إنّ مهمّة هدایة الخلق وتهذیب النفوس وتعلیم الناس وتربیتهم وإقامة العدل وإزالة الاختلافات وتحریر الإنسان من مخالب الأسر مهمّة شاقّة وصعبة ممّا یجعلها تتطلّب استعداداً خاصّاً من الناحیة الجسمیة والروحیة والعلمیة والأخلاقیة.

ولهذا السبب لا یتسنّى لأی إنسـان تحمّل أعباء مثل هذه المسؤولیة، إلاّ لمن حصل على القدرة على تهذیب النفس وبنائها من جهة والإمداد الإلهی من جهة اُخـرى، ومن البدیهـی أنّ الفرد العادی غیر الناضج لا یتمکّن أبداً من تقبّل مثل هذه المهمّة الخطیرة.

والکلام هنـا هو عن ماهیّة هذه الخصائص التی ینبغـی توفّرها لدى کلّ نبی، ومن الطبیعی أنّ الأنبیاء (علیهم السلام) واُولی العزم وأصحاب الشرائع والسنن یجب أن یکون لهم النصیب الأوفى منها.

وهنـا یسعفنا القرآن فی ذکر هذه الخصائص فضلا عن الأدلّة العقلیّة، المتوفرة فی هذا المجال.

بهـذه الخلاصة نعـود إلى القرآن لنمعن خاشعـین فی الآیات الواردة فی هذا المجال:

1 ـ (وَاذْکُرْ فِى الْکِتَابِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّهُ کَانَ صِدِّیقاً نَبِیّاً). (مریم / 41)

2 ـ (وَاذْکُـرْ فِى الْکِتَابِ إِسْمَـاعِیلَ إِنَّـهُ کَانَ صَـادِقَ الْوَعْدِ وَکَـانَ رَسُولا نَبِیّاً).(مریم / 54)

3 ـ (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ * إِنِّى لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ).(الشعراء / 106 ـ 107)

4 ـ (أُبَلِّغُکُمْ رِسَالاَتِ رَبِّى وَأَنَا لَکُمْ نَاصِحٌ أَمِینٌ). (الأعراف / 68)

5 ـ (وَمَا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِینَ). (الشعراء / 109)

6 ـ (وَوَهَبْنَـا لَـهُ إِسْحَـاقَ وَیَعْقُـوبَ کُـلاًّ هَدَیْنَا وَنُوحـاً هَدَیْنَـا مِـنْ قَبْـلُ وَمِنْ ذُرِّیَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَیَْمانَ وَأَیُّوبَ وَیُـوسُفَ وَمُـوسَى وَهَـارُونَ وَکَـذَلِکَ نَجْزِى الُْمحْسِنِینَ).(الأنعام / 84)

7 ـ (الَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَیَخْشَوْنَهُ وَلاَ یَخْشَـوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَکَفَى بِاللهِ حَسِیباً). (الأحزاب / 39)

8 ـ (قَـالَ إِنِّى أُشْهِـدُ اللهَ وَاشْهَـدُوا أَنِّى بَرِىءٌ مِمَّـا تُشْرِکُـونَ * مِنْ دُونِهِ فَکِیدُونِى جَمِیعـاً ثُـمَّ لاَ تُنْظِـرُونِ * إِنِّى تَـوَکَّلْتُ عَلَـى اللهِ رَبِّى وَرَبِّکُمْ). (هود / 54 ـ 56)

9 ـ ( وَاذْکُـرْ فِى الْکِتَـابِ مُوسَـى إِنَّهُ کَانَ مُخْلَصـاً وَکَـانَ رَسُـولا نَبِیّاً). (مریم / 51)

10 ـ (فَبَِمـا رَحْمَة مِّنَ اللهِ لِنْتَ لَهُـمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّـاً غَلِیظَ الْقَـلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ).(آل عمران / 159)

11 ـ (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِى قَالَ لاَ یَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِینَ). (البقرة / 124)