(إِذْ قَالَ لاَِبیهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ الَّتمَاثِیلُ الَّتِى اَنْتُمْ لَهَا عَاکِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنا لَهَا عَابِدیِنَ * قَالَ لَقَدْ کُنْتُم اَنْتُمْ وَآبَاؤُکُمْ فِى ضَلاَل مُّبین).(الأنبیاء / 52 ـ 54)
إنَّ کلمة «التماثیل» جمع «التمثال» والتی تعنی الموجود الذی له وجه، وتطلق على التماثیل المنحوتة والرسوم.
وکلمة «عاکفون» مشتقة من مادة «عکوف» وتعنی التوجه المستمر نحو شیء والمتزامن مع التعظیم، واصطلاح «اعتکاف» یطلق على العبادة الخاصة المعروفة التی تقام فی المسجد وهی مشتقة من نفس المادة.
نعم، إنَّ عبدة الأصنام لم یکن لهم دلیل منطقیٌّ على عملهم القبیح هذا، وغالباً ما کانوا یقتنعون بتقلیدهم الأعمى، ولهذا نعتهم ابراهیم (علیه السلام) بأنهم وآباءهم فی ضلال مبین.
إنّ ابراهیم (علیه السلام) فی بقیة محاکمته التاریخیة لعبدة الأصنام فی بابل یقول: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ یَنْفَعُکُمْ شَیْئاً وَلاَ یَضُرُّکُمْ )؟! ثم یضیف (أُفٍّ لَّکُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ). (الأنبیاء / 66 ـ 67)
یعنی أنّ هذا التقلید الأعمى ناشیءٌ عن عدم التعقل والتأمل وهو نابع من الجهل، ودلیله واضح، فإنّ ذوی العلم یتمتعون باستقلال فکری، واستقلالهم الفکری هذا لا یسمحُ لهم بالتقلید الأعمى، بینما الجاهلون تراهم مرتبطون بهذا وذاک وبشکل أعمى فیتبعون الآخرین على غیر بصیرة.
