2 ـ الوحی فی کلمات الفلاسفة المتقدّمین والمتأخّرین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
1 ـ أقسام الوحی وکیفیته فی الروایات الإسلامیة إنتقادات

فات الکثیر من الفلاسفة القدماء والمعاصرین هذه الملاحظة وهی کون مسألة الوحی ارتباطاً خاصّاً للأنبیاء بعالم ما وراء الطبیعة، وانحصار علمنا به بالإجمال دون التفصیل، إذ انّنا لا نرى سوى شبح من بعید، ونتیقّن بوجوده دون العلم بحقیقة ماهیّته.

ومن هنا فقد سعوا للوصول إلى حقیقة الوحی، لکنّهم اصطدموا بطریق مسدود بطبیعة الحال.

وهنا نتعرّض لنقد وتحلیل نظریتین أو فرضیتین على الأصحّ للفلاسفة المتقدّمین والمتأخّرین حول هذا الموضوع لتتضح الحقیقة أعلاه:

النظریة الاُولى: الفلاسفة القدماء کانوا یعتقدون أنّ حقیقة الوحی هی ارتباط الإنسان ب «العقل الفعّال»!

بیان ذلک: إنّهم یعتقدون بالأفلاک التسعة البطلیموسیة وبوجود النفس المجرّدة لکلّ واحدة من تلک الأفلاک (أی ما یماثل الروح بالنسبة لأبداننا)! کما أضافوا: إنّ «النفوس» الفلکیة تستلهم من موجودات مجرّدة تدعى «العقول»، وبهذا فقد قالوا بـ «تسعة عقول» لتلک الأفلاک التسعة، واعتقدوا وراء ذلک بـ «العقل العاشر» أو «العقل الفعّال» باعتباره المصدر لکلّ المعلومات.

کمـا کانوا یعتقدون من جهة اُخرى بضـرورة إفاضة العقل الفعّـال علـى النفوس الإنسانیة وأرواحها لتدرک الحقائق وتضفی الفاعلیة على قابلیاتها، ویعتقدون بـکون النسبة بین قوّة الروح الإنسانیة وشدّة اتّصالها بالعقل الفعّال الذی هو مصدر العلوم طردیة.

واستنتجوا من هذه المقدّمات أنّ اتّصال أرواح الأنبیاء بالعقل الفعّال ولشدّة قوّتها یفوق العادة، ولهذا السبب تمکّنت من استلام معلوماتها الکلیّة (صورها) من العقل الفعّال فی أغلب الأحیان، ونظراً لحدّة «قواهم التخیلیة» التی یدرکون بواسطتها «الصور الجزئیة» ولتبعیّتها للقوّة العقلیة فی نفس الوقت، فقد تمکّنت من إعطاء صور محسوسة مناسبة لتلک «الصور الکلیّة» التی استلموها من العقل الفعّال، لتتجسّد فی اُفق أذهانهم متلبسة بلباس الحسّ.

فمثلا لو کانت تلک الحقائق الکلیّة من قبیل المعانی والمعارف والأحکام فبإمکانهم سماعها على شکل ألفاظ موزونة جدّاً، وفی غایة البلاغة والفصاحة على لسان شخص فی غایة الکمال، ونظراً لکمال هیمنة قواهم التخیلیة على الحسّ المشترک (الحسّ الذی یدرکون من خلاله صور المحسوسات) فبإمکانها إضفاء صبغة «الحسّیة» على هذه الصور «الذهنیة»، وتمکین النبی من مشاهدة ذلک الشخص على هیئة ملک ببصره وسماع ألفاظه باُذنیه! (تأمّل جیّداً).

 

1 ـ أقسام الوحی وکیفیته فی الروایات الإسلامیة إنتقادات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma