إنتقادات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
2 ـ الوحی فی کلمات الفلاسفة المتقدّمین والمتأخّرین نقد وتحلیل:

هذه الفرضیة قابلة للنقد من عدّة جهات:

أوّلا ـ إبتناؤها على «الأفلاک البطلیموسیة التسعة» و «العقول العشرة» التی أبطل أحدها بشکل قاطع، ولم یوجد أی دلیل لإثبات الآخر، وبدیهی أنّ فرضیة کهذه لا یمکن قبولها أو تقییمها.

ثانیاً ـ هذه الفرضیة لیست سوى محاولة للاهتداء إلى الطریق لحل مسألة خارجة عن نطاق أفکارنا، والإحاطة بها تفصیلا، (بالضبط کرغبة المکفوف للوقوف على حقیقة النور والألوان عن طریق الفرضیات التی ینسجها مستعیناً بحواسّه) إذ من الواضح أنّ فرضیّة کهذه لا یمکنها أن تلاقی النجاح أبداً.

ثالثاً ـ لا تتناسب هذه الفرضیة بأی وجه مع الآیات القرآنیة التی تتحدث عن الوحی، لأنّ الأخیرة تقول بصراحة: الوحی نوع من الإرتباط بالله، لا بالعقل الفعّال و لا عن طریق الإلهام بالقلب أو بواسطة ملک الوحی (الملک الذی هو وجود واقعی یظهر أمامه لا أنّه متولّد من القوّة التخیلیة أو تأثیر الحسّ المشترک)، أو أنّه یسمع تلک الأمواج الصوتیة التی أوجدها الله فی جسم ما بأُذنیه لا أنّ للأصوات صبغة خیالیة ومتولّدة من تأثیر القوّة التخیلیة أو الحسّ المشترک.

وبناءً على هذا فالفرضیة أعلاه مردودة عقلا ونقلا.

النظریة الثانیة ـ فسّر بعض الفلاسفة المعاصرین الوحی کأحد مظاهر الشعور الباطنی.

یقول فرید وجدی فی «دائرة معارف القرن العشرین» فی مادّة «الوحی»: کان الغربیون إلى القرن السادس عشر کجمیع الاُمم المتدیّنة یقولون بالوحی، لأنّ کتبهم مشحونة بأخبار الأنبیاء فلمّا جاء العلم الجدید الذی فسر کل ظاهرة تفسیراً مادیاً، ذهبت الفلسفة الغربیة إلى أنّ مسألة الوحی من بقایا الخرافات القدیمة، وغالت حتّى أنکرت الخالق والروح معاً.

لکن بحلول القرن التاسع عشر المیلادی تغیّرت وجهة النظر فی المسائل الروحانیة وظهرت إلى الوجود ثانیة مسألة الوحی، إذ أعاد فریق من العلماء البحث فیها على قاعدة العلم التجریبی، فتوصّلوا إلى نتائج وإن کانت غیر ما قرّره علماء الدین الإسلامیون، إلاّ أنّها خطوة کبیرة فی سبیل إثبات أمر عظیم کان قد نسب إلى عالم الخرافة»، ثمّ یضیف قائلا: إنّ المؤیّدین لمسألة الروح والمظاهر الروحیة دوّنوا إلى الآن (زمن تألیف دائرة المعارف) خمسین مجلّداً ضخماً حول المطالب أعلاه، وتمّ حلّ الکثیر من المسائل الروحانیة بها من جملتها مسألة الوحی(1)!

هذا نموذج من کلمات العلماء حول هذه المسألة إذ الکلام حولها کثیر، ولکن بالإمکان بیان خلاصة کلامهم کما یلی:

إنّهم اکتشفوا أنّ للإنسان شعوراً وإدراکاً وراء شعوره وإدراکه الظاهری، أطلقوا علیه اسم الشعور الباطن أو الوجدان الخفی، واعتبروا القسم الأعظم من شعور الإنسان کامناً فیه، حتّى أنّهم شبّهوه أحیاناً بالثلوج الطافیة فی میاه المحیطات، والتی لا یخرج منها فوق الماء إلاّ عشرها فی حین تبقى تسعة أعشارها تحته.

لقد اعتبروا الوحی نوع «تجلّ للشعور الباطنی»، ونظراً لکون الأنبیاء رجالا یفوقون العادة، فمن الطبیعی أن یتمتّعوا بشعور باطنی أقوى، وتجلّ یفوق العادة فی أهمیّته، وهو نفس ما کان یطلق علیه القدماء اسم الوحی!

کما ذهب البعض أحیاناً أکثر من هذا وقالوا: إنّ أفکار وعلوم ورغبات النبی، تخلّق له إلهامات وتطلّ من خلال شعوره الباطنی ووجدانه الخفی على تخیّله الرفیع! بل وتترک أثراً حتّى فی نظراته فیرى الملک أمامه ویسمع کلامه(2)!


1. دائرة معارف القرن العشرین، مادّة (الوحی).
2. الوحی المحمّدی، الطبعة 2، ص 24.

 

2 ـ الوحی فی کلمات الفلاسفة المتقدّمین والمتأخّرین نقد وتحلیل:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma