4 ـ الرغبة والشفقة الفائقتان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
3 ـ الأمانة5 ـ الإخلاص والإیثار الکامل

إنّ الإنسـان الذی یقود الناس ویتحمّل مسؤولیة هدایتهم وتربیتهم کمعلّم صالح لهم هو ذلک الشخص الذی له رغبة شدیدة بهذا العمل وفی قلبه شفقة على الناس، بل إنّه یعشقهم فلولا حبّ الأبوین لولدهما لما تحمّلا أبداً کلّ هذه المشاکل لرعایته وتربیته، ولولا حبّ الأنبیاء (علیهم السلام) لهدایة الناس لما تحملوا أبداً أعباء هذا العمل الذی یفوق طاقه الإنسان، ولما عرّضوا أنفسهم لأنواع المخاطر فی هذا الطریق.

وقد أکّد القرآن مراراً على هذه المسألة کما ورد فی الآیة الرابعة من بحثنا، ونقلا عن لسان «هود» نبی الله تعالى حیث قال لقومه المعاندین المتعصّبین: (أُبَلِّغُکُمْ رِسَالاَتِ رَبِّى وَأَنَا لَکُمْ نَاصِحٌ أَمِینٌ).

ونفس هـذا المعنى ورد بتعبیـر أدقّ فی حـقّ النبی الأکـرم (صلى الله علیه وآله) حـیث یواسیه تعـالى ویقول: (فَلَعَلَّکَ بَـاخِعٌ نَفْسَکَ عَلَـى آثَـارِهِمْ إِنْ لَمْ یُـؤْمِنُو بِهَذَ الْحَدِیثِ أَسَفاً). (الکهف/6)

کما جاء نظیر هذا المعنى أیضاً فی قوله تعالى: (لَعَلَّکَ بَاخِعٌ نَفْسَکَ أَلاَّ یَکُونُوامُؤْمِنِینَ).(الشعراء / 3)

(ناصح) مأخوذة من مادّة «نصح» وتعنی على حدّ قول الراغب فی مفرداته، تحرّی فعل أو قول فیه صلاح صاحبه (أی أنّه یشمل تحرّی الصلاح قولا وفعلا)، وقد جاء فی القرآن أنّ نوحاً (علیه السلام) دعا قومه ألف سنة إلاّ خمسین عاماً فتحمل أنواع المشقّة لتبلیغهم رسالات ربه وهدایتهم وبالنتیجة لم یؤمن به خلال کلّ هذه المدّة إلاّ نفر قلیل، (ذکرت التواریخ أنّ عددهم لم یتجاوز نیفاً وثمانین نفراً فقط)، وبعبارة علمیة بسیطة فانّ نوحاً قد تحمّل مشقّة اثنتی عشرة سنة تقریباً لهدایة کلّ واحد منهم على انفراد، وبدیهی أنّ تحمّل مثل هذا التعب والمشقّة لا یتحقّق إلاّ فی ظلّ الرغبة والحب الشدیدین لهدایة الخلق.

 

3 ـ الأمانة5 ـ الإخلاص والإیثار الکامل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma