7 ـ عدم الخشیة من غیر الله تعالى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
6 ـ البرّ والإحسان8 ـ التوکّل المطلق على الله تعالى

نظراً لتمتّع الأنبیاء (علیهم السلام) بمقام رفیع فی معرفة الله تعالى، فقد کانوا یدرکون جیّداً أنّ الله تعالى هو المنبع الرئیسی لکلّ خیر وقوّة ولو أنّه تعالى دافع عن شخص لما تمکّن العالم بأسره من إلحاق الضرر به.

وثمرة هذه المعرفة هی الخوف من مخالفة أمر الله تعالى وحده وعدم المبالاة بمن سواه کائناً من کان.

ولذا یقول تعالى فی الآیة السابعة من آیات بحثنا بعد أن أشار إلى عدد من الأنبیاء (علیهم السلام)السابقین، (الَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَیَخْشَوْنَهُ وَلاَ یَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَکَفَى بِاللهِ حَسِیباً).

إنّ هـذه الخاصیّة منحت الأنبیاء(علیهم السلام) قدرة فائقة باعتبارهم قادة إلهیین، ومنحتهم صمـوداً أمام الأعداء المعاندین بل هی فی الواقع أحد أسباب موفّقیتهم.

وهنا یطرح هذا السؤال نفسه وهو: أنّ الله تعالى خاطب نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)، فی آیتین سابقتین على هذه الآیة 37 فی نفس سورة الأحزاب حول زواجه من زوجة زید المطلقة وقال: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)، أی أنّک تخاف غیر الله فیما یتعلّق بموضوع زواجک من هذه المرأة باعتبار أنّ زیداً هو إبنک بالتبنّی لا حقیقة، ومن العار الزواج من زوجة الإبن بالتبنّی عند عرب الجاهلیة، فی حین أنّ الأنسب أن تخاف الله تعالى.

فهـذا التعبیر یبیّن أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) على الرغم من کونه أفضـل الأنبیاء(علیهم السلام) کان یخـاف غیـر الله أیضـاً فی حـین أنّ الآیة تقـول: (الَّـذِینَ یُبَلِّغُـونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَیَخْشَـوْنَهُ وَلاَ یَخْشَـوْنَ أَحَـداً إِلاَّ اللهَ وَکَفَـى بِاللهِ حَسِیباً). (الأحزاب / 39)

فکیف یتمّ التوفیق بین هذین التعبیرین؟!

إنّ الإجـابة عن هذا السؤال تتّضـح من خلال ملاحظة واحدة، وقد ذکرناها فی «التفسیر الأمثل» وهی أنّ خوف نبـی الإسلام (صلى الله علیه وآله) هنـا لم یکن على شخصه بل کان یخشى فی الواقع أن یکون إقدامه هذا على نقض عـادة الجاهلیة تلک (زواجه من زوجة زید المطلّقة) سببـاً فی خدش مکانته وتزلزلها فی أذهان عموم ذلک المجتمع باعتباره واحداً من الأنبیـاء (علیهم السلام) وبالتالی لا یتمکّن من تحقیق أهدافه الإلهیّة وإلاّ فالإقدام على عمل کهذا وسط ذلک المجتمع الذی تغمره الاُمور العجیبة والغریبة لا أهمیّة له أبداً من الناحیة الشخصیة مهما کان مخالفاً لفکر الناس وعاداتهم.

کما أنّ تقارب محلّ الآیتین من بعض یمکن أن یکون شاهداً آخر على هذا المدّعى أیضاً.

إذن فخوف النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی هذه القضیّة هو مصداق للخوف الإلهی لا الشخصی (فتأمّل جیّداً).

 

6 ـ البرّ والإحسان8 ـ التوکّل المطلق على الله تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma