2 ـ دلیل الإعتماد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
1 ـ العوامل الداخلیة ـ النفسیة ـ 3 ـ مخالفة الغایة وعدم تحقق أهداف البعثة

من الواضح أنّ الهدف من بعثة الأنبیاء هو هدایة البشریة على ضوء التعالیم الإلهیّة، هذا الهدف الذی یمکن ضمانه حیث لا یبقى هناک أدنى مجال للشکّ والتردید، یساور الناس فیما یتعلّق بأقوالهم وأفعالهم، بشکل بحیث یعتبرون کلامهم کلام الله، وتعالیمهم تعالیم إلهیة، حتّى یتقبّلوها قلباً وقالباً ویسلّموا لها تسلیماً ویعتمدوا علیها.

ومن البدیهی أنّ احتمال الکذب، وتحریف الحقائق والخطأ والإشتباه سیجد طریقه إلى کلماتهم إن لم یکونوا معصومین عن «الذنب» و «المعصیة»، وبالتالی یسلب الاعتماد علیهم حتّى لو کانوا أناساً طیبین، لأنّ فقدان منزلة العصمة یستلزم احتمال تعلقهم فی یوم ما بالمظاهر المادیة ومغریاتها، أو أن یرتکبوا الخطأ والزلل من حیث لا یشعرون وبلا سبب یذکر.

هذا الاحتمال یبعث على التشویش الفکری لأتباعهم على الدوام، کما أنّه سیکون أساساً للشکّ والریبة، فضلا عن بقاء مسألة «إتمام الحجّة» ناقصة أیضاً، نظراً لوجود ذریعة بید المخالفین على الدوام مفادها أنّ سبب عدم اتّباعهم لتعالیم النبی یکمن فی احتمال صدور الخطأ والزلل (لا سمح الله) منه.

خـلاصة القول: إنّ رأس المال الحقیقی للنبوّة هو کسب ثقـة طلاّب الحقیقة، ولا یتحقق هذا المعنى بفقدان منزلة العصمة والصیانة من الذنب والخطأ.

ویمکن القول: أنّ الناس عموماً إنّما یتّبعون العلماء الأتقیاء، ویأخذون منهم أحکام دینهم ویثقون بهم، مع علمهم بعدم عصمتهم من الذنب والخطأ.

لـکن ینبغی الإلتفات إلى أنّ أصل الدین یختلف عن فروعه وجزئیاته، ویمکن إرساء أصل الـدین وأساسه على الشکّ أو الظنّ، ولا یمکن قبول الوحی الإلهی مقروناً بالاحتمـال والشکّ والتردید، فی حین أنّ احتمال الخطأ والإشتباه فی الفروع والجزئیات لا یؤثّر فی أساس العقیدة، إذن فلابدّ من القول هناک بالعصمة والإکتفاء بالعـدالة هنـا، وذلک لإمکـان غضّ الطرف عن احتمال الخطأ فی هذه الجهة، دون الخطأ والإشتباه فی الوحی وإبلاغ الرسالة، حیث لا یمکن غض البصر والتسامح فی هذا المورد، کما یثار هنا سؤال آخر أیضاً وهـو أنّ آخر شیء یمـکن أن یستفاد من هذا الدلیل هو تنزیههم من الخطأ والکذب والتحریف فی تبلیغ الرسـالة، لکن هذا الدلیل قاصر عن شمول کافّة الذنوب والمعاصی.

لکن الإنصاف هو اشتراک معظم الذنوب باُسس مشترکة، فالکذب والإتّهام والسرقة والإبتلاء بشرب الخمر ولعب القمار والسقوط الأخلاقی، نابعة من اتباع هوى النفس واتّباع الشهوات وحبّ الدنیا، فکیف یمکن ألا یکذب أبداً من یبتلى بأنواع المعاصی؟

وعلى فرض وجود مثل هذا الشخص ولو نادراً، فإنّه لن یفلح مع ذلک فی کسب ثقة الناس، إذ سیقولون کیف یمکن الإعتماد على کلام الشخص الفلانی الخائن والظالم والمنحرف؟ لأنّ الفصل فی هذه المسائل وعلى فرض إمکانه فی الواقع مرفوض عند عامّة الناس (تأمّل جیّداً).

فکیف یمـکن لشخص یخطیء فی اُمور الحیاة الیومیة أن یکون مورد اعتماد فی إبلاغ الوحی الإلهی؟ وسیقول الناس حتماً: إنّه ربّما ابتُلی عند إبلاغ الوحی بنفس تلک الإشتباهات التی یقع بها فی حیاته الشخصیة.

خلاصة القول أنّ مسألة تجزئة وفصل الأخطاء والذنوب مرفوضة عند السواد الأعظم من الناس، وأنّ من یرتکب ذنباً أو خطأً لا یمکن أن یکون مورد اعتماد فی تبلیغ الوحی (تأمّل جیّداً).

 

1 ـ العوامل الداخلیة ـ النفسیة ـ 3 ـ مخالفة الغایة وعدم تحقق أهداف البعثة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma