10 ـ اللین والمحبّة وحسن الخُلُق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
9 ـ الإخلاص المنقطع النظیر11 ـ الفوز فی المحن الشاقّة

إنّ مسـؤولیة الأنبیاء (علیهم السلام) القیـادیة تفرض علیهم ضرورة مسایرة الناس، واللّین أمام غلظة وفظاظة الجهّال المتعصّـبین قدر الإمکان، وبعبارة أدقّ: النفوذ فی قلوب مختلف شرائح المجتمع عن طریق المحبّة، وهذه صفة اُخرى من صفات الأنبیاء (علیهم السلام).

یقـول القـرآن الکریم فی الآیة العاشرة من آیات البحث وخصوصاً فیما یتعلّق بنبـی الإسلام (صلى الله علیه وآله): (فَبَِما رَحْمَة مِّنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّاً غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ)و«الفظّ»: و«غلیظ القلب» لهمـا نفس المعنى تقریباً وهو الشدّة والخشونة وقسـاوة القب،
لکن البعض فرّق بینهما وقـال: إنّ «الفظّ» یعنی الخشن فی القول، و «غلیظ القلب» الخشن فی الفعل. وذهب البـعض الآخر إلى أنّ «فظّ» إشارة إلى الخشونة الظاهریة ( الأعمّ من القول والفعل )، و « غلیظ القلب » إشارة إلى الخشونة البـاطنیة والقلبیة والتی تعدّ المصدر الرئیسی لکلّ الخشونات.

والذی یقابل هذین الوصفین هو اللّین والمحبّة والهدوء قولا وفعلا ممّا یؤدّی إلى استقطاب طبقات الاُمّة بشکل عجیب.

ویـرى محقّقو التاریخ أنّ وجود هذه الصـفات فـی شخـص نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) کان له أکبر الأثر فی الإسراع من مهمّة نجاح وانتشار رسالته خصوصاً فی أوساط مجتمع یدور فیه کلّ شیء حول محور الخشونة الفعلیّة کالقتل والإغارة فضلا عن الخشونة فی القول، ومن هنا فمن السهل الوقوف على الدور الفعّال لهذه الصفة الأخلاقیة للنبی(صلى الله علیه وآله).

وهناک الکثیر من الشواهد حول هذا الموضوع فی تاریخ حیاة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، ولو تعرّضنا لها کلّها لخرجنا عن جوهر موضوع بحثنا لکثرتها، لکنّنا سنکتفی بنموذج واحد فقط:

ففی معرکة اُحد التی وجّهت فیها أکبر ضربة لکیان الإسلام والمسلمین بسبب عدم التزام فریق ممّن کانوا جدیدی العهد بالإسلام وهروب فریق آخر، فضلا عن الجراح التی اُثخن بها شخص النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وبشهادة الکثیر من أقطاب الإسلام، نراه(صلى الله علیه وآله) بعد انتهاء المعرکة حلیماً مع المسلمین یکلّمهم بلسان طیّب ولم یبد أی غضب بل کان یدعو لهدایة أعدائه المجرمین أیضاً.

کما أنّ تاریخ باقی الأنبیاء(علیهم السلام) یعکس أیضاً تمتّعهم بهذه الفضیلة الإنسانیة الخطیرة.

إنّ تصریح القرآن بأنّ «نوحاً»(علیه السلام) قد دعا قومه تسعمائة وخمسین سنة وأنّه استعان بکلّ الطرق والوسائل لهدایتهم على حدّ قوله، إذ أنّه کان یدعوهم علناً أحیاناً وأحیاناً اُخرى سِرّاً، لیلا أو نهاراً، یذهب إلى بیوتهم أو یشارکهم فی جلساتهم العامّة فی بعض الأحیان، وإنّه لم یؤمن به طوال کلّ هذه المدّة إلاّ نفر قلیل، یعکس مدى مداراته لهؤلاء الوثنیین العاصین.

ولحن قوله تعالى الوارد فی سورة نوح (علیه السلام) یبیّن بکلّ وضوح استخدامه اُسلوب الترغیب، وأنّه لم یقدم على لعنهم والدعاء علیهم إلاّ بعد أن یئس تماماً منهم ومن ذرّیتهم.

إنّ الإنسان تصیبه الدهشة أحیاناً عندما یرى ما لبعض الأنبیاء من رأفة وحسن خُلق، فقد ورد عن «لوط» (علیه السلام) مثلا فی القرآن الکریم إنّه عرض بناته على قومه المذنبین للزواج منهنّ (بعد الإیمان) أملا فی أن یمنعهم من القیام بأعمالهم الشنیعة تلک.

وعلى أیّة حال فإنّنا کلّما تمعّنا أکثر فی حیاة هؤلاء العظام کلّما وقفنا على ممیزات وصفات أخلاقیة أکبر لهم.

 

9 ـ الإخلاص المنقطع النظیر11 ـ الفوز فی المحن الشاقّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma