3 ـ إقامة القسط والعدل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
1 و 2 ـ التربیة والتعلیم4 ـ حریّة الإنسان

تمّت الإشارة فی الآیة الرابعة بشکل عامّ إلى أحد الأغراض الرئیسیة من بعثة الأنبیاء(علیهم السلام) ألا وهو إقامة العدالة الاجتماعیة، وأنّ نزول الکتاب والمیزان بمثابة المقدّمة لذلک، یقول تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).

لقد اُشیر فی هذه الآیة إلى ثلاثة اُمور باعتبارها مقدّمة لإقامة العدل، وهی «البیّنات» التی تعنی الأدلّة کما لا یخفى، والمشتملة على المعاجز والأدلّة العقلیّة على أحقّیة دعوة الأنبیاء(علیهم السلام) وأخبار السابقین منهم، و«الکتاب» الذی یشیر إلى الکتب السماویة التی تحتوی على بیان المعارف والعقائد والأحکام والأخلاق، و«المیزان» الذی یعنی القوانین الممیّزة للخیر من الشرّ والفضائل من الرذائل والحقّ من الباطل.

تمتّع أنبیاء الله(علیهم السلام) بهذه القوى الثلاث التی تمکّنهم من دفع البشریّة نحو إقرار العدالة، والملفت للنظر هنا هو عدم نسبة إقامة العدالة إلى الأنبیاء، بل التصریح بأنّ المجتمعات البشریة تنشأ على نوع من التربیة یدفعها بالنتیجة إلى إقامة العدالة بنفسها! والمهمّ أیضاً هو ظهور هذه المسألة فی المجتمع بصورة إرادیّة لا قهریة.

والتعبیر بـ «المیزان» عن القوانین الإلهیّة إنّما هو لدورها المهمّ فی المسائل الحقوقیة المشابهة لدور المیزان فی بیان وزن کلّ شیء کما هو علیه، وإنهاء حالة الخلاف والنزاع القائمة، ونظراً لکون القوانین البشریة الوضعیة صادرة من علم الإنسان الناقص فلا یمکن الإعتماد علیها ولا یمکنها أبداً تحقیق العدالة، بل ینحصر تحقّق هذا الأمر فی القوانین الإلهیّة النابعة من علم الله تعالى اللانهائی الذی لا یخالطه الخطأ والإشتباه، ذلک العلم الذی تنسجم معه النفس المؤمنة وترکن إلیه.

ویوجد أیضاً فریق لا یبالی بأیّ من هذه الاُمور، بل نراه یضع کلّ شیء تحت قدمیه حفاظاً على مصالحه الشخصیة، فلابدّ من مقاومة هؤلاء بقوّة السلاح، وما جملة «وأنزلنا الحدید فیه بأس شدید» المتمّمة لهذه الآیة إلاّ إشارة إلى هذا الفریق الذی لا یعرف سوى لغة السیف.

ومع أنّ البعض قد ذهب إلى أنّ التعبیر بـ «أنزلنا» یعنی مجیء الحدید (الصخور الحدیدیّة) إلى کرتنا الأرضیة من الکواکب الاخرى، لکن تعبیر أنزلنا یأتی أحیاناً فی غیر الحدید أیضاً فمثلا فی أنواع الحیوانات کما ورد قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ الاَْنْعَامِ ثَمَانِیَةَ أَزْوَاج ...). (الزمر / 6)

وجاءت أیضاً للألبسة التی تغطّی بدن الإنسان حیث قال تعالى: (یَا بَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَیْکُمْ لِبَاساً یُوَارِى سَوْآتِکُمْ وَرِیشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِکَ خَیْرٌ ذَلِکَ مِنْ آیَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ). (الاعراف / 26)

تبیّن هذه الآیة أنّ المراد منه هو الخلقة والإبداع الإلهی فی نفس الأرض، ونزول هذه الموهبة الإلهیّة من مقام الربوبیة الشامخ إلى مقام الإنسان الدانی، یعبر عنها بأنزلنا وبعثنا.

کما یُشاهد هذا التعبیر أیضاً فی المحاورات الیومیة، فحینما تصدر أوامر أو تبعث هدیّة من رئیس دولة مثلا إلى مادونه یقال: إنّ هذه الأوامر أو الهدیّة قد جاءت من المراتب العلیا!

 

1 و 2 ـ التربیة والتعلیم4 ـ حریّة الإنسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma