9 ـ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
8 ـ یونس (علیه السلام) 10 ـ الأنبیاء السابقون بشکل عامّ

هناک آیات قرآنیة مختلفة تثیر التساؤلات حول مسألة عصمة نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)، فیما یلی أهمّها:

أ) (إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً * لِیَغْفِرَ لَکَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ وَیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکَ وَیَهْدِیَکَ صِرَاطاً مُسْتَقِیماً). (الفتح / 1 ـ 2)

بمـا أنّ کلمة «الذنب» تعنی المعصیـة، إذن فکیف ینسجم هذا المعنـى مع العصمة والمنزلة الرفیعة لهذا النبی العظیم؟

للمفسّرین أبحاث کثیرة وآراء متنوّعة فی معرض إجابتهم عن هذا السؤال، من جملتها:

إنّ المراد هو ترک الأولى لیس إلاّ، والذی لا یتنافى أبداً مع مقام العصمة، إذ إنّ الإنسان حینما یرجّح المهمّ على الأهمّ والحسن على الأحسن یقال له: لقد «ترک الأولى». (تأمّل جیّداً)، إذ إنّه وفضلا عن عدم ارتکابه لذنب فقد أدّى مستحبّاً أیضاً، غایة ما فی الأمر أنّه کان هناک مستحبّ أقوى ممّا أدّاه، وإطلاق الذنب والمعصیة على مثل هذا العمل إنّما هو لعلو مقامه إذ کما قلنا: «حسنات الابرار سیئات المقربین».

الآخر هو أنّ المراد بالذنب هو معصیة الاُمّة (وبناءً على هذا ففی الآیة شیء مقدّر وهو کلمة «الاُمّة»)، أی (من ذنب اُمّتک ..).

وقول ثالث یشیر إلى أنّ المراد به الذنوب التی ارتکبت فی حقّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، (إذ إنّ للذنب معنىً مصدریّاً یضاف أحیاناً إلى الفاعل واخرى إلى المفعول)، ومن المسلّم أنّ الأعداء لم یتمکّنوا من تکرار ارتکاب نفس تلک المظالم والذنوب، التی ارتکبوها فی حقّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)قبل فتح مکّة.

لکن ما عدا التفاسیر الثلاثة المتقدّمة وتفاسیر اُخرى أهملناها لعدم أهمیّتها، فلدینا تفسیر أنسب وأکثر انسجاماً مع مضمون ومحتوى الآیات المذکورة والقرائن الموجودة فیها، وذلک من جهات شتّى، کما ویتلاءم مع روایات المعصومین (علیهم السلام) أیضاً:

تـوضیح ذلک: لغرض فهم معنى الآیة یجب الترکیز على التعابیر السابقة واللاحقة لها، بالإضافـة إلى التعابیر التی تتضمّنها الآیات نفسها، إذ تمّ التصریح فی هذه الآیة بوجود علاقـة بین «الفتح» المذکور وغفران هذه الذنوب، یقول تعالى: إنّ الهدف من هذا «الفتح المبین» (صلح الحدیبیة أو فتح مکّة على حدّ قول البعض) هو أن یغفر الله ذنوبک السابقة واللاحقة.

عـلاوة على هذا، فغفران الذنـوب السابقة معلوم، امّا الذنوب التی لم ترتکب بعد فکیف تشملها المغفرة الإلهیّة، ألا یفهـم من هذا الکلام إعطاء الضوء الأخضـر بجواز ارتکاب أی ذنب فی المستقبـل؟ فهل هذا الأمر منطقی ومعقول؟!

من خلال التدقیق فی هاتین الملاحظتین یمکننا إدراک المفهوم الواقعی للآیة، وهو أنّ من الطبیعی عند حدوث ثورة إلهیّة فسوف یتعرّض ذوو المصالح اللامشروعة للخطر بسببها، ومنهم المؤیّدون للعادات الخرافیة، والمتعصّبون بلا دلیل، والمتحجّرون الجامدون الذین یجدون عقائدهم الخاطئة مهددة بالخطر والزوال، فسوف یقفون فی وجه تلک الثورة بکلّ قوّة، ونراهم ینسبون إلیها کلّ ما هو مُشین، لغرض إجهاضها وإخمادها، فیصطنعون ضدّها الأکاذیب، ویلصقون بها التّهم، وینسبون لقائدها شتّى الرذائل، من جملتها أنّه قد أحدث الفرقة وشقّ وحدة الصفّ، وأهان المقدّسات، ولا یرمی سوى الوصول إلى السلطة والحکومة واستعباد الناس ونیل المنزلة والثروة، وأنّه آلة بید الآخرین ومنفذ لأهداف الأجانب!! فلو لم یحالف النجاح هذه الثورة، فانّ هذه التّهم تتعاظم شیئاً فشیئاً بدل انحسارها وتوقّفها، وبدیهی أنّ فشلها یعدّ بمثابة الدلیل على صدق هذه الإدّعاءات.

لـکن حینما انتصرت الثورة بلطف الرعایة الإلهیّة، وتم القضاء على العادات الخرافیة، وتلاشت المصالح الشخصیة اللامشروعة، واتّضحت حقّانیة دعوة ذلک القائد السماوی، فسرعان ما تبدّدت کلّ تلک الإساءات التی نُسبت إلیه والإتّهامات البـاطلة سواء المتعلّقة منها بالماضی أو التی کان من المقـرّر طرحها فـی المستقبل، وحلّ الندم والاسف محلّ التهجّمات والإتّهامـات الزائفة، وخسِئ حتّى المنافقون الذین أعمى الله أبصارهم، والمتعصّبون الذین یعاندون ولا یؤمنون، لأنّهم أیقنوا بالفشل أمام هذه الحقیقة.

ولذا یقول تعالى للنبی (صلى الله علیه وآله) (إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً * لِیَغْفِرَ لَکَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ) (أی ممّا کانوا یعدّونه ذنباً وممّا سیرمونک من تهمة الذنب)(1).

ومن هنا یتّضح السبب وراء نسبة هذا الغفران إلى الله، باعتباره هو الذی هیّأ مقدّمات هذا الغفران، والتی هی عبارة عن نفس ذلک «الفتح المبین».

والملفت هنا هو انّنا نجد هذا المطـلب متجسّداً بکـلّ وضوح فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) فی کتاب «عیون أخبار الرضا»، حیث قال عند ردّه على سؤال المأمـون عن کیفیة تناسب هذه الآیة مع درجة عصمة الأنبیاء: «لم یکن أحد عند مشرکی مکّـة أعظم ذنبـاً من رسـول الله، ثمّ یضیف موضّحاً ذلک قائلا: وحـیث إنّهم کانوا یعبدون ثلاثمائة وستّون صنماً، فحینما دعاهم النبـی (صلى الله علیه وآله)إلى التوحید شقّ علیهـم ذلک کثیراً وقالوا باستغراب، هل تستبدل کلّ آلهتنا بإله واحد؟ یاللعجب؟! کما أضاف قائلا: ( فلمّا فتـح الله تعالـى على نبیّه مکّة قال له یامحمّد إنّـا فتحنا لک فتحاً مبیناً لیغفـر لک الله مـا تقدّم من ذنبـک وما تأخّـر عند مشرکی أهل مکّـة، بدعائک توحید الله فیمـا تقدّم وما تأخّر لأنّ مشـرکی مکّـة أسلم بعضهـم وخرج بعضهـم عن مکّة، ومن بقـی منهم لم یقدر علـى إنکار التوحیـد إذ دعا الناس إلیه فصار ذنبه عندهم فی ذلک مغفوراً بظهوره علیهم).

فحینما سمع المأمون هذا التفسیر قال: لله درّک یاأبا الحسن!(2).

کما ورد نفس هذا المعنى بعبارات اُخرى فی حدیث عن أئمّة أهل البیت (علیهم السلام)، رواه السیّد ابن طاووس فی کتاب «سعد السعود»، وهو: أنّ قریشاً وأهل مکّة قد نسبوا الکثیر من الذنوب إلى نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) قبل الهجرة وبعدها، وحینما تمّ فتح مکّة وتعامل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بتلک الرأفة مع أعدائه المعاندین، غضّوا الطرف عن کلّ تلک الذنوب التی کانوا قد نسبوها إلیه(3).

وأخیراً یقول القرآن: (وَیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکَ وَیَهْدِیَکَ صِرَاطاً مُسْتَقِیماً).

واضح أنّ نعمة الله قد اکتملت لیس فقط بالنسبة للنبی، بل لکلّ المجتمعات الإسلامیة عن طریق هذا الفتح العظیم، فلقد خسر أعداء الإسلام وإلى الأبد، بینما مهّد الطریق لمسیر النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، وکافّة المسلمین لتقدّم أکبر.

ب) نقرأ فی آیة أخرى أنّ الله یخاطب النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) قائلا: (عَفَا اللهُ عَنْکَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْکَاذِبِینَ).

أو لیس التعبیر بـ «العفو» من جهة و«العتاب والملامة»، والإستغفار عن سبب ترخیصه لهم من جهة أخرى، دلیلا على أنّ سماح النبی لبعض المنافقین بعدم الإشتراک فی القتال کان عملا مخالفاً؟ هل تتلاءم هذه الآیة مع درجة عصمة هذا النبی العظیم؟

اللطیـف هو أنّ الله أشار فی هذه الآیة إلى العفو أوّلا ثمّ یأتی العتاب، لکن البعض من المغفّـلین تناول هذا الموضوع بشکل مسیء حتّى اعتبر الآیة دلیلا على صدور الذنوب من النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، دون الإلتفـات إلى لطف هذا البیان الإلهی الـذی أشرنـا إلیـه! من جملتهم «الزمخشری» فی «الکشّاف» حیث قـال فی تفسیر هذه الآیة: «جملة عفا الله عنک کنایة عن الجنایة لأنّ العفو مرادف لها ومعناه: أخطأت وبئس ما فعلت»(4).

لکنّه لو تأمّل أکثر فی محتوى الآیة وصدرها وذیلها، والتعابیر الواردة فیها لأدرک أنّ کلمة العفو والعتاب إنّما هی فی الحقیقة لبیان سوء معاملة المنافقین للنبی (صلى الله علیه وآله)، وتوجیه الکلام إلیه (صلى الله علیه وآله) إنّما هو نوع من التعبیر الکنائی اللطیف لبیان واقعة خطیرة.

وتوضیح ذلک: یخاطب الإنسان أحیاناً أحد أصدقائه ویعاتبه لأنّه لم یَدَع الشخصَ الفلانیَّ یُفتَضَح وتُبیّن حقیقتُه للناس! فی حین أنّ هذا العتاب والخطاب یعدّ مقدّمة لانتقاد شخص ثالث فی حقیقة الأمر.

ویمکن تـوضیح هذا الموضوع بضرب مثال بسیط: لو فرضنا أنّ أحداً أراد أن یوجه صفعة إلى إبنک البریء، فمنعه أحد أصدقائک، فمع انّک لم تنزعج من تصرف صدیقک بطبیعة الحال، لکن أحیاناً ولغرض إثبات سوء سریرة ذلک الشخص، تلتفت إلى صدیقک وتقول له معاتباً: لماذا لم تدعه یصفع إبنی حتّى یتعرّف الناس على قساوة قلبه، هذا الخطاب الذی هو على صیغة العتاب والملامة، هو فی الواقع کنایة بلیغة عن قساوة ذلک الظالم.

جاء فی بعض التعابیر الواردة عن الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة: هذا ممّا نزل «ایاک اعنى واسمعى یاجارة» خاطب الله تعالى بذلک نبیه، واراد به امته(5).

یحتمل أن یکون هذا الکلام إشارة إلى نفس ذلک المطلب المتقدّم أعلاه، والـدلیل على هذا الأمر هو الصلاحیة التی اعطیت للنبی (صلى الله علیه وآله) فـی الآیات القرآنیة الأخرى، وذلک بالسماح لمن شاء من المؤمنین بالتفرّغ لمشاغلهم الشـخصیة، وعدم الإشتراک فی بعض الأعمال الهامّة، فیما لو طلبـوا ذلک وکان فیه صلاح: (فَإِذَا اسْتَأْذَنُـوکَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَـأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ). (النور / 62)

وبناءً على هذا فلا مانع من سماح النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، لبعض المنافقین بعدم الإشتراک فی المعرکة، خصوصاً وأنّ إشتراکهم لن یحلّ للمسلمین أیّة مشکلة، هذا إن لم یخلق لهم مزیداً من المتاعب.

من مجموع هذه الإعتبارات یمکن إدراک أنّ التفسیر الأخیر یناسب الآیة المتقدّمة، إذ لا وجود لما یخدش مقام العصمة فیها.

ج) الآیة الأخرى التی نزلت فی مسألة زواج نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) من مطلّقة إبنه بالتبنّی (زید)، أثارت استفهاماً لدى البعض أیضاً.

هذه الآیة تقول بصراحة: کلّما حدث خلاف بین زید وزوجته، کان النبی یحثّ زیداً على عدم طلاقها، ویکرّر علیه ذلک، ولکن حینما لم تؤثّر هذه التوصیات، وطلّق زید زوجته تزوّجها النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، لیحطّم تلک العادة الجاهلیة البغیضة التی کانت تعتبر زوجة (الإبن بالتبنّی) حراماً على الإنسان، کزوجة الإبن الحقیقی، هذا من جهة.

ولیعید من جهة أخرى إلى (زینب) حیثیتها واعتبارها، لأنّها حفیدة عبدالمطلّب وابنة عمّة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) ومن أُسرة معروفة، وکانت قد تزوّجت زیداً العبد المعتق امتثالا لأمر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)بذلک، ومن المسلّم أنّ زواجاً کهذا کان صعباً علیها وکان هذا الفراق أصعب. (تأمّل جیّداً).

وهنا یقـول القرآن: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّـذِى أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَیْهِ أَمْسِکْ عَلَیْکَ زَوْجَـکَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِى فِـى نَفْسِکَ مَا اللهُ مُبْدِیهِ وَتَخْشَى النَّـاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَیْدٌ مِنْـهَا وَطَراً زَوَّجْنَـاکَهَا لِکَىْ لاَ یَکُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِیَـائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَکَـانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولا ). (الأحزاب / 37)

وهنـا فُسِحَ المجـال لبعض المغفّلین وأحیـاناً المغرضین لنسج مجمـوعة من الأسـاطیر الکاذبة، وفـرضها على القرآن ونسبتـها إلى نبـی الإسلام (صلى الله علیه وآله)(6).

المهمّ لدینا هنا وما ینبغی توضیحه جملتان وردتا فی الآیة السابقة، وإلاّ فالأساطیر الخرافیة التی لا أثرلها فی القرآن، لیست شیئاً یستحقّ التحقیق فیه والردّ علیه.

جاء فی إحدى الجمل: (وَتُخْفِى فِى نَفْسِکَ مَا اللهُ مُبْدِیهِ).

کما نقرأ فی الجملة الثانیة: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ).

ألا تتنافى هاتان الجملتان مع مقام عصمة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)؟

مفهوم الجملة الاُولى یبدو مبهماً، لکن الذین یحوکون الأساطیر ربطوا بها مطالب کثیرة، وقدّموها کلقمة سائغة لأعداء الإسلام حتّى یتّهموا النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)(والعیاذ بالله) بعشقه لزوجة زید.

فی حین أنّ نفس الآیة تکذب هذا الإدّعاء، إذ تقول: إنّک أوصیت زیداً مراراً بعدم طلاق زوجته (لا یفوتک أنّ جملة « إذ تقول » هی بصیغة المضارع الدالّ على الإستمرار)، ولو کانت المسألة کما توهّمها الأعداء لوافق النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)على الطلاق بکلّ رحابة صدر، أو لاختار السکوت على أقلّ تقـدیر، فکیف یعقل أن ینهاه عن ذلک والحالة هذه.

امّا فیما یتعلّق بالجملة الثانیة فقد قالوا: بأیّ دلیل یخاف النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) من الناس، والله أحقّ أن یخافه ویخشاه؟

بالرغم من الإحتمالات الکثیرة التی اعطیت لتفسیر هذه الآیة، خصوصاً هاتین الجملتین، حتّى أنّ بعض المفسّرین المعروفین تورّط فی الإشتباه، فمجرّد إمعان النظر فی متن نفس الآیة (خصوصاً الجمل السابقة واللاحقة لهاتین الجملتین) یُدرک المرء وضوح وجلاء مفهوم الآیة، امّا لو لوحظت لوحدها مجرّدة عمّا یحیط بها فما أکثر الإبهامات التی ستحفّ بها.

لو أخذنا الآیة جملة جملة، وفسّرناها لکان معناها کما یلی أنعم الله بالإیمان على «زید» ابن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بالتبنّی (الذی کان سابقاً عبداً للنبی (صلى الله علیه وآله) ثمّ أعتقه، وتبناه لذکائه ودرایته)، کما أنعم علیه النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) إذ أعتقه واعتبره کولده، وزَوَّجه ابنة عمّته التی کانت لها شخصیّة مرموقة فی المجتمع، هذا هو مفهوم جملة (أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَیْهِ).

کما یستفاد من الجملة الثانیة وقوع سوء التفاهم بین زید وزوجته حتّى جال فی ذهنه طلاقها، وأنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) کان یحثّه على عدم الطلاق، ویدعوه للورع والتقوى: (أَمْسِکْ عَلَیْکَ زَوْجَکَ وَاتَّقِ اللهَ).

کان النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هنا أمام محذورین: فهو من جهة یفکر فی أنّه لو انتهى الأمر بالطلاق لوجب علیه أن یتزوّجها، لِینهی کلم الناس السیّ الذی سیلحق بإبنة عمّته زینب، باعتبار أنّ العبد المعتق أیضاً لم یرض بها فطلّقها، ومن جهة أخرى کان یخشى الناس خصوصاً المنافقین، الذین کانوا یتربّصون به الدوائر والذرائع لیعیروه بهذا الأمر من جهتین:

الاُولى: تجاوزه لاحدى عادات عرب الجاهلیة المتأصّلة، والتی کانت تعتبر زوجة الإبن بالتبنّی کزوجة الإبن الحقیقی وأنّ الزواج منها هو کالزواج من تلک.

الثانی: إعتقادهم بأنّ الزواج من مطلّقة العبد المعتق هو دون شأن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، وأنّه انتقاص من مکانته.

لکن شاء الله أن یتحقّق هذا الزواج بعد ذلک الفراق؟ وأن تتحطّم تلک العادة السیّئة، کما جاء فی ذیل الآیة: (لِکَىْ لاَ یَکُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِیَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً).

وبناءً على هذا، فالذی کان النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) یخفیه فی قلبه، وأعلنه الله فی خاتمة المطاف هو الزواج من زوجة زید فی حالة إصراره على طلاقها.

والذی کان یخشاه النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هو ردّ الفعل نتیجة لقضائه على احدى عادات الجاهلیة، کذلک زواجه من امرأة دون شأنه (صلى الله علیه وآله)، واستمرّ خوفه ما دام الأمر الإلهی القطعی لم یصدر بحقّه، لکن بعد صدوره بلزوم زواجه منها وتحطیمه لکلتا العادتین الخاطئتین، بل حتّى أنّ صیغة عقد زواجه أجراها الله تعالى کما فی متن الآیة: (زَوَّجْنَاکَهَا)، لم یبق هناک بعد ذلک أی مجال لخوفه وتردّده بالنسبة لهذه المسألة.

اللطیف هو التأکید على هذه المسألة فی الآیة التی بعدها أیضاً: قال تعالى: (مَا کَانَ عَلَى النَّبِىِّ مِنْ حَرَج فِیَما فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِى الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَکَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً).

هذه الآیة تشیر بصراحة إلى أن ما قام به النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هنا، کان فریضة إلهیة وسنّة کانت فی الأوّلین أیضاً، وأمراً إلهیّاً مقدّراً ینبغی وقوعه.

بدیهی أنّ هذه المسألة لو کانت نابعة عن رغبة شخصیة، لما کان لهذه التعـابیر النازلة بشأنها أی معنى یذکر، لکن لا الأعداء المغرضون یصغون لمثل هذه الحقائق، ولا البعض من رواة القصص المغفّلین الذین یرجّحون الأساطیر المفتعلة الصاخبة فی مثل هذه الحوادث على الحقائق.

لکن ولحسن الحظّ فانّ تعابیر القرآن هنا کافیة وواضحة جدّاً، والملفت للنظر هو م نقرأه فی حدیث نقله «القرطبی» المفسّر المعروف من أهل السنّة عن الإمام علی بن الحسین(علیه السلام) حیث یقول: «إنّ النبی (صلى الله علیه وآله) کان قد أوحى الله تعالى إلیه أنّ زیداً یطلّق زینب، ویتزوّجها النبی (صلى الله علیه وآله)، فلمّا اشتکى زید للنبی (صلى الله علیه وآله) خُلُق زینب، وأنّها لا تطیعه، وأعلن أنّه یرید طلاقها، قال له رسول الله (صلى الله علیه وآله) على جهة الأدب والوصیّة: (اتّق الله فی قولک وأمسک علیک زوجک)، وهو یعلم أنّه سیفارقها ویتزوّجها، وهذا هو الذی أخفى فی نفسه، ولم یرد أن یأمره بالطلاق لما علم أنّه سیتزوّجها، وخشى رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن یلحقه قول من الناس فی أنّ یتزوّج زینب بعد زید، وهو مولاه وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن یخشى الناس لشیء قد أباحه الله له، بأن قال (أمسک) مع علمه بأنّه یطلّق، واعلمه أنّ الله أحقّ بالخشیة أی فی کلّ حال».

ثمّ یضیف (القرطبی) قائلا: «قال علماؤنا رحمة الله علیهم وهذا القول أحسن ما قیل فی تأویل هذه الآیة، وهو الذی علیه أهل التحقیق من المفسّرین والعلماء الراسخین».

ثمّ یتابع کلامه هذا قائلا: «یقول الترمذی فی نوادر الوصول (وضمن الإشارة إلى هذا الحدیث) بأنّ علی بن الحسین قد جاء بهذا من خزانة العلم جوهراً من الجواهر ودرّاً ثمیناً من الدرر ...»(7).

د) الآیة الأخرى التی تثیر الاستفهام حول النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هی قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُـوضُونَ فِى آیَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى یَـخُوضُوا فِى حَدِیث غَیْرِهِ وَإِمَّا یُنسِیَنَّکَ الشَّیْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّکْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ). (الانعام / 68)

السؤال هو: لو تمکّن الشیطان من النفوذ إلى روح النبی الطاهرة وأنساه الحکم الإلهی بعدم مجالسة أهل الباطل، فکیف یمکن أن یکون معصوماً من الخطأ؟ وبعبارة أخرى أنّه یفتقد أحد فرعی «العصمة» وهو الصون من السهو والخطأ والنسیان، ألا تخدش الآیة أعلاه فی عصمة الرسول (صلى الله علیه وآله)؟

الجواب :

التأمّل فی الآیة التی تلیها یبیّن بکلّ وضوح أنّ الحدیث وإن کان حسب الظـاهر موجّهاً إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، لکنّ المراد فی الواقع هو أصحابه، وأنّهم لو ابتلوا بالنسیان وشارکوا فی المجالس الملوثة بالذنوب، واستهزأ الکفّار بمقدساتهم فیجب علیهم ترک ومغادرة ذلک المکان فوراً، وذلک لکی یلتفتوا إلى أنفسهم، وهذا فی الحقیقة من قبیـل المثل العربی المعروف: «اِیّاکَ اَعْنِى وَاسْمَعِى یَاجَارَةٌ».

إذ انّنا نقرأ فی الآیة التی تلیها: (وَمَا عَلَى الَّذِینَ یَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَىْء وَلَکِنْ ذِکْرَى لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ). (الأنعام / 69)

وکما نلاحظ فالکلام فی هذه الآیة یخصّ المتّقین، والمقصود منه عامّة المسلمین لا شخص النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، وهذه الآیة تکمل بحث الآیة السابقة علیها.

نظیر هذه الأبحاث یشاهد فی الکثیر من الحوارات الیومیة أیضاً وفی آداب مختلف اللغـات، والتی توجّه الکـلام إلى شخص معیّن وتقصد شخصاً غیره.

من جملتها ما نشاهده فی القرآن الکریم وذلک عند التوصیة فی حـقّ الأبوین: (وَقَضَـى رَبُّکَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِیَّاهُ وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ کِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا کَرِیماً). (الاسراء / 23)

واضح أنّ الضمیر فی «ربّک» یعودإلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، فی حین أنّ خطاب «ألاّ تعبدوا» موجّه إلى کافّة المؤمنین (لوروده بصیغة الجمع)، ثمّ أنّه فی جملة: (إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ)، وإلى آخر الآیة، فالضمائر کلّها مفردة والمخاطب فیها هو النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)مع علمنا بأنّه (صلى الله علیه وآله)کان قد فقد أبویه لسنین طویلة قبل النبوّة، وبناءً على هذا فمثل هذه الأوامر حول احترام الأبوین التی تخاطب النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) إنّما هی من قبیل المتقدّم: «اِیّاکَ اَعْنِی وَاسْمَعِی یَاجَارَة».

وما ذهب إلیه جمع من مفسّری أهل السنّة، من عدم المانع من کون النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)هو المخاطب فی الآیة مورد البحث، وجواز مثل هذا النسیان فی حقّه، لا یبدو صحیحاً، حیث إنّ مورد آیة النسیان هو أحکام الله تعالى، وهل یصحّ أن ینسى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) الأحکام الإلهیّة، وأی اعتماد واطمئنان بعد ذلک فی کلامه عن الوحی الذی هو أساس دعوته والحالة هذه؟!

هـ) البعض من آیات سورة «الضحى» هی من جملة الآیات التی تدعونا، نحن الذین نعتقد بلزوم عصمة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) منذ ولادته، للإستفسار، یقول تعالى: (أَلَـمْ یَجِدْکَ یَتِیماً فَآوَى * وَوَجَدَکَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَکَ عَائِلا فَأَغْنَى). (الضحى / 6 ـ 8)

للمفسّـرین آراء مختلفة حول تفسیر هذه الآیة وبیان محتواها: فالقلیل منهم فسّر الآیة بمعنى الکفر والضلال، بل حتّى أنّ بعض المفسّرین الغافلین الذین یجهلون أدلّة العصمة قالوا: إنّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) کان على دین قومه (الوثنیة) أربعین سنة إلى أن هداه الله.

لکن کلّ مفسّری «الشیعة» وجمهور مفسّری «السنّة» (کما اعترف بذلک الفخر الرازی) لم یقبلوا مثل هذا التفسیر، بل متّفقون بالجملة على أنّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) لم یکفر طوال عمره، ولو لحظة واحدة ولم یشرک أبداً.

ولهؤلاء المفسّرین آراء عدیدة حول تفسیر الآیة وقد بلغ عددها عشرین تفسیراً، جمعها الفخر الرازی فی ذیل الآیة مورد البحث، ومن التفاسیر التی تلفت النظر وتتسق مع مضمون الآیة وسائر آیات القرآن هی التفاسیر التالیة:

1 ـ مـع الإلتفات إلى الآیتین السابقة واللاحقة لها واللتین تشیران إلى فترة طفولته(صلى الله علیه وآله)وشبـابه، أی الإشارة إلى أنّک أیّها النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) قد تعرضت للضیاع فی تلک الفترة (مراراً) وتعرّضت حیاتک للخطر (تارةً حینما جاءت بک اُمّک من مرضعتک «حلیمة السعدیة» وذلک بعد انقضـاء فترة رضاعک إلى مکّة لتسلّمک إلى عبدالمطلّب فضعت فی الوادی، وتارةً أخرى بین أودیة مکّة حین کنت فی کفالة عبدالمطلّب، وثالثة حینما کنت متّجهاً مع عمّک أبی طالب فی قافلة إلى الشام، إذ ضللت الطریق فی لیـلة حـالکة الظلام، وانقطـع عنک رفاق طریقک)، فهداک الله فی کلّ هذه الموارد وأعادک إلى أحضان جدّک أو عمّک الحنونین.

الدلیل على هذا التفسیر هو إشارة الآیة التی سبقتها إلى مسألة یُتم النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، واللاحقة لها المشیرة إلى فقره المادّی، «الضلالة» و «الهدایة» اللتین توسطتا هاتین الآیتین، هما تلک الهدایة والضلالة المادیّة والجسمیة، وإلاّ فثبوت الهـدایة المعنـویة بین هـذین الأمرین المادّیین لا یبدو مناسباً کثیراً (تأمّل جیّداً).

2 ـ المراد من الضلالة والهدایة هو الإطّلاع وعدمه، على الأسرار النبویة وقوانین الإسلام ومعارف القرآن، أی أنّک لم تکن مطّلعاً أبداً على هذه الاُمور، بل قذف الله هذا النور فی قلبک لتهدی به الناس.

الدلیل على هذا الإدّعاء هو آیات أخرى من القرآن، من جملتها الآیة التی تقول: (مَا کُنْتَ تَدْرِى مَا الْکِتَابُ وَلاَ الاِْیمَانُ وَلَکِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا).(الشورى / 52)

بدیهی أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) وقبل بلوغه لمقام النبوّة والرسالة کان یفتقر إلى هذا الفیض الإلهی، أی مقام الرسالة والمعارف القرآنیة رغم کونه موحّداً، فأخذ الله بیده وهداه وبلغ به هذا المقام.

التعبیر (نَهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) فی هذه الآیة یبیّن أنّ المراد من الهدایة هنا هو نفس الهدایة إلى الإسلام.

ونقرأ فی ثالث آیة من سورة یوسف أیضاً:

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ کُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِینَ).

مع أنّ هذا التفسیر قد أعطى الهدایة والضلالة مفهومهما المعنوی الذی یتفاوت وکما قلنا مع الآیة السابقة واللاحقة علیهما، لکنّه یعدّ قرینة لما ذکرنا مع الأخذ بنظر الاعتبار بأنّ اَلْقُرآن یُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضَاً، التفاتاً إلى الآیات الأخرى.

3 ـ المراد من «الضالّ» هنا هو «الضیاع بین قومه وأهله من الناحیة الشخصیة» وذلک کما نقرأ فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) أنّه قال: «(وَوَجَدَکَ ضَالاًّ)، أی ضالّة فی قوم لا یعرفون فضلک فهداهم إلیک»(8).

و تفسیر هذا المعنى جاء بتعبیر آخر فی تفسیر نور الثقلین عن عیون أخبار الرضا(علیه السلام)(9).

إطلاق لفظة «الضالّ» و «الضالّة» على هذا المعنى شیء طبیعی، کما جاء فی الحدیث: «الحکمة ضالّة المؤمن»(10).

إذن فهناک تفاسیر مقبولة عدیدة لهذه الآیة لا تتنافى ومقام العصمة.


1. «غفر» و «غفران» و «مغفرة» تعنی فی الأصل ستر الشیء وتغطیته على حدّ قول صاحب مقاییس اللغة، ومن هنا اطلق على غفران الذنوب أیضاً.
2. تفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 56، ح 18.
3. المصدر السابق، ح 17 بتلخیص واقتباس.
4. تفسیر الکشّاف، ج 2، ص 274.
5. تفسیر البرهان، ج 2، ص 130، ح 1.
6. لمن أراد مزیداً من الإطلاع على هذه القصص الموضوعة ونقدها، الرجوع إلى التفسیر الأمثل، ذیل الآیة مورد البحث.
7. تفسیر القرطبی، ج 8، ص 5272، ذیل الآیات مورد البحث.
8. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 506.
9. تفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 596.
10. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 80.

 

8 ـ یونس (علیه السلام) 10 ـ الأنبیاء السابقون بشکل عامّ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma