2 ـ العلاقة بین الإعجاز والنبوّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
1 ـ ما هی حقیقة الإعجاز 3 ـ الاختلاف بین معجزات الأنبیاء(علیهم السلام)

هنـاک کلام بین العـلماء فیما یتعلّق بکیفیة دلالة المعجزة على نبوّة صاحبها، أی کیف نثبت أنّ المعارف والقوانین والأحکام التی جاء بها هی وحی إلهی؟:

قال البعض: إنّ دلالة المعجزة على هذا المعنى هی دلالة عقلیة، فی حین رجّح الکثیر منهم کونها دلالة وضعیة.

بیان ذلک: قد یُتصوّر أحیاناً أداء عمل خارق للعادة لا یمکنه أساساً أن یکون دلیلا على صدق مدّعی النبوّة، إذ لا مانع من قیام شخص بمعجـزة ما مع عدم کونه نبیّاً، فلو أنّ أحداً

کان خطّاطاً ماهراً، فهل یدلّ هذا على ضرورة کونه عالماً متبحّراً أیضاً؟!

لکن هناک ملاحظة لم ینتبه لها أصحاب هذا الکلام، ألا وهی أنّ الأمر الخارق للعادة الصادر من العلماء المتبحّرین لا یُعدّ معجزة والذی یفوق قدرة الإنسان، أی المستند على خصوص القوّة الإلهیّة.

هل یمکن أن یضع الله أمراً خارقاً للعادة، خارجاً عن عهدة البشر، تحت تصرّف مدّع کذّاب لیُضلّ عباده؟ هل ینسجم هذا المعنى مع حکمة الله؟ هذا یشبه تماماً ادّعاء أحد بأنّی وکیل للشخص الفلانی إلیکم، ویستدلّ على ذلک بالخاتم الخاصّ الذی فی یده، والذی یعود إلى ذلک الشخص، مع علم صاحب الخاتم بذلک.

لا شکّ فی کون هذا الأمر دلیلا على قبوله ورضاه، وإلاّ فمن المستحیل أن یسکت على عمل کهذا.

وهذا هو ما بیّنه القرآن فیما یتعلّق بنبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) فی الآیات: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنَا بَعْضَ الاَْقَاوِیلِ * لاََخَذْنَا مِنْهُ بِالَْیمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِینَ). (الحاقّة / 44 ـ 46)

إشارة إلى أنّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) ومع امتلاکه لتلک المعجزات، لو انحرف عن الحقّ ونسب إلى الله کلاماً مخالفاً، لاستلزمت الحکمة الإلهیّة عدم إمهاله ولو لحظة واحدة ولأهلکته فی الحال.

من الطبیعی أنّ المدّعین للنبوّة کذباً کانوا ولا زالوا کثیرین فی العالم، ولا داعی لأن یهلک الله أحداً لمجرّد ادّعائه النبوّة کذباً، هذا الکلام إنّما یصدق فی حقّ اُولئک الذین لدیهم معجزة، إذ إنّهم لو کذّبوا على الله لما أمهلهم أبداً باعتباره اغراء بالجهل.

الجواب الآخر عن هذا السؤال هو أنّ الأنبیاء (علیهم السلام) کانوا یدّعون أنّ الرسالة إنّما تعطى لهم عن طریق الوحی، سواء کان الوحی نازلا علیهم مباشرةً، أو عن طریق نزول الملائکة، أیّاً کان فهو أمر خارق للعادة غیر مشابه لإدراکات الإنسان الإعتیادیة، وحتماً فانّ هناک نوعاً من السیطرة على عالم ما وراء الطبیعة فی نفوس الأنبیاء.

ومـن هنا کان المخالفون یستشکلون على الأنبیاء بأنّکم بشر مثلنا فکیف تمکنتم من الإرتباط بمـا وراء الطبیعة؟ ولذا فقد توسّلوا بالمعجزات لإثبات تفاوتهم مع الآخرین(1).

ومـع أنّ کلا الجوابین مناسبان وفی نفس الوقت لا تنافی بینهما، فالأوّل یبدو وکأنّه أوضح من الثانی.


1. تفسیر المیزان، ج 1، ص 86، ذیل الآیة23 من سورة البقرة (باقتباس).
1 ـ ما هی حقیقة الإعجاز 3 ـ الاختلاف بین معجزات الأنبیاء(علیهم السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma