5 ـ النجاة من الظلمات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
4 ـ حریّة الإنسان6 ـ البشرى والإنذار

وذکر فی الآیة السادسة الهدف وراء البعثة ونزول القرآن المجید وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، یقول تعالى: (کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ).

و «الظلمات» نظراً لورودها بصیغة الجمع فانّها تمثل مفهوماً واسعاً وشاملا لکلّ أنواع الظلمات: ظلمة الشرک والظلم والجهل وهوى النفس، وأنواع الحجب التی تسدل على قلب الإنسان وکذلک الظلمات التی تخیّم على المجتمعات.

فالهدف من نزول الکتب السماویة هو إنقاذ الإنسان من کلّ هذه الظلمات والأخذ بیده نحو نور التوحید والتقوى والعدل والإنصاف والاُخوّة و...

والملفت للنظر هنا مجیء «الظلمات» بصیغة الجمع و«النور» بصیغة المفرد، وذلک لأنّ طریق التوحید والحقّ واحد لا یوجد طریق سواه، وهو ذلک الطریق المستقیم الذی یربط بین المبدأ والمعاد فهو یختلف عن طرق الضلال المتشعّبة، فنور الإیمان والتقوى هو أساس الوحدة والإتّحاد، أمّا ظلمات الشرک واتّباع الهوى والطغیان فهی السبب الأساس فی الاختلاف والحیرة والضیاع.

وحَصْرُ بعض المفسّرین «الظلمات» بـ «الشرک»، و «النور» بـ «التوحید» فقط لا یستند إلى دلیل، إذ لیس ما ذهبوا إلیه إلاّ أحد المصادیق الواسعة للآیة.

وبناءً على هذا فأحد أهداف البعثة هو نجاة الإنسان من الظلمات الفکریة والعقائدیة والأخلاقیة والعملیة، وهدایته نحو النور والحیاة الواقعیة.

ویمکن أیضاً إیراد هذا الهدف فی أهداف التربیة والتعلیم وإقامة العدل والحرّیة، أو العکس، ولکن نظراً لورود کلّ هدف على حدة فی القرآن الکریم، فقد راعینا عرضها بصورة مستقلّة أیضاً.

والنور والهدایة لا یختصّان بالقرآن الکریم فحسب بل قد ورد تعبیر «النور» فی حقّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أیضاً فی الآیة ( وَدَاعِیاً إلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِیراً). (الأحزاب/46)

والتعبیر بـ «الناس» بحسب ما ذهب إلیه تفسیر المیزان، هو لبیان أنّ الهدف من بعثة نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) هو لهدایة عامّة الناس (فی کلّ زمان ومکان ما دامت السماوات والأرضون) والتعبیر بـ «بإذن ربّهم» هو لبیان أنّ هدایة الأنبیاء (علیهم السلام) هی فی الواقع جزء من «ربوبیة الباری جلّت قدرته» وفی مساره الذی یرتضیه هو، انسجام الربوبیة فی عالم التشریع مع ربوبیته فی عالم التکوین.

4 ـ حریّة الإنسان6 ـ البشرى والإنذار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma