تعرَّض القرآن للقضایا التاریخیة باُسلوبین:
1 ـ الاُسلوب المدوّن، أی أنّ القرآن المجید یَسردُ للمسلمین بعض الحوادث التاریخیة للأقوام السالفة بألفاظ وعبارات شیقة ودقیقة، ویبین الاُمور الغامضة والمشرقة من تاریخهم، ویشیر إلى عواقب أعمالهم، وذلک لتوعیة المسلمین وتعریفهم بالقضایا المختلفة، ولکی یرى الناس حقائق من حیاتهم فی مرآة تاریخ السالفین.
2 ـ الاُسلوب الثانی، التکوینی، أی کشف القرآن عن الآثار التاریخیة التی خلفتها الأقوام الغابرة، الآثار الصامتة ظاهراً والتی تمثل عالماً صاخباً ومثیراً، الآثار التی یمکنها أن تصوّر لنا التاریخ الغابر، الآثار التی تعتبر مرآة أمام الإنسان یرى فیها وجه حیاته فی الحاضر والمستقبل.
نبدأ أولا بقراءة نماذج من کلا القسمین فی الآیات التالیة:
1 ـ (لَقَدْ کَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبرَةٌ لاُِّوْلِى الاَْلبَابِ).(یوسف / 111)
2 ـ (فَاقصُصِ القَصَصَ لَعلّهُم یَتَفَکَّرُون).(الاعراف / 176)
3 ـ (ذَلِکَ مِنْ أَنباءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَیْکَ مِنهَا قَائمٌ وَحصِیدٌ).(هود / 100)
4 ـ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیکَ أَحْسَنَ القَصَصِ بمَا أَوحَیْنَا إِلَیْکَ هَذَا القُرآنَ وَإنْ کُنتَ مِنْ قَبلِهِ لَمِنَ الغَافلین).(یوسف / 3)
5 ـ (فَأَخَذَهُ اللهُ نَکَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى * إِنَّ فِى ذَلِکَ لَعِبرَةً لِّمَنْ یَخْشَى).(النازعات / 25 ـ 26)
6 ـ (أَفَلَمْ یَسِیرُوا فِى الأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُم قُلوبٌ یَعقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ یَسمَعُونَ بِهَا...).(الحج / 46)
7- (اَفَلَم یَسِیرُوا فِى الاَْرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیفَ کَانَ عَاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَیهِمْ وَلِلْکَافِرِینَ أَمْثَالُهَا).(محمد / 10)
8 ـ (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبلِکُمْ سُنَنٌ فَسِیرُوا فِى الأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیفَ کَانَ عَاقِبَةُ المُکَذِّبِینَ). (آل عمران / 137)
9 ـ (قُلْ سِیرُوا فِى الأَرضِ فَانْظُرُوا کَیفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنشِىءُ النَّشْأَةَ الاْخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى کُلِّ شَىء قَدِیرٌ).(العنکبوت / 20)
10 ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَاجَّ إِبْرَاهِیمَ فِى رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ المُلْکَ).(البقرة / 258)
11 ـ (أَلَمْ تَرَ کَیفَ فَعَلَ رَبُّکَ بِعَاد * إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ).(الفجر / 6 ـ 7)
12 ـ (أَلَمْ تَرَ کَیفَ فَعَلَ رَبُّکَ بِأَصْحَابِ الفِیلِ).(الفیل / 1)