4 ـ العلم بمنطق الطیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
3 ـ معرفة یوسف بتفسیر الاحلامطرق معرفة سفراء الله

تمّت الإشارة فی القرآن الکریم إلى نوع آخر من العلم والمعرفة بالنسبة لسلیمان (علیه السلام)، والذی یبدو لأوّل وهلة أمراً عجیباً، ألا وهو مسألة القدرة على مخاطبة الطیور وفهم حوارها، ونقرأ فی قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَیْمانُ دَاوُدَ وَقَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّیْرِ). (النحل / 16)

الکلام هنا طویل:

هـل حقّاً تتکلّم الحیوانات؟ کیف یکون حدیثها؟ هل بهذه الأصوات المتنوّعة التـی تنبعث منها فی مختلف الحـالات، أم أنّ هنـاک کیفیة خاصّة أخرى؟

لا شکّ أنّ للطیور أصواتاً متفاوتة وبحسب الظروف المختلفة، کالغضب والرضا والجوع والعطش والمرض والضجر، وأنّ بإمکان من لهم أدنى اطّلاع على حالها إدراک مرادها.

لکن من المستبعد أن تکون الآیة أعلاه وأمثالها ناظرة إلى هذا المعنى، إذ إنّها تحکی عن مطالب أدقّ وأهمّ، فالبحث هو عن تفاهمها وتخاطبها مع الإنسان، والحدیث هو عن سلسلة من المفاهیم العالیة والراقیة.

مـع احتمال إقدام البعض على حمل هذه الآیات وأمثالها على الکنایات أو لغة الأساطیر، توهّماً منهم باستحالة مثل هذا الشیء للحیوانات، فامتلاک سلیمان (علیه السلام)للمعجزة واطّلاعه على العلوم الإلهیّة الخاصّة لا یستبعد أبداً.

وهناک سؤال وهو: هل أنّ للحیوانات مثل هذا الفهم والشعور لتتحدّث مثلا عن عبادة ملکة سبأ للشمس من دون الله؟

التمعّن فی أسرار حیاة الطیور، والمطالب العجیبة التی ینقلها العلماء فیما یتعلّق بذهنها ومهارتها ودقّتها، یکشف عن سقم وسطحیة افتراض تجرّد الحیوانات خصوصاً الطیور من الشعور.

إنّ أبحاث العلماء تشیر إلى أنّ للکثیر من الحیوانات القدرة على تحدید الظروف الجویّة، حتّى قبل حدوثها بعدّة أشهر، فی حین أنّ الإنسان ومع کلّ الأجهزة التی یستعین بها یعجز أحیاناً عن مثل ذلک، ولو لساعات قلیلة قبل ذلک.

أغلب الحیوانات تعلم بالزلازل قبل وقوعها وتبدی ردّ فعلها لذلک، فی الوقت الذی تعجز فیه أجهزة رصد الزلازل عن تخمین ولو مقدّماتها.

غرائب حیاة النحل واقتفائها العجیب للمناطق التی تکثر فیها الزهور، ونشاطات النمل العجیبة وتطوّرها المعقّد، ومعرفة الطیور المهاجرة بوضع الطرق حین تطوی أحیاناً المسافة بین القطبین الشمالی والجنوبی للکرة الأرضیة، واطّلاع البعض من الطیور على أحوال فراخها قبل تفقیسها، وتوقّعها الدقیق لاحتیاجاتها مع عدم امتلاکها لتجربة سابقة، وأمور أخرى من هذا القبیل والتی ذکرت فی الکتب المعتبرة والمستندة فی هذه الأیّام، تشیر بمجموعها إلى أنّ لا غرابة فی تمتّع الحیوانات بنوع من الحوار فیما بینها، مع تمکّنها من التحدّث مع من له اطّلاع على أبجدیات لغتها، وخلق رابطة ما معه.

الکـثیر من آیات القـرآن تدلّل على أنّ للحیوانات شعوراً وإدراکاً على خلاف ما یتوهّمه البسطاء، بل بلغ الحدّ بالبعض إلى الإعتقاد بأنّ لکلّ ذرّات الکون بما فیها الجمادات نوعاً من الشعور، ومن هنا فقد اعتبروا عموم تسبیحها مقروناً بالشعور.

هذه المواضیع تعود بطبیعة الحال إلى بحوث أخرى ذکرناها فی محلّها، امّا الذی ینبغی الإلتفات إلیه هنا فهو مسألة اطّلاع البعض من الأنبیاء على «منطق الطیر»، وتحدّث قسم من الحیوانات معهم، والتی لا تعدّ علماً ضروریاً لأداء الرسالة بل باعثاً على کمال النبوّة.

3 ـ معرفة یوسف بتفسیر الاحلامطرق معرفة سفراء الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma