یمکن الإستنتاج بوضوح من مجموع العبارات الستّ أعلاه والتی تکرّر بعضها فی القرآن أنّ علم الغیب والإحاطة بالأسرار الغامضة خاصّ بذاته تعالى.
والآن نذهب وراء القسم الثانی من الآیات والتی تعطی الأنبیاء (علیهم السلام) سهماً من علم الغیب، إذ ینبغی التحقیق فیها جیّداً لیتّضح الدلیل على عدم تضادّها مع آیات القسم الأوّل المخفیة بین ثنایا نفس هذه الآیات:
1 ـ (عَـالِمُ الْغَیْبِ فَلاَ یُظْهِـرُ عَلَى غَیْبِـهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَّسُول فَإِنَّهُ یَسْلُکُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِیَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَیْهِمْ وَأَحْصَى کُلَّ شَىْء عَدَداً). (الجنّ / 26 ـ 28)
2 ـ (وَمَـا کَانَ اللهُ لِیُطْلِعَکُمْ عَلَى الْغَیْبِ وَلَکِنَّ اللهَ یَجْتَبِى مِنْ رُسُلِهِ مَنْ یَشَاءُ).(آل عمران / 179)
3 ـ (وَأُنَبِّئُکُمْ بِمَا تَأْکُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُیُوتِکُمْ). (آل عمران / 49)