5 ـ لماذا ظهر الأنبیاء الکبار من منطقة خاصّة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
4 ـ الفرق بین الرسول والنبی مقدمة: تاریخ الانبیاء جزء من تاریخ الادیان

یثار أحیاناً السؤال عن ظهور الأنبیاء اُولی العزم أصحاب الشریعة والکتاب السماوی من الشرق الأوسط طبقاً لصریح تواریخهم، فقد ظهر نوح (علیه السلام)فی أرض العراق(1)، وکان مرکز دعوة إبراهیم (علیه السلام) العراق والشام کما سافر إلى مصر والحجاز.

وظهر موسى(علیه السلام) فی مصر ثمّ جاء إلى فلسطین، وکان مرکز ولادة وظهور ودعوة المسیح(علیه السلام) الشام وفلسطین، وظهر نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) فی الحجاز.

کما عاش الأنبیاء الآخرون غالباً فی هذه المناطق وبشکل بحیث یمکن القول: إنّ منطقة الشرق الأوسط کانت مرکزاً لظهور الأنبیاء فی العالم!

فما هو السبب وراء ظهور کلّ اُولئک الأنبیاء من هذه المنطقة من العالم بالذات؟ وهل یاترى کانت المناطق الاُخرى فی غنىً عن بعثة الأنبیاء أو قبولهم؟

الجواب:

لدى التأمّل فی کیفیة نشوء المجتمعات البشریة وظهور حضارتها لا یبقی هناک إبهام فی هذه المسألة یبعث على التساؤل والاستفهام، إذ إنّ أقطاب مؤرّخی العالم یصرّحون بأنّ الشرق (خصوصاً الشرق الأوسط) کان مهداً للحضارة الإنسانیة، وأنّ المنطقة التی یطلق علیها اسم الهلال الخصیب (الهلال الخصیب إشارة إلى المنطقة التی تبدأ من وادی النیل وتمتدّ إلى مصبّ دجلة والفرات وشطّ العرب، وتظهر فی الخارطة على شکل هلال کبیر) هی مهد الحضارات العظیمة فی العالم.

حضارة مصر القدیمة التی تعدّ أقدم حضارة عرفتها البشریة، وحضارة بابل فی العراق وحضارة الیمن فی جنوب الحجاز، وکذلک حضارة ایران والشامات، کلّها نماذج للحضارات البشریة المعروفة.

والآثار التاریخیة الباقیة فی هذه المناطق والکتابات الحجریة، کلّها شواهد حیّة على هذا المدّعى.

إنّ عودة الحضارة الإنسانیة فی هذه المناطق إلى سبعة آلاف سنة أو أکثر من جهة، والملازمة الشدیدة بین الحضارة البشریة وبین ظهور الأنبیاء الکبار، نظراً للحاجة الماسّة للناس المتحضّرین إلى الأدیان الإلهیّة أکثر من غیرهم، ضماناً للقوانین الحقوقیة والاجتماعیة، وتفجیراً لطاقات فطرتهم الإلهیّة، مع الحدّ من الإعتداءات والمفاسد من جهة اُخرى، دفعتنا للقول بأنّ حاجة إنسان الیوم إلى الدین خصوصاً فی الدول الصناعیة المتطوّرة هی أکبر من أی زمان آخر.

الأقوام المتوحشّة أو البعیدة عن ألوان المدنیة لیس لها ذلک الإستعداد لتقبّل الأدیان، بل لیس لها القدرة على نشرها على فرض تقبّلها لها.

لکن حینما یظهر الدین فی المراکز المتحضّرة لا یلبث أن یمدّ بجذوره لیشمل باقی النقاط، وذلک لاستمراریة تردّد الآخرین على مثل هذه المناطق، أملا فی حلّ مشاکلهم فضلا عن تمرکز وسائل الدعایة والإعلام فیها أکثر من غیرها.

یمکن أن یقال: إذن فلماذا ظهر الإسلام الذی هو أکبر الأدیان السماویة فی منطقة متأخّرة حضاریاً؟

وللاجابة عن هذا السؤال نقول: لو دقّقنا النظر فی الخارطة الجغرافیة لرأینا أنّ هذه المنطقة المتأخّرة أی «مکّة» کانت فی الواقع همزة وصل بین آثار خمس حضارات کبیرة وعریقة، بل هی بمثابة مرکز الدائرة بالنسبة لتلک الحضارات.

ففی الشمال حضارة الروم الشرقیة والشامات، وفی الشمال الشرقی حضارة ایران والکلدانیین والآشوریین، وفی الجنوب حضارة الیمن، وفی الغرب حضارة مصر القدیمة.

ولنفس هذا السبب بالضبط وضع الإسلام وضمن مرحلة انتشاره واتّساعه کلّ امتدادات هذه الحضارات الخمس تحت سیطرته وصهرها فی بودقته حیث أخذ إیجابیاتها وألغى سلبیّاتها، کما أضاف إلیها مسائل عقائدیة وعملیة مهمّة حتّى أشرقت شمس الحضارة الإسلامیة على کلّ هذه المناطق من أقصاها إلى أقصاها.

الخلاصة هی أنّه ومع الأخذ بنظر الإعتبار لما ذکرناه سابقاً یتّضح السبب وراء بعث الله الحکیم لأنبیائه العظام من منطقة الشرق الأوسط، ولماذا کان مشرق الأرض قاعدة لانطلاق الأدیان الإلهیّة الکبیرة؟


1. نقرأ فی حدیث عن الإمام الصّادق (علیه السلام) أنّه قال: «کانت الکوفة ومسجدها فی زمن نوح (علیه السلام)وکان منزل نوح وقومه فی قریة على متن الفرات ممّا یلی غربی الکوفة» (تفسیر العیاشی، تفسیر سورة هود، ح 19).

 

 

4 ـ الفرق بین الرسول والنبی مقدمة: تاریخ الانبیاء جزء من تاریخ الادیان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma