور الثقلین عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله):
«تذاکروا وتلاقوا وتحدثوا فإنّ الحدیث جلاء للقلوب وَإنّ القلوب لترین کما یرین السیف، وجلاءه الحدیث»(7).
6 ـ وقـد أشار أمیر المؤمنین(علیه السلام) لهذه الحقیقة فی خطبة له مخاطباً بها بعض عمی القلوب:
« قد خـرقتِ الشهـوات عقله وأماتت الدنیا قلبه وولهت علیها نفسه فهو عبد لها»(8).
7 ـ وقد نقل الإمام الصادق(علیه السلام) عن الرسول(صلى الله علیه وآله) أنّه قال:
«إذا ظهر العلم واحترز العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام هنالک لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم»(9).
8 ـ وقد صُـرّح بهذا الأمر بالنسبة لبعض الذنوب کما جاء ذلک فی حدیث لأمیرالمؤمنین(علیه السلام) مخاطباً به أولئک الذین ترکوا الجهاد:
«ألبسه الله ثوبَ الذل ... وضُرب على قلبه بالأسهاب وأُدیل الحق منه بتضییع الجهاد»(10).