4 ـ شهادة الأنبیاء السابقین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
إرشادات القرآن حول هذین الدلیلین:تمهید:

الطریق الآخر الذی یمکن من خلاله تمییز الأنبیاء (علیهم السلام) عن المدّعین کذباً هو إخبار الأنبیاء السابقین القطعیة الصریحة بالنسبة للأنبیاء اللاحقین، باستثناء أوّل نبی إذ لا یمکن التعرّف علیه عن هذا الطریق بل لابدّ من الرجوع إلى أحد الطرق الثلاثة التی تقدّم شرحها وهی (الإعجاز، والتحقیق فی مضمون الدعوة، وجمع القرائن).

وهذا الطریق لیس بتلک السهولة التی توهّمها بعض النفعیین بالرغم من کونه أسهل من سابقیه، ولغرض الحصول على نتیجة قطعیة غیر قابلة للإنکار هنا ینبغی مراعاة الشروط الأربعة التالیة:

1 ـ إثبات «نبوّة» النبی السابق الذی یخبر عمّن یأتی بعده ویذکر صفاته، بالدلیل القطعی الذی لا یقبل الإنکار، ولا یعتدّ بإخباره وشهادته هذه إلاّ بعد إحراز نبوّته بشکل تامّ مسلّم به.

2 ـ صـدور هذا الخبر عن النبی السـابق یجب أن یکون قطعیّـاً، وعلى هـذا فلا یعتدّ بالأخبار الضعیفة والمشکوکة من أی مصدر کانت، بل لا یعتدّ حتّى بأخبار الکتب المعتبرة لو لم تبلغ مرتبة القطع والیقین.

3 ـ دلالة هذا الخبر یجب أن تکون صریحة قطعیة غیر قابلة للاحتمال، إذ من الخطأ التمسّک بأحد شقّی الإحتمال والتکلّف بتطبیقه على نبوّة المدّعی الجدید بتفاسیر وتوجیهات، بل وحتّى «تحریفات» فی بعض الأحیان، لأنّ هدف النبی السابق من إخباره هذا إنّما هو الکشف عن حقیقة خطیرة تقرّر مصیر المستقبل، وتوقف أصحابه على هویّة النبی الجدید، ولیس اللعب بالألغاز لإسدال الستار على «السرّ المکتوم»، إذ الصراحة فی موقف کهذا حاکمة على الکنایة بکلّ تأکید، وذلک لسدّ الباب أمام المتذرّعین ومثیری الفتن.

وقد تمسّک بعض مبتدعی الدین المحترفین بتأویلات وتخریجات عجیبة بالنسبة للکتب السماویة، وبلغ بهم الحدّ إلى التوسّل بحسابات الـ «ابجد»! وحسابات العرّافین وأمثالها.

کیف یفکّرون یاترى؟ فالنبوّة التی ینبغی أن تکون مشعلا لهدایة البشریة لیست شیئاً محظوراً مبهماً کأسرار الکیمیائیین القدماء لتتمّ عن طریق حسابات الأبجد «الصغیر» و«الکبیر» خوفاً من وقوعها فی غیر محلّها.

4 ـ یجب أن تنطبق العلامات التی جاءت فی أقوال الأنبیاء السابقین بالکامل على حالة المدّعی الجدید، لا أن نتصرّف فیها بملء الفراغات وحذف الإضافات التی نتصوّرها، لأنّ ذلک یعنی بالتأکید خداعنا لأنفسنا، إذ إنّ نبیّاً کهذا إنّما هو مرسل من قبل «أفکارنا الشیطانیة» لا من قبل الله تعالى!

لو تمّ جمع هذه الجهات الأربع الواردة فی أخبار النبی السابق لأمکن التعرّف من خلالها على مقام نبوّة المدّعی الجدید ولو غاب أحدهما لاعتلَّت النتیجة.

وعلى أیّة حال فقد تمّت الإشارة إلى هذه المسألة فی موردین قرآنیین على أقلّ تقدیر، وقد اکتفینا فی هذا البحث الکلّی (النبوّة العامّة) بشرح مختصر على أمل تفصیل ذلک فی «النبوّة الخاصّة»:

1 ـ حول بشارة المسیح (علیه السلام) بالنسبة لظهور نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) نقرأ فی الآیة: (وَإِذْ قَالَ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ یَا بَنِى إِسْرَائِیلَ إِنِّى رَسُولُ اللهِ إِلَیْکُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَیْنَ یَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُول یَأْتِى مِنْ بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَیِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِینٌ).(الصف / 6)

لا یخفى وجود هذه البشارة (أو البشارات) حتّى فی أناجیل الیوم المحرّفة، وهو ما سنوکل البحث فیه وکذا فیما یتعلّق بکون الإسم «أحمد» من أسمائه الشریفة (صلى الله علیه وآله) إلى جانب الاسم «محمّد» (مدعوماً بالشواهد والقرائن) إلى المستقبل.

2 ـ بشارة التوراة (أو التوراة والإنجیل) بظهور نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) والتی تعرّضت لها عدّة آیات قرآنیة، هی من الوضوح عند ذکرها لصفاته وکأنّه (صلى الله علیه وآله)یعیش بین ظهرانیهم یعرفونه کأحد أبنائهم.

بل جاء فی التواریخ أنّ هجرة الیهود من الشام وفلسطین إلى المدینة والإستقرار فیها إنّما کان لأجل تلک البشارات التی وجدوها فی کتبهم حول ظهور النبی (هذا الموضوع ورد بالتفصیل فی التفسیر الأمثل ذیل الآیة 89 من سورة البقرة)(1)، وعلى الرغم من کون الکثیر منهم من المبلّغین لنبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) لکنّهم سرعان ما انقلبوا على أعقابهم وامتنعوا عن الإیمان به بعد ظهوره، نظراً لتعرّض مصالحهم الشخصیة للخطر، وقد لامهم القرآن على ذلک.

مـن الآیـات التی تشیر إلى هذا المعنى ما جاءت فی قوله تعالى: (الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِیقاً مِنْهُمْ لَیَکْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ یَعْلَمُونَ)!(البقرة / 146)

وورد نفس هذا المعنى فی قوله تعالى: (الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)! (الأنعام / 20)

وجاء هذا المعنى بصراحة أجلى حیث قال تعالى: (الَّذِینَ یَتَّبِعُـونَ الرَّسُـولَ النَّبِىَّ الاُْمِّـىَّ الَّذِى یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِیلِ). (الأعراف / 157)

کما أنّ أحد الاحتمالات الواردة فی تفسیر الآیات القائلة بتصدیق القرآن، والکتب «السابقة» هو أنّ المراد من «التصدیق» هو انطباق القرآن وصفات النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)على تلک العلامات التی جاءت فی تلک الکتب(2).

کما وأشارت الروایات الإسلامیة إلى بشارة الأنبیاء السابقین باللاحقین، إذ نقرأ فی أوّل خطبة من خطب نهج البلاغة: «مِن سابق سُمِّىَ له من بعده، أو غابر عَرَّفَهُ مَن قَبْلَهُ».

هذا التعبیر الذی کشف النقاب عن طرفی القضیّة یعدّ من أبلغ التعابیر حول هذا الموضوع، کما تمّ التصریح بهذا الأمر فی حدیث مفصّل عن الإمام الباقر (علیه السلام)إذ یقول: (وبَشَّرَ آدَمُ بِنُوح».

وقال فی مکان آخر: «وبَشَّرَ نُوحٌ ساماً بِهُود».

وجاء عنه (علیه السلام) فی موضع آخر: «فَلَمّا نَزَلَتِ التَورَاةُ عَلى مُوسى بَشَّرَ بِمُحَمَّد(صلى الله علیه وآله)... فَلَم تَزَلْ الأنبِیاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّد(صلى الله علیه وآله) حَتّى بَعَثَ اللهُ تَبارَک وتَعالى المَسِیحَ عیسَى بنَ مَرْیَمَ فَبَشَّرَ بِمُحَمَّد(صلى الله علیه وآله)»(3)


1. التفسیر الأمثل، ذیل الآیة مورد البحث.
2. لمزید من الإطّلاع راجع التفسیر الأمثل ذیل الآیة 49 سورة البقرة.
3. شرح نهج البلاغة للخوئی، ج 2، ص 138 ـ 141.

 

إرشادات القرآن حول هذین الدلیلین:تمهید:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma